عين على العدو
الحكومة الصهيونية تحذّر من استئناف أعمال الفوضى في ذكرى "تأسيس كيان الاحتلال"
لا تزال الانقسامات الداخلية تضرب في بنيان الكيان الصهيوني المؤقت في فلسطين المحتلة، فيما تقترب ذكرى تأسيس هذا الكيان الذي بات مهددًا بالانهيار بفعل هذه الخلافات التي قد تتحول بين لحظة وأخرى إلى حرب داخلية.
وفي ظل المخاوف من استئناف أعمال الفوضى والاحتجاجات، وجهت الحكومة الصهيونية الخميس تحذيرًا من أنها لن تقبل أي "استفزاز" في الاحتفال الذي سيقام مساء الثلاثاء المقبل لمناسبة ذكرى احتلال فلسطين وتأسيس الكيان الصهيوني الغاصب في وقت تستمر فيه الانقسامات السياسية الحادة بين الأطراف الصهيونية.
وقالت وزيرة النقل ميري ريغف في الحكومة الصهيونية: "نحذّر مسبقًا، من أننا لن نقبل، ولن نحتوي أي مظهر احتجاج أو شغب، في مراسم إيقاد الشعل"- الفعالية الرئيسية، للاحتفال بذكرى تأسيس "إسرائيل"، التي تعقد في جبل هرتسل في القدس" وفق تعبيرها.
ريغيف المكلّفة من قبل الحكومة بالإشراف على تنظيم ما تُسمى مراسم "إيقاد الشعل". والتي تنتمي لحزب "الليكود" اليميني الحاكم، دعت إلى "تنحية السجالات جانبًا"، مشيرة إلى أنه "لا مشكلة لدينا مع التعبير عن النقد، لكن ينبغي ألا يكون ذلك في الاحتفالات الرسمية".
وردّ زعيم المعارضة يائير لابيد على ريغيف، معلنًا مقاطعته حضور الحفل. (منصب رئيس المعارضة في الكيان الصهيوني يعد منصبًا رسميًا، ويعتبر من بين الخمس رئاسات: الدولة، الحكومة، الكنيست والمحكمة العليا).
وقال لابيد: "سيبقى مقعدي فارغًا لأن الحكومة لم تترك لي أي خيار".
وفي غضون ذلك، أعلنت المنظمات الاحتجاجية ضد التعديلات المقترحة من جانب الحكومة على سلك القضاء، أنها ستنظم مظاهرة ضخمة في تل أبيب الثلاثاء المقبل، قبيل طقوس ما تُسمى "إيقاد الشعل" في القدس. وسينظم أنصار الحكومة "مليونية" الخميس.
وفي السياق، ذكرت قناة "كان" الصهيونية أنّ وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف، يكونون عمليًا "مغروسين" في احتفالات كهذه، معظمهم حاليًا يخشى من حضور الاحتفالات والمراسم، والأنظار تتركز على الحفل الذي يفترض أن يحضره من يسمى وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير في بئر السبع (جنوب)، ففي أعقاب الاحتجاجات المخطط لها يبدو متردًا إذا كان سيحضر أم لا؟".
وأضافت القناة: "فهو من جانب تلقى رسائل دعم من عائلات ثكلى تقول له نحن نريدك أن تحضر، ومن جانب آخر هناك خشية من مواجهات بينه وبين الذين يعارضونه، وحتى بين العائلات الثكلى أنفسهم".
ولفتت القناة الصهيونية إلى أن أغلب الوزراء وأعضاء الكنيست من الائتلاف لم يؤكدوا بعد حضورهم هذه الاحتفالات، مشيرة إلى أنها تحدثت إلى بعض هؤلاء إلا أنهم قالوا: "إننا ببساطة نخشى أن نحضر ونجد أنفسنا في وسط العاصفة في أحداث كهذه".