عين على العدو
"هآرتس": جولة التصعيد كانت أكثر فتكًا من سابقاتها
عاموس هرئيل - المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس"
جولة العنف الأخيرة في قطاع غزة إنتهت صباح اليوم الإثنين، تقريبًا كما إنتهت سابقتها. وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" والمنظمات الفلسطينية دخل حيّز التنفيذ بعد عدة ساعات من التقارير الأولية من غزة، وعلى الرغم من النفي الإسرائيلي المتكرر طوال ليل أمس. بيان الجبهة الداخلية في الساعة السابعة صباحًا عن عودة الحياة إلى طبيعتها في مستوطنات الجنوب أعطى البصمة الرسمية بخصوص إنتهاء التصعيد، من دون أن يفتح المستوى السياسي فمه.
هل كان هناك مبرر ما لذلك؟ بحسب كل الدلالات، "إسرائيل" منحت "حماس" تمامًا ما تعهّدت بإعطائه لها قبل حوالي شهر و نصف، لكنها لم تسارع في التنفيذ: التعجيل في نقل المال القطري وتسهيلات في حركة المعابر، مقابل إعادة الهدوء على طول الحدود.
التسوية التي جرى التوصل إليها في ساعات الليل ستثمر على ما يبدو هدوءا مؤقتًا، لأيام وربما لأسابيع. نتنياهو محق بتراجعه الأساسي عن الدخول في حرب ليست ضرورية في القطاع، حيث ستجبي حياة عدد كبير من الجنود و"المواطنين". المشكلة تكمن في الخشية الإسرائيلية من الطريقة التي ستُعتبر على الصعيد السياسي تنازلات كبيرة جدًا، التي من دونها ستقلّ فرص تحقيق إستقرار لفترة طويلة نسبيًا.
بهذه الطريقة، وبشكل خاص عندما تزيد قوة العنف من جولة إلى جولة، فإن مواجهة إضافية مع "حماس" والجهاد الإسلامي هي مسألة وقت فقط. في الجيش الإسرائيلي بدأ المسؤولون بالتحدث بشكل منطقي بما فيه الكفاية عن إحتمال تنفيذ عملية واسعة في القطاع، قبيل أشهر الصيف والخريف القادمة. الغليان المستمر في "طنجرة الضغط" في القطاع، الذي يرزح تحت ضعف بنيته التحتية، ينضم إلى مسارين مُقلقين في ساحات أخرى، مرتبطان ببعضهما البعض -الضفة الغربية وبشكل غير مباشر أيضًا التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران.
في الضفة الغربية هناك خطر من أن تخرج الأمور عن السيطرة بسبب الخيبة في السلطة الفلسطينية من مخطط صفقة القرن- مبادرة السلام التي يقول ترامب الآن إنه ينوي تقديمها خلال شهر حزيران/يونيو، بعد شهر رمضان. الأزمة الأخطر التي قد تتطور تتعلق بإيران. من الصعب الآن فك شيفرة نوايا واشنطن بخصوص طهران، لكن يبدو أن الإدارة تستعجل الآن الخطة المؤلفة من 12 نقطة طرحها وزير الخارجية مايك بومبيو قبل عام، بعد الإنسحاب الأميركي من الإتفاق النووي.
على أيّة حال، يتطور هناك منحى جديد قد ينعكس على "إسرائيل" ويندمج قُبيل الصيف في الإضطرابات التي تحصل في الساحة الفلسطينية.