عين على العدو
تحليل إسرائيلي: توازن ردع بين طهران و"تل أبيب"
رأى المحلّل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشع أن المواجهة المباشرة بين إيران و"اسرائيل" في أعقاب الغارة الإسرائيلية على دمشق واغتيال قائد "فيلق القدس" في سورية ولبنان العميد محمد رضا زاهدي، مطلع الشهر الجاري، والهجوم الإيراني، وردّ "تل أبيب" عليه، "توازن رعب جديد" بين الجانبيْن.
ولفت يهوشع إلى أن "توازن الرعب الجديد" استند إلى "التآكل الدراماتيكي في الردّ الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر"، وقال "وضعت الجرأة الإيرانية "إسرائيل" أمام أجندة جديدة، بعد أن "قرروا في إيران بشكل فعلي إنهاء العصر الذي يوصف بالمعركة بين حربيْن"، أي الغارات الإسرائيلية المُتتالية ضد أهداف إيرانية في سورية، "أي ردع "إسرائيل" من شنّ عمليات ضد مندوبين إيرانيين في الأراضي السورية واللبنانية"، علما أن إسرائيل امتنعت عن شن غارات في لبنان تجنبا لتصعيد مقابل حزب الله".
وأضاف "الاختبار المقبل سيكون عندما تنشأ إمكانية لتصفية جنرال إيراني في الأراضي السورية أو مكان آخر. وعلى الأرجح أن هذا الموضوع سيدرس في "إسرائيل" بشكل جدّي للغاية وثمّة شك إذا كان سيُنفذ. وهذا الوضع بات ضررًا بالردع الإسرائيلي سنكون ملزمين بترميمه".
وبحسب يوسي يهوشع، "أدى الوضع الحاصل، في أعقاب الهجوم الإيراني، إلى نقاش صاخب في" إسرائيل" حول جدوى القرار باغتيال زاهدي، "الذي اتضح أن تصفيته قرب القنصلية الإيرانية كان خطأ. والاستخبارات لم تقدّر شدّة الردّ الإيراني الذي كاد يدخل "إسرائيل" إلى جبهة معقّدة بأضعاف من الجبهات التي باتت متورّطة فيها" في قطاع غزة ولبنان. "وهذا إخفاق استخباراتي آخر إلى جانب الفترة التي سبقت "حارس الأسوار" (العدوان على غزة عام 2021) والإخفاق الأكبر في 7 تشرين الأول/أكتوبر بالطبع".
وشدّد على أن "الردع لم يعد إلى سابق عهده، وتابع "على "إسرائيل" أن تُنهي وبسرعة الحرب المتواصلة في قطاع غزة والتوقف عن إطلاق شعارات فارغة حول "الانتصار المطلق"، والتوصّل إلى اتفاق تحرير الأسرى، وإذا لم يحصل هذا يجب تسريع العملية العسكرية المخطّطة في رفح. فبعد وقف إطلاق نار في غزة ستهدأ النار في لبنان، وعندها فقط ستتمكّن "إسرائيل" من بناء قوتها العسكرية وفقًا للواقع".