عين على العدو
الملايين في "إسرائيل" هرولوا إلى الغرف المحصنة.. لكن الدولة اللبنانية نجت
سواء كان الاتفاق مع لبنان جيّدًا أم لا، فمن الواضح أنه لا يوجد خلاف حول شيء واحد: لا يوجد تطابق بين النتائج العسكرية لـ"الجيش الإسرائيلي" والمؤسسة الأمنية في ساحة المعركة وبين ناتجها السياسي أي الاتفاق. الفجوة صارخة. الاتفاق أسوأ بكثير، بحسب صحيفة "إسرائيل هيوم".
التهديدات، التي أطلقها وزير الحرب السابق يوآف غالانت، ووزير الحرب الحالي يسرائيل كاتس "سنعيد لبنان إلى العصر الحجري"، وحتّى وزير الحرب الأسبق، بيني غانتس، تبين أنها ردع عقيم. يجب أن نتحدث عن هذا مرة أخرى الآن.
مليونا "إسرائيلي"، رجالًا ونساء وأطفالًا، من سكان الشمال و"غوش دان"، عاشوا هنا لعدة أشهر تحت تهديد الصواريخ، وهرولوا إلى الغرف المحصنة، وارتجفوا من صفارات الإنذار، ولاذوا بملاجئ في الشوارع، وتعطل روتينهم اليومي. توقفت شركات الطيران عن الطيران إلى "إسرائيل"، وتراجعت السياحة. وقد تضررت عشرات الآلاف من الشركات أو كانت على وشك الإغلاق، وعلى الرغم من كلّ هذا، كانت "إسرائيل" حريصة على ضرب أهداف حزب الله فقط. لقد منحت دولة لبنان نفسها الحصانة.
في مرحلة معينة من الحرب، كانت هناك محادثة صعبة بين الرئيس الأميركي بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو. منعه بايدن من القيام بقصف مطار بيروت، مثلما فرض الفيتو على استهداف البنية التحتية المدنية الأخرى. وهدّد بأنه إذا لم تفعل "إسرائيل" ما قاله، فسوف يشدد الحظر المفروض على شحن الذخائر.