عين على العدو
صحافي صهيوني: الحرب التي لم تنتهِ
يديعوت أحرونوت- متان تسوري
كتب الكاتب الصهيوني متان تسوري مقالة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي، متحدثا عن حرب مستمرة يخوضها العدو أمام عقبات كثيرة، وجاءت على الشكل التالي :
شهد مستوطنو غلاف غزة 5 سنوات منذ بداية عملية "الجرف الصامد" واجهو خلالها نوعين من العقبلت: الأولى تتمثل بالسنوات الثلاث والنصف الأولى من انتهاء العملية، والثانية تتمثل ببدء الأحداث العنيفة على السياج في إطار "مسيرة العودة" والتي شملت إرهاب البالونات والحرائق والتظاهرات على حدود القطاع المستمرة حتى اليوم.
ما الذي تبقى من الشعور بالأمن لدى مستوطني غلاف غزة منذ انتهاء عملية "الجرف الصامد"؟ الجواب : لا شيء. مستوطنو غلاف غزة نجحوا خلال الثلاث سنوات ونصف الماضية بالعودة لمسار حياة هادئة نسبيًا بفضل الهدوء والردع، أما الشعور بالأمن لم يعد موجودًا اليوم. الشعور السائد بين المستوطنين يتمثل بانتظارهم للحرب ومتى ستكون الحرب.
عملية "الجرف الصامد" تركت ندوبًا في نفوس المستوطنين، خصوصا ان العملية استمرت لفترة طويلة، وأن غالبيتهم وجدوا أنفسهم "لاجئين في بلدهم"، مشتتين في وسط وشمال البلاد، في الفنادق وعند العائلات المضيفة.
"الجيش الإسرائيلي" خرج إلى عملية "الجرف الصامد" عندما حدّد المستوى السياسي هدفًا رئيسيًا: القضاء على أنفاق "حماس" الهجومية التي خرخق "الأراضي الإسرائيلية". بشكل عام، وعلى الرغم من وجود خلافات، فقد حقق "الجيش الإسرائيلي" أهدافه، لكن "حماس" واصلت حفر الأنفاق التي تم العثور عليها وتدميرهافي السنوات التي تلت العملية.
وبدأت "منافسة" بين "الجيش الإسرائيلي" و"حماس" على طول الحدود، حيث أطلقت وزارة "الأمن" مشروع "العائق"، لبناء عشرات الأمتار من الباطون في الأرض بتكنولوجيا متقدمة قادرة على تحديد حفر الأنفاق. كما بني أكثر من 30 كيلومترًا من الجدار الإسمنتي (من أصل قرابة الـ70 كلم) في عمق الأرض، مقابل بناء جدار ضخم على طول الحدود.
تهديد الأنفاق الذي كان أحد سيناريوهات الرعب لسكان غلاف غزة أصبح في أسفل قائمة مخاوفهم الآن، إذ أن مشروع العائق يتم بناءه وسينتهي العمل فيه في نهاية العام 2019 أو منتصف عام 2020.
إرهاب البالونات في السنة والثلاثة أشهر الماضية، أدّى إلى محو الشعور بالأمن الذي تحقق في غلاف غزة بعد عملية "الجرف الصامد". في العام الماضي، تعايش المستوطنون مع أكثر من 12 جولة تصعيد مع غزة، حيث تضمنت صليات صواريخ وإطلاق مضاد للدروع. كل جولة كهذه خلّفت وراءها المزيد من الندوب في نفوس المستوطنين في المنطقة.
وقال أحد سكان مستوطنة سديروت رامي إيلوز إن "جولات التصعيد القصيرة التي إستمرت يومين أو 24 ساعة كانت أصعب من عملية الجرف الصامد كلها، خلال يوم واحد أطلقت مئات الصواريخ التي أدخلت في لحظة واحدة كل السكان في حالة طوارئ. قفزة من الصفر إلى المئة خلال جزء من الثانية. لحظة واحدة من الهدوء، وفجأة حرب. وهذا ما أوصل المستوطنين إلى حالة من اليأس من الوضع".
وتفيد المراكز الصحية التابعة لمستوطنات غلاف غزة عن إرتفاع دراماتيكي بعدد طلبات المساعدة، خاصة بين الأطفال. فيما يصب المستوطنين من جانبهم، جلّ غضبهم على المستوى السياسي ويطالبون بتسوية طويلة الأمد مع قطاع غزة.
وأوضح عضو الكنيست المنتمي إلى حزب "أزرق أبيض" رئيس المجلس الإقليمي "شاعر هنيغف" سابقا ألون شوستر أنه "بعد عملية الجرف الصامد كانت لدينا فرصة للمضي قدماً في عملية التسوية والتأهيل، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تعمل من أجل دفع الموضوع واليوم الوضع على الأرض تغير. هذا إخفاق واضح ومباشر لسياسات رئيس الحكومة نتنياهو".