عين على العدو
ترامب أحرج نتنياهو على الهواء: الزيارة التي اصطدمت بأرض الواقع
رأت المحللة السياسية الصهيونية في صحيفة "معاريف الإسرائيلية" أنا برسكي، أنّه: "لن يمرّ وقت طويل قبل أن يقدّم (رئيس حكومة العدو بنيامين) نتنياهو تفسيره للمشهد الذي جرى ليلة أمس (الاثنين) في البيت الأبيض، على الهواء مباشرة لمدة ساعة كاملة. سيُحاول تحويل الإحراج إلى إنجاز أو، على الأقل، تخفيف الانطباع الأولي. وكما هو معروف، فإنّ نتنياهو "عبقري" في الدعاية، لكن الانطباع الأصلي والواضح من البيان المشترك في الغرفة البيضاوية، بعد ساعة ونصف من الغداء والمحادثات، سيكون من الصعب محوه أو نسيانه. فكلّ كلمة وُثّقت، وبُثّت واقتُبست. بكلمة واحدة: مفاجأة. وبثلاث كلمات: مفاجأة تصل إلى حد الإهانة".
وقالت المحللة إنّه: "لو كان نتنياهو قد وصل إلى واشنطن مباشرة من "إسرائيل"، من روتينه الصارم، وليس بعد الاستقبال الملكي الأسطوري الذي حظي به في المجر من صديقه المقرب (رئيس وزراء المجر) فيكتور أوربان، لكان الفارق أقل وضوحًا. لكن رئيس الوزراء كانت لديه أسباب وجيهة، أكثر من واحدة، لتعديل جدول زيارته بشكل عاجل وتغيير مسار رحلته، فبدل العودة إلى "الوطن" (الكيان)، طار من بودابست إلى واشنطن".
ولفتت إلى أنّ: "السبب الرسمي للزيارة المفاجئة لنتنياهو إلى البيت الأبيض كان محاولة إقناع (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب بتخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على "إسرائيل"، لكن يبدو أنّ السبب الحقيقي لم يكن الرسوم، بل المفاوضات المباشرة بين واشنطن وطهران. فإصرار الرئيس الأميركي على اتّباع المسار الدبلوماسي مع إيران يُقلق نتنياهو منذ فترة طويلة. حتى الآن، لم ينجح في إقناع ترامب بأنّ الدبلوماسية لن تجدي نفعًا، بل ستمنح إيران وقتًا ومساحة للمناورة. وحين أدرك مدى اتساع الفجوة بين مواقفهما، سارع للقدوم إلى واشنطن ليعرض على ترامب رؤيته لما يسميه "الاتفاق النووي الحقيقي"".
وقالت "إنّ الضيف (نتنياهو) قد ترك لصاحب البيت (ترامب) الإعلان عن بدء المفاوضات النووية المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي من المقرّر أن تنطلق يوم السبت المقبل. أمّا نتنياهو، فاكتفى بتصريح خاص به، كان مختلفًا تمامًا عمّا قاله سابقًا عن الملف النووي الإيراني، فبينما كان في السابق حاسمًا في رفضه التام للسماح لإيران بامتلاك ما يكفي من المواد لتصنيع قنبلة نووية، قال هذه المرة: "نحن موحدون في موقفنا بأنّ إيران لن تمتلك سلاحًا نوويًّا أبدًا، وهذا يمكن أن يتحقّق أيضًا عبر الطريق الدبلوماسي"، ثمّ أضاف لاحقًا أنّه "يجب السعي في المحادثات مع إيران إلى "النموذج الليبي"".
ورأت المحللة أنّه: "وبترجمة من اللغة الدبلوماسية، فقد عبّر نتنياهو عن إحباطه من ثقة ترامب في الحوار الدبلوماسي مع طهران، ووجّه دعوة حذرة ولكن واضحة لقتل الدبلوماسية والاستعداد للخيار العسكري. ومن خلف ذلك التصريح العلني الحذر، من المرجّح أن يكون قد جرى حوار أقل تحفظًا وأكثر تفصيلًا خلف الأبواب المغلقة،ـ لكن استنادًا إلى ما قاله ترامب على الهواء بعد الاستماع إلى كل حجج نتنياهو، يمكن الاستنتاج أن الرئيس الأميركي لم يقتنع، على الأقل في هذه المرحلة".
وتابعت: "بالعودة إلى السبب الرسمي للزيارة: حرب الرسوم الجمركية الكبرى التي يخوضها دونالد ترامب. هنا، بدأ نتنياهو من البداية بموقف استسلامي تام، لم يكن الأمر تفاوضًا بين ندّين، بل إعلانًا مسبقًا عن التنازل "الإسرائيلي"، فما إن استقرّ الصحفيون في الغرفة البيضاوية، حتى أعلن نتنياهو أنّه سيعمل على "إلغاء العجز التجاري ورفع جميع القيود التجارية"".
