عين على العدو
رون بن يشاي: هل استُخلصت دروس 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023؟
قال المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي إن "حادثة إطلاق النار صباح اليوم قرب حاجز تياسير، والتي قُتل فيها الرقيب أول (احتياط) عوفر يونغ وجندي آخر، وأُصيب اثنان آخران بجروح خطيرة، تثير تساؤلات جدية حول مدى استيعاب الجيش "الإسرائيلي" للدروس المستفادة من المجزرة الفظيعة التي وقعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأضاف: "إحدى العِبر البارزة في تحقيقات الجيش الإسرائيلي، كانت أنه لو التزمت المواقع العسكرية على حدود قطاع غزة بإجراء "التأهّب عند الفجر"، لكان من الممكن منع جزء كبير من عمليات القتل والأسر التي وقعت في ذلك السبت المروّع. التحقيقات أثبتت أنه بدلًا من أن يكون جميع الجنود في مواقعهم قبل طلوع الفجر وفقًا للإجراء، لم يكن في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 سوى عدد قليل منهم في مواقع الحراسة، بينما كان البقية نائمين، والنتيجة معروفة".
وتابع: "أيضًا الحادثة صباح اليوم في برج المراقبة القريب من حاجز تياسير شمال "شومرون"، حصلت في وقت كان يجب على جنود الموقع، على الأقل جزء منهم، تنفيذ "التأهّب عند الفجر"، والذي يتضمّن مراقبة منطقة الموقع وتنفيذ تدريبات مختلفة لا داعي للخوض في تفاصيلها، ولو تمّ تنفيذها لكانت النتائج مختلفة"، وأردف: "المقارنة مع ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر إذًا لا مفرّ منها: استطاع مقاتل واحد الوصول تحت غطاء الظلام وفتح النار على جنود الموقع الذين كان معظمهم ما يزالون في أماكن إقامتهم عندما بدأ الهجوم. يجدر التذكير بأن "التأهّب عند الفجر" كان سائدًا في الجيش "الإسرائيلي" منذ تأسيسه، وربما حتى قبل ذلك - منذ أيام "البلماخ" والجيش البريطاني. وكان يُمارس هذا الإجراء من خلال الإدراك أن العدو غالبًا ما سيحاول استغلال ساعات الفجر - حينما يكون الجنود، حتى أولئك في مواقع الحراسة، لا يزالون في حالة سُبات وغير يقظين - لمهاجمتهم بشكل مفاجئ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمواقع والدشم الثابتة".
ورأى أنه "نتيجة لهذا الإدراك، تم تطوير إجراء "التأهّب مع الفجر"، حيث يُفترض أن يكون الموقع في حالة يقظة واستعداد تامّ لهجوم مفاجئ. هذا لم يحدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وعلى ما يبدو أنه لم يحدث أيضًا في برج المراقبة هذا الصباح".
وخلص إلى أن "من هاجم الجنود في المواقع هذا الصباح قام من دون أدنى شك بمراقبة برج المراقبة لعدة أيام، حيث رصد بدقة أين وكيف يتحركون في ساعات النهار، ثم اختار الهجوم في وقت الفجر ونجح في ذلك".