مستوطِنة من الشمال: يحاولون إخفاء الحقيقة.. ما الذي يحدث حقًا خلف الحدود مع لبنان؟

نشرت صحيفة "معاريف" الصهيونية، في عددها الصادر اليوم الجمعة 04 نيسان/أبريل 2025، تقريرًا عن واقع الحياة في المستوطنات القائمة عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان، كشفت فيه عن حجم الخوف والتوتر والقلق الذي يعيشه مستوطنو هذه المستوطنات.

تقول الصحيفة في تقريرها: ""منذ وقف إطلاق النار في القطاع الشمالي، يواصل سكان المطلة، سواء العائدون إلى منازلهم أم الذين ما يزالون مهجّرين، مواجهة تقطير "الصواريخ" من الأراضي اللبنانية، وصفارات إنذار متكرّرة، وشعور دائم بانعدام الأمن. العديد منهم يعانون القلق والخوف بسبب الوضع التوتر مع لبنان". وتضيف: "فقط صباح الأمس، دوت صافرة إنذار كاذبة في المستوطنة الشمالية، وفي شهر آذار/مارس جرى تفعيل إنذارين إضافيين في المنطقة. بالنسبة إلى السكان، هذه الإنذارات المتكرّرة هي تذكير دائم بالواقع المعقّد الذي يعيشونه".

كما تقول الصحيفة إن أوسنات عسور،و التي عاشت في المطلة لمدة 29 عامًا، تجد صعوبة في العودة إلى منزلها منذ اندلاع حرب "السيوف الحديدية" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. ونقل عن عسور قولها: "الجيش والحكومة تخليا عن المطلة. إنهم يحاولون إخفاء حقيقة ما يحدث في لبنان وانعدام الاستقرار التي يعانيه السكان. لا أصدق أن هذه مجرد إنذارات كاذبة، بل أعتقد أنه من السهل على الجيش، وبالتأكيد على الحكومة، إخفاء ما يحدث في لبنان – هناك حال من عدم الهدوء".

وفقًا للصحيفة؛ عرضت عسور تسجيلات من مجموعة واتساب خاصة بالمطلة، حيث يتلقى السكان تحديثات مستمرة حول الأوضاع الأمنية والعسكرية، وتضيف: "كيف يمكننا أن نتلقى رسائل كهذه طوال اليوم ونشعر بالأمان؟ هذا أمر سخيف. لقد استأجرت شقة في "شافي تسيوف"، وحتّى هناك لا أشعر بالأمان الكافي للعودة إلى المطلة. لا أثق بالجيش ولا في الحكومة، ولن أكون فأر تجارب لصالح أي شخص في هذه "الدولة" (الكيان). كنت أحب المطلة...، لكن اليوم لم يعد هناك أمن، هذا واضح تمامًا".

وتوضح سبب عدم رغبتها بالعودة إلى المستوطنة بالقول: "من يضمن أنه لن يكون هناك تسلل إلى المطلة؟ لقد رأينا أنه لا يمكن الاعتماد على الجيش. وإن وقع هجوم وسقطنا ضحايا، ماذا سيقولون؟ "لا بأس، فقط 2000 شخص، ليس بالأمر الكبير"، المهم بالنسبة إليهم هو الإيحاء بأن الأمور طبيعية". مع أنها لا تملك حلًا واضحًا للوضع في منطقة إصبع الجليل (شمال فلسطين المحتلة)، هي تقترح فكرة لمواجهته: "بصراحة، لا أعرف، لكن ربما الخطوة الأولى يجب أن يخلى جميع السكان من المطلة، وينقل مقر قيادة المنطقة الشمالية إلى هناك، ثمّ البحث عن مكان جديد وآمن لنا في الشمال".

هذا؛ وتنقل "معاريف" عن أحد مستوطني المطلة مكتفية بالحرف الأول من اسمه "ع" الحديث عن مشاعره الصعبة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفقدان الإحساس بالأمان في منزله الذي عاش فيه مع عائلته لمدة خمس سنوات: "ابنتي تنتقلت بين ثماني أسرّة في منازل مختلفة خلال الحرب، هل هذا معقول؟ كيف يُطلب من "سكان" (مستوطني) الشمال العودة إلى الحياة الطبيعية؟ هذا أمر غير مفهوم. إطلاق النار من لبنان يمكن أن يجبي أثمانًا باهظة. ليست المشكلة فقط في الإنذارات الكاذبة، بل في ما هو أعمق من ذلك. علينا أن نواصل التعامل مع النزوات العشوائية للتنظيمات الإرهابية، لكننا لا نشعر أن أحدًا يعيرنا أي اهتمام، إذ لا يهم من يتحدث، أو ماذا نحاول فعله، نشعر بأننا مهملون".

كما تطرق "ع" أيضًا إلى صعوبة توفير حياة طبيعية حتى للأطفال، قائلًا: "لا يمكننا أن نترك أطفالنا يلعبون في الحدائق بحرية؛ لأننا لا نعرف ما قد يحدث، هناك خوف دائم. فإلى أين يريدون منا أن نعود؟ نحن بحاجة للشعور بالأمان، ولكن مع الأسف، هذا ليس هو الواقع".

فلسطين المحتلةالكيان الصهيونيالمستوطنات الشمالية

إقرأ المزيد في: عين على العدو