وفقًا للمحللة، تبيّن أنّ ترامب حضّر مفاجأة لضيفه "الإسرائيلي" الذي أراد أن يكون "نموذجًا" للدول الأخرى التي ستّتبع خطاه في التوصل إلى تفاهمات مع الأميركيين. ونقلت عن ترامب قوله: "لا أعلم، لست متأكدًا أنّني سأخفض الرسوم الجمركية المفروضة على "إسرائيل". الولايات المتحدة تقدّم لـ"إسرائيل" مليارات الدولارات. مليارات الدولارات"، وكرّرها مرتين، ثم هنّأ نتنياهو الجالس بجانبه، والذي بدا مذهولًا، بقوله: "مبارك" بمناسبة الـ4 مليارات دولار التي تتلقّاها "إسرائيل" سنويًّا من الولايات المتحدة.
وشدّدت على أنّ: "التقديرات والإحاطات المسبقة التي وزّعها مسؤولون "إسرائيليون" على الصحفيين، والتي تحدّثت عن "نصر سريع" وأنّ نتنياهو سينجح في إقناع ترامب بإلغاء أو تقليل الرسوم، تحطّمت على أرض الواقع. وإن لم يكن هذا كافيًا، أضاف ترامب أمام الحضور أنه يتمتع بـ"صداقة خاصة وحارة مع الرئيس التركي أردوغان"، ختام مثير لنتنياهو الذي لا يتوقف عن وصف أردوغان علنًا بـ"هتلر" و"مصاص دماء"".
وأشارت المحلّلة إلى أنّه: "إذا لم يكن كلّ هذا محرجًا بما فيه الكفاية، فقد سُئل ترامب عما يُسمّى "خطة ترامب" للهجرة الطوعية من قطاع غزة، وهو مشروع يتمسّك به نتنياهو ومحيطه، فأجاب مبتسمًا: "دع نتنياهو يتحدث عن ذلك"، في إشارة مفاجئة من صاحب الخطة ذاته. عندها تحوّلت الإحراجات إلى إحراج كامل، وطُلب من الصحفيين مغادرة الغرفة، وبقي الزعيمان، الضيف المحبط والمضيف الراضي، في حديث ثنائي مغلق. ربما استخدم نتنياهو سحره المعروف لتلطيف الانطباع العام، وربما لم يكن لذلك السحر أي تأثير عندما يقوم ترامب بحركته المعروفة: قلب الطاولة دون سابق إنذار"".
وخلُصت إلى القول: "هكذا يختتم بنيامين نتنياهو - الذي جاء إلى واشنطن على أمل حل عدة قضايا بضربة واحدة وكسب نقاط سياسية قبل عودته إلى واقع السياسة "الإسرائيلية" المعقد ـ أسبوعه في الخارج بحدث محرج خلّف وراءه أسئلة كثيرة، وإجابات قليلة جدًّا".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
11/04/2025
سياسة غموض جديدة يتبعها جيش الاحتلال
التغطية الإخبارية
لبنان| الديار نقلًا عن مصدر نيابي: توقع بعقد جلسة عامة للمجلس النيابي في أول أيار
فيديو| اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال مستشفى المعمداني في غزة
لبنان| وزير الداخلية يتصل بناصر الدين وسلوم مؤكدًا متابعته لعمليات السطو على عدد من الصيدليات
استشهاد امرأة في إطلاق نار من مسيّرة صهيونية في جباليا البلد شمالي قطاع غزة
الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة برصاص الاحتلال على حاجز فرش الهوى شمال مدينة الخليل
مقالات مرتبطة

كاريكاتور العهد

إيهود باراك: نتنياهو يقود "إسرائيل" إلى نقطة اللاعودة

كيان الاحتلال وتركيا يُقيمان آلية لتفادي "الاحتكاك العسكري" في سورية

اضطراب سياسي في الكيان بعد قرار المحكمة العليا بشأن رئيس الشاباك

يخشى مما هو قادم.. ترامب فهم بالفعل تبعات الهجوم على إيران

ترامب يتراجع: إعفاء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الصينية من الرسوم الجمركية

حرب رسوم مُستعرة بين الصين والولايات المتحدة

حرب التعريفات الجمركية.. تراجع ترامب يكشف عمق الأزمة الأميركية

استطلاع رأي: غالبيّة الأميركيين يرفضون خطّة ترامب للسيطرة على غزة
