إنا على العهد

عين على العدو

إيهود باراك: الأسرى مقيّدون في لعبة نتنياهو‎ السياسية
03/03/2025

إيهود باراك: الأسرى مقيّدون في لعبة نتنياهو‎ السياسية

في مقال نشره في موقع القناة 12 "الإسرائيلية"، رأى الرئيس السابق لحكومة الاحتلال ووزير الحرب السابق أيضًا إيهود باراك أن الهدف الأكثر إلحاحًا بعد مرور 17 شهرًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ما يزال الإفراج عن جميع الأسرى فورًا وفي دفعة واحدة، فالعشرات منهم أحياء، أما القتلى الذين تُركوا لمصيرهم، فقد يتحولون إلى "رون أراد" آخرين.

وأضاف "(رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو ينتهك هذه الأيام الاتفاق الذي وقّع عليه. لم تتوقف المرحلة الثانية من الصفقة لأسباب تتعلق بأمن "الدولة"، ولا لأن محور "فيلادلفيا" هو بالفعل "صخرة وجودنا"، بل لأن الوزيرين غولدكنوف وسموتريتش يهددان بقاء الحكومة ومستقبل نتنياهو السياسي الشخصي. يخطط نتنياهو لتأجيل التنفيذ لمدة شهر من أجل تمرير الميزانية، وبعدها استئناف القتال المكثف في القطاع، بهدف القضاء على حكم حماس، كما لو لم تكن هذه هي الغاية منذ 17 شهرًا. عرقلة الاتفاق، إلى جانب التصريحات المتكررة حول النية في استئناف القتال العنيف على الفور، قد تتحول، في حال تجدد القتال، إلى حكم بالإعدام على معظم الأسرى الأحياء".


وتابع: "أمامنا هدفان متعارضان، على ما يبدو. الأول - الإفراج الفوري عن جميع الأسرى، والذي وفقًا للاتفاق سيؤدي إلى إنهاء القتال. الهدف الثاني هو القضاء على حكم حماس في غزة، والذي، بحسب نتنياهو، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية عسكرية مكثّفة، يستعد لها الجيش "الإسرائيلي". هنا تكمن خطيئة إستراتيجية جسيمة، إذ يُجَرّ نتنياهو إلى داخلها، بمناورة ملتوية، الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومستشاره ستيف ويتكوف. الحقيقة هي أن الطريقة الوحيدة للقضاء التام على حكم حماس هي تمكين "كيان شرعي" آخر من السيطرة على القطاع بدلًا منها. هذه الحقيقة معروفة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، لكن نتنياهو أفشل كل محاولة لمناقشتها، أيّ الحديث عن "اليوم التالي"، من أجل منع سقوط حكومته".

 باراك لفت الى أن ادعاء نتنياهو بأنه يمكن استئناف القتال المكثف في طريق "النصر الكامل" على حماس غير منطقي، ليس فقط لأننا كنا بالفعل في قطاع غزة مع 5-6 فرق، بل لأننا دخلنا إلى جباليا أربع مرات ودير البلح ثلاث مرات، وليس واضحًا ما "النصر الكامل" الذي سيتم تحقيقه هذه المرة"، وأردف "حتى بعد ثلاثة أو أربعة أشهر أخرى من القتال في غزة، سيكون هناك المزيد من "القتلى" من حماس، لكنها ستجند آخرين ليحلوا محلهم. سيكون هناك المزيد من "القتلى" المدنييين، والمزيد من المباني المدمرة. سيكون هناك المزيد من جنود الجيش "الإسرائيلي" القتلى والجرحى. ستزداد الأصوات في العالم التي تتهم "إسرائيل" بارتكاب جرائم حرب، وقد تتزعزع "اتفاقيات أبراهام"، وربما حتى تتصدّع معاهدتا "السلام" مع مصر والأردن".

وأشار الى أن "حكومة منشغلة بنفسها، فقدت بوصلة الواقع والتقدير السليم، يمكنها الشروع في قتال مكثف، دون استنفاد إمكانية تحقيق نتيجة أفضل من خلال المفاوضات، بدلًا من التورط في استمرار الحرب".

وقال: "ليس لنتنياهو، المسؤول الأول عن التخلي عن الأسرى في 7 أكتوبر والذي أفشل على الأقل مرتيْن صفقات تبادل كانت ممكنة، وأدى فشلها إلى المزيد من القبور وسيتسبب في المزيد، أيّة سلطة أخلاقية ولربما حتى قانونية للتضحية بحياة الأسرى، من أجل شن حرب هدفها الحقيقي الوحيد هو بقاء حكمه وتأجيل يوم الحساب على مسؤوليته عن أعظم الإخفاقات في تاريخ "إسرائيل". كل هذا بينما البديل الصحيح—التفاوض أولًا—مطروح على الطاولة، واضح للجميع".

وختم: "نتنياهو نفسه قال ذات مرة عن رئيس وزراء آخر: "حياة الأمة ليست رحلة بقاء شخصية لرئيس الوزراء". هذا ينطبق عليه اليوم. لن يستخلص العبر من تلقاء نفسه. لكن يجب أن يعلم كل "إسرائيلي"، وكذلك الرئيس ترامب وفريقه: نتنياهو ليس "إسرائيل". هو شخص انتُخب "قانونيًا"، لكنه فقد إدراك الواقع ويتصرف وفق نزواته، حيث أن بقاءه السياسي هو الأولوية القصوى لديه، بينما يخون واجباته القيادية والثقة التي وُضعت فيه".

الكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: عين على العدو