نصر من الله

عين على العدو

الفشل الأمني لرئيس الأركان أدخل الكيان الصهيوني في مأزق قد يستمر لسنوات
09/01/2025

الفشل الأمني لرئيس الأركان أدخل الكيان الصهيوني في مأزق قد يستمر لسنوات

قال الصحافي "الإسرائيلي" في صحيفة "يديعوت أحرونوت" "الإسرائيلية" يوسي يهوشوع إنّه "من المعتاد وصف المواجهة بين وزير الأمن (الحرب) ورئيس الأركان بأنها "ارتقاء درجة". لكن ما يحدث فعليًا هو عدٌّ تنازلي: هجوم آخر، ولمز آخر، حتّى يقوم رئيس الأركان بما كان ينبغي أن يحدث منذ فترة طويلة، ويقدم استقالته".

وأضاف: "نحن نتحدث عن رئيس أركان يرتبط اسمه بأكبر فشل أمني منذ قيام دولة (كيان) "إسرائيل"، وهو فشل أدخلنا في مأزق مستمر منذ 15 شهرًا، وقد تستمر تداعياته لسنوات طويلة، من المهم التوضيح أنه، خلافًا لحرب لبنان الثانية عام 2006، التي اندلعت بسبب حدث تكتيكي (اختطاف الجنديين إبهود غولدفاسر وإلداد ريغيف)، حيث تم تقاسم المسؤولية بين الكتيبة واللواء وفرقة الجليل – فإن اتّخاذ القرارات في الليلة بين 6 و7 أكتوبر كان بيد رئيس الأركان، جنبًا إلى جنب مع رئيس الشاباك وقائد المنطقة الجنوبية".

وتابع يهوشوع: "هليفي هو من قرر عدم استدعاء قائد سلاح الجو ورئيس شعبة الاستخبارات (أو من ينوب عنهما) لتقدير الوضع، وهو من فضّل الحفاظ على المصادر بدلًا من رفع مستوى التأهب في صفوف القوات في فرقة غزّة. هليفي أيضًا هو من حدد عقد اجتماع تقدير الوضع في الساعة 8:30 صباحًا، لأنه، من وجهة نظره، لم يكن هناك حدث يبرر إيقاظ وزير الأمن (الحرب) ورئيس الوزراء مبكرًا"، لافتًا إلى أنّه "بسبب الأزمة السياسية وطريقة تعامل المستوى السياسي، فإن كثيرين لا يدركون حجم الكارثة: الجيش "الإسرائيلي" يمر بأخطر أزمة في تاريخه. ورغم النجاحات التي حققها لاحقًا في لبنان وغزّة، فإن هناك فقدانًا واسع النطاق للثقة في مؤسسة لم تؤدِ المهمّة التي وُجدت من أجلها، والأسوأ من ذلك: فقدان ثقة الضباط الميدانيين بالقيادات العليا، وصولًا إلى هيئة الأركان العامة".

وأردف: "في بعض حالات حوادث التدريب، يتم اتّخاذ قرار بفتح تحقيق جنائي. بالنسبة لما حدث في 7 أكتوبر – الإهمال والعمى (وليس نظريات المؤامرة الخطيرة) – كان ينبغي أن يحدث الشيء نفسه. ولكن بدلًا من أن يكون هناك مطلب واضح وواسع بهذا الشأن، فإن الانقسام السياسي الذي أوصلنا إلى هذا الوضع خلق طبقة حماية حول هليفي ورونين بار (رئيس الشاباك) وغيرهما من المسؤولين الذين يتخّذون القرارات، بينما كان من المفترض أن يذهبوا من بيت إلى بيت ليقدموا اعتذاراتهم".

وقال يهوشع: "ولأن الوضع كئيب إلى هذا الحد، فمن الضروري في هذه المرحلة الإشارة إلى ما هو بديهي: نتنياهو، حكومته، وكلّ  المستوى السياسي الأعلى في السنوات الـ15 الماضية يتحملون المسؤولية عن الكارثة. نتنياهو، الذي تفاخر بقدراته وادعى أنه في "دوري آخر"، لن يفلت من المحاسبة على القرارات الإستراتيجية التي اتّخذها: تعزيز حماس على حساب السلطة الفلسطينية، تقليص حجم الجيش، إغلاق وحدات عسكرية، وسوء الاستعداد لحرب متعددة الجبهات. كذلك، رؤساء الأركان لا يقلصون فترة الخدمة العسكرية من تلقاء أنفسهم، ولم يتم تقليص الميزانية الأمنية بينما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بسبب قرار من هيئة الأركان العامة".

وأشار يهوشع إلى أنّه "في ما يتعلق بالمحكمة العليا، غضب الوزير "إسرائيل" كاتس عندما أعلن الجيش أنه لن يتمكّن من تجنيد جميع "الحريديم" حتّى عام 2026. وردًا على ذلك، جاء الرد من ساحة المراقب والتحقيقات، على شكل رسالة وجهها كاتس لوسائل الإعلام يأمر فيها الجيش بالتعاون مع مراقب الدولة"، لافتًا في هذا السياق، إلى أنّ "انتقادات كاتس محقة تمامًا: تقرير المراقب انغلمن ضدّ رئيس الأركان خطير للغاية، وينضم إلى الانتقادات السابقة حول تلويث التحقيقات الداخلية. على سبيل المثال، تم تقديم تحقيق هام للغاية حول اللواء الشمالي في غزّة، حيث أقيم مهرجان نوفا وتم اختطاف الجنديات الراصدات من ""ناحال" عوز"، لكن تبين أن التحقيق تم دون سماع رواية قائد الكتيبة 77، الذي كان مسؤولًا عن المنطقة. لكن كاتس أيضًا ليس بريئًا من الدوافع الخفية. كان بإمكانه إصدار بيان حول مراقب الدولة فور نشر التفاصيل يوم الاثنين، فلماذا لم يفعل ذلك؟ هو يعرف السبب".

وتابع: "كما أن البيان الصادر عن الناطق باسمه ضدّ المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" كان غير ضروري. على عكس الحادثة السابقة، التي هاجم فيها المتحدث باسم الجيش المستوى السياسي، فإن من كتب الرد الحاد على وزير الأمن (الحرب) هذه المرة كان رئيس الأركان نفسه. المتحدث باسم الجيش ليس مجرد شخصية هامشية أو حارس بوابة، لكن المسؤولية في النهاية تقع على عاتق هليفي. وهنا يجدر التذكير بأن المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي"، دانيال هاغاري، كان بمثابة بصيص نور خلال الحرب، حيث ظهر أمام الجمهور في الأوقات الصعبة عندما كان نتنياهو والمستوى السياسي يختبئون خلف الكاميرات".

وختم يهوشع: "التحديات الهائلة التي تواجهنا تجعل من هذه الفوضى خطرًا على "الأمن"، وليس أقل من ذلك. الطريقة لإنهاء هذه الأزمة تكمن في فهم أن الدولة أهم من الأنا، وأن التاريخ سيحكم في كلّ الأحوال على أولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون التهرب من المسؤولية عبر المناورات السياسية والحماية الإعلامية. الحقيقة تنبع من الأرض، وفي هذه الحالة، ستنفجر أيضًا".
 

فلسطين المحتلةالكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: عين على العدو

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة