عين على العدو
إعلام العدو: الانقسام الداخلي سيؤدي إلى تفكّك الجيش
وصفت صحيفة "اسرائيل هيوم" الأيام القليلة الماضية بـ"القاسية للغاية" على كبار مسؤولي جيش الإحتلال، وقالت "بدلًا من الإنشغال بالعمليات والتدريب، صُبَّ تركيزهم الأساسي والحصري على تداعيات "التشريع القانوني" على الجيش"، لافتة أن "أي شخص قابل رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي لاحظ القلق العميق على وجهه، والخوف الواضح من تحوّل علامات الاستفهام المُزعجة إلى علامات تعجّب خطيرة".
وذكّرت الصحيفة بأن هليفي قال في محادثات مُغلقة إن "السجال الجماهيري خطير وهو يُقسّم الجيش"، وأضافت: "صحيح أن عدد جنود الاحتياط الذين أعلنوا توقفهم عن الخدمة لم يتجاوز "الكتلة الحرجة"، إلا أن الجيش يفحص ذلك بشكل يومي، بمد اليد والوحدة (بالاحتواء والمتابعة)".
وتحدّثت الصحيفة عن أن العدد في تصاعد مستمر، فكل يوم من هذا الأسبوع ينضمّ العشرات من الجنود الى اللائحة، ويبرز ذلك بشكل خاص في سلاح الجو، وبمدى أقلّ في وحدات أخرى".
وبحسب "اسرائيل هيوم"، التقدير في الجيش يؤكد أنه إذا لم يحصل تغيير في اللحظة الأخيرة واستمر التشريع، فإن هذا الاتجاه (زيادة عدد المتوقفين عن الخدمة) سيتسارع في نهاية الأسبوع الحالي وبداية الأسبوع المقبل، قبيل القراءة الثانية والثالثة في الكنيست على قانون حجة المعقول"، ومن المتوقع أن يعلن مئات من جنود الاحتياط الآخرين إنهاء خدمتهم، وكذلك يُمكن أن يعلن جنود الخدمة الدائمة في بعض التشكيلات أيضًا قرارهم بالتسريح أو عدم تمديد العقد.
الصحيفة شددت على أن "سيناريو الزيادة الهائلة في عدد المتقاعدين من الخدمة، يمكن أن يضر بكفاءة الجيش بشكل عام والقوات الجوية بشكل خاص"، لافتة إلى أن "هذه المعلومات نُقلت حرفيًا إلى وزير الأمن (الحرب) يوآف غالانت ورئيس الوزراء (حكومة العدو) بنيامين نتنياهو، وإلى جانبها أُرسل تحذير خطير بالقدر نفسه مفاده أن السجال الجماهيري الذي يدور الآن - بقيادة شخصيات عامة بارزة ووسائل إعلام - يضرّ بالجيش وبتماسك الوحدات المختلفة وقد يضر بقدرة الجيش على القتال"، وبيّنت أن "هذا الكلام يُقال بشكل خاصّ في حملة التحريض "الفظّة" التي جرت ضد الطيارين، التي تضمنت تصريحات لا سابق لها تتصاعد باستمرار".
ووفق الصحيفة، فإن "الدليل على ذلك الفيلم الذي نًشر أمس، والذي فيه يشترط الطيارون تقديم المساعدة للقوات البرية، التي تعاني من ضائقة، مقابل موقفهم من مسألة الإصلاحات القضائية"، موضحة أن "منتج الفيلم أراد التحذير من إدخال مسائل كهذه إلى الجيش، لكن الضرر وقع، بشكل خاص بعد أن شارك عدد من الوزراء الفيلم في سياق حملة تشويه سمعة الطيارين".
وأفادت أن "بيان الإدانة غير العادي الذي أصدره وزير الأمن (الحرب) والمتحدث باسم الجيش لم يوقف هذه الموجة الضارة، التي ظهرت آثارها بالفعل على الأرض"، وأضافت أن "الجو العام الحالي سامّ للغاية لدرجة أن القادة من المستوى المتوسط في الجيش تساءلوا في مختلف المنتديات التي عقدت في الأيام الأخيرة عمّا إذا كان بإمكانهم الوثوق بالقوات الجوية في أوقات الحرب، وقد اندهش الضباط الكبار الذين سمعوا من شدة الانفعالات، ممّا يدل على الضرر الناجم"، وتابعت: "لقد حصلوا على صورة طبق الأصل عن ذلك في سلاح الجو، حيث تساءل العديد من الطيارين عمّا إذا كان ينبغي عليهم الاستمرار في خدمة السياسيين الذين يعبرون عن أنفسهم بهذه الطريقة تجاههم".
وختمت الصحيفة معتبرة أن "هذه الخطوات عميقة ومُدمّرة لدرجة أن الجيش يحذر من أنها قد تفكّكه من الداخل"، مؤكدًة أن "مسألة تماسك الوحدات والوحدات المشتركة تُعتبر أمرًا بالغ الأهمية، وهي جزء من قوة الجيش وأساس قوته.. وحالما ينكسر هذا التماسك، وتهتمّ كل وحدة أو فرد بنفسه، سيضعف الجيش الإسرائيلي بشكل كبير".
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024