عين على العدو
مركز أبحاث الأمن القومي: استقرار السعودية عنصر اساس في الصراع ضد إيران
رأى يوآل غوجونكسي في مركز الابحاث للأمن القومي الصهيوني ان القرارات التي اتخذها مجلس الشيوخ الأميركي مؤخراً، رداً على اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، ومستقبل التدخل الأميركي في الحرب على اليمن، تعكس الفجوة الكبيرة الحاصلة اليوم بين موقف ترامب وإدارته وبين الكثير من المشرعين بما يتعلق بالتعامل مع السعوديين.
واعتبر أن الضغوط التي تمارس على ادارة ترامب لا تهدف إلى إنهاء العلاقات التاريخية مع السعودية، بل هي رسالة للسعودية، بالخصوص لمحمد بن سلمان، مشيراً إلى أن هناك ثمناً لأداء سعودي غير مسؤول وأنه يجب عليها أن تأخذ بالحسبان الاحتياجات والمصالح الأميركية أيضا. ولفت الى ان العلاقات المميزة بين الرياض وواشنطن منذ بدء ولاية إدارة ترامب، قد يكون لها تأثير على الخطوات التي ستتخذها الإدارة الأميركية وبشكل أساسي على الرد السعودي على هذه الخطوات.
وأضاف: "سلّم الأولويات الذي عرضه رئيس حكومة العدو نتنياهو بخصوص أسلوب معالجة تداعيات قضية خاشقجي صحيح، ويبدو أنه يجب على "إسرائيل" مواصلة السير على خط رفيع بين إدانة خطوات فيها تعبير واضح عن خرق حقوق الإنسان وبين الإدراك في "إسرائيل" أن للمملكة دوراً مهماً في خلق التوازن الإقليمي وتطوير مصالحها المشتركة مع "إسرائيل".
واعتبر ان قضية اغتيال خاشقجي والكارثة الإنسانية بسبب الحرب العسكرية التي تشنها السعودية على اليمن تسببت بمواجهة داخلية أميركية بين إدارة ترامب والكونغرس، ليمتد هذا الخلاف بين مشرعين جمهوريين يعتبرون حلفاء للرئيس. إضافة الى تبني مجلس الشيوخ بالإجماع، وفي خطوة غير مألوفة، بياناً يحمّل ابن سلمان المسؤولية الكاملة عن اغتيال خاشقجي. كما طُرح في مجلس الشيوخ مشروع قانون يقضي بأن توقف الولايات المتحدة دعمها العسكري للسعودية في اليمن.
وأوضح ان رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، حرص على التشديد على خطورة مقتل الصحفي جمالى خاشقجي، فيما امتنع عن مهاجمة ولي العهد السعودي بشكل مباشر، مشيراً إلى الأهمية التي توليها "إسرائيل" لاستقرار المملكة كعنصر هام في الصراع ضد إيران. وقال انه اضافة الى الكيان الصهيوني هناك المجتمع الدولي عموماً والولايات المتحدة خصوصاً يولون أهمية بالغة للاستقرار الداخلي في السعودية كعنصر مركزي لحماية مصالحها الكثيرة الموجودة في المنطقة.
ورأى غوجونكسي أن الخطوات التي اتخذتها السعودية بقيادة محمد بن سلمان، سواء على المستوى الداخلي (خاصة صراعات القوى التي يخوضها ضد سلسلة طويلة من الجهات السعودية وفي مقدمتها مقتل خاشقجي)، أو في السياقات الإقليمية (الحرب المستمرة في اليمن، الصراع ضد قطر واختطاف رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، وإرغامه على الاستقالة)، تسهم في تقويض الاستقرار الإقليمي، وبسياستهم هذه، يعملون عمليا لمصلحة الإيرانيين.
واضاف "لدى إسرائيل مصلحة أساسية بالحفاظ على استقرار المملكة وهي تدرك أن زيادة الضغط الخارجي على العائلة المالكة في هذه الفترة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، ولكن عليها الاحتراس من تطابق زائد مع ولي العهد خشية من المس بصورتها الأخلاقية".
وتابع "رغم أنه لا يتوقع في المستقبل القريب أن ترد السعودية على الموقف "الإسرائيلي" بتنفيذ خطوات إيجابية وحقيقية تجاهها، فإنه في الأمد البعيد سيكون لذلك وزن في القرارات التي ستتخذها القيادة السعودية".