عين على العدو
تظاهرات الكيان تتواصل: مواجهات عنيفة مع الشرطة وإضرام النيران في الشوارع
شهدت الأراضي المحتلة الليلة الماضية موجة جديدة من التظاهرات الصاخبة ضد حكومة بنيامين نتنياهو، شارك فيها عشرات الآلاف من الصهاينة المعارضين للحكومة، تخلّلها مواجهات مع الشرطة واعتقالات وسدّ طرق.
وأفادت وسائل إعلام صهيونية اليوم الجمعة أن عشرات الآلاف تظاهروا، أمس في "يوم الشلل الوطني"، ضد خطة (وزير القضاء ياريف) ليفين - نتنياهو التي تهدف الى إجراء تعديلات جذرية في جهاز القضاء. وقام المتظاهرون بإغلاق العديد من الطرق في كافة المناطق، وقام البعض بإحراق الإطارات وإغلاق شوارع مركزية، فيما اعتقلت شرطة الاحتلال عشرات المتظاهرين.
وبحسب موقع "إسرائيل نيوز 24"، أشعلت مجموعة من المتظاهