عين على العدو
محلّل صهيوني: "حماس" تعزز ضغوطاتها
موقع "تايمز أوف يسرائيل"- آفي يسسخروف (محلّل الشؤون العربية)
مثل الكابوس المتكرر، جولة الحرب القادمة بين "اسرائيل" و"حماس" في غزة على وشك الاندلاع. بدون أيّ سبب واضح، أو أي نشاطات خارجة عن العادة من قبل أي من الطرفين، بل مجرد جزء من التصعيدات المزمنة التي يبدو انها مصير الطرفين.
الأسباب قد تكون ناتجة عن تأخير إرسال الأموال القطرية الى القطاع، أو عن محاولة حماس صرف النظر عن القمة الاقتصادية التي تخططها الولايات المتحدة في البحرين في وقت لاحق من الشهر.
يوم الثلاثاء، اعلن البيت الابيض أن الاردن ومصر ستشاركان في القمة، اضافة الى دول الخليج، وبهذا أظهرت ضعف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعدم قدرته التأثير على الاحداث الاقليمية بعد محاولاته المتكررة إقناع القادة في القاهرة وعمان بعدم المشاركة، لكن مع كل هذا، ما هو مدى نجاح القمة إن تجرى في ظل تصعيد آخر في غزة تنظمه حماس بخبرة؟
بدأ هذا التصعيد بإرتفاع حاد بعدد البالونات الحارقة التي تطلق من غزة في الأيام الأخيرة. وقد شهد يوم الأربعاء وحده 12 حريقا ناتجا عن بالونات حارقة بالقرب من مستوطنات اسرائيلية محاذية لحدود غزة.
وبحسب تقارير موثوق منها، لم تصدر هذه البالونات عن عصابات متفرقة في غزة، بل نتجت عن نشاط هادف من قبل حماس يسعى لتحذير "اسرائيل" من تأخير تطبيق اتفاق الهدنة غير الرسمي الذي تم التوصل اليه الشهر الماضي، والذي كان تحويل الاموال القطرية أحد أساساته.
وقد أدى اطلاق البالونات الى تقليص "اسرائيل" منطقة صيد الاسماك المتاحة حول غزة. وفي كل مرة، يعلن منسق النشاطات الحكومية في الاراضي، اللواء كميل ابو ركن، عن توسيع او تقليص منطقة صيد الاسماك بناء على عدد البالونات التي تُطلق باتجاه المستوطنات.
وفي أعقاب التصعيد بإطلاق البالونات يوم الاربعاء، تم حظر الصيد تماما امام شواطئ غزة، وفرض حصار بحري تامّ على القطاع.
وعليه، هناك سؤال عن حال الأوضاع صباح الخميس؟ للوهلة الأولى، تبدو الامورسوداوية. لم يصل مسؤولون استخباراتيون مصريون بعد الى القطاع من اجل تولي دورهم المتكرر بإخماد النيران، والاموال القطرية التي كان من المفترض ان تصل القطاع، والتي تسبب تأخيرها بالتصعيد السابق وتقع في لب التصعيد القادم، تبقى خارج غزة.
وتُبرز كل جولة من جديد الثمن الذي تدفعه اسرائيل على قرار الحكومة الإسرائيلية العام الماضي السماح لقطر ارسال 15 مليون دولار شهريا الى غزة. قرار إدخال الاموال الذي لا مفر منه منطقي جدًا، إنه يُجنّب اندلاع حرب، لكن لديه ايضا ثمن: التصعيدات المتكررة التي تشهدها "اسرائيل" كل شهر او شهرين. وفعلا، حتى في حال دخول الاموال القطرية للقطاع وتراجع التصعيد الاخير، لا يوجد تدبير بديل واضح يضمن نتيجة افضل ومستقرة اكثر.
ستلي جولة القتال هذه جولات اخرى بالتأكيد. "حماس" تشعر بأنه لا يوجد لديها إمكانيات مقبولة أخرى. الاوضاع الانسانية في القطاع الفلسطيني متدهورة، البطالة ترتفع، مشاريع البنية التحتية وإعادة الاعمار تتأخّر، وحركة الجهاد الإسلامي تلاحق حماس بشكل دائم (بتشجيع إيراني، بالتأكيد) وتنادي الى جولات قتال جديدة مع "اسرائيل". في المقابل، تبذل السلطة الفلسطينية كل مجهود من اجل تخريب اقتصاد غزة اكثر ضمن خلاف حركة فتح الطويل مع "حماس".
أمام هذه الضغوطات، ترى "حماس" الان فرصة. "اسرائيل" تقترب من الانتخابات، وهي تعلم من تجربتها الأخيرة، ان الانتخابات تجعل نتنياهو ضعيفا امام الضغوطات. قد يكون هذا وقت جيد للحصول على تنازلات جديدة، خاصة عبر وسيلتها المختَبرة والناجحة، بواسطة تصعيدات مُحكَمة للعنف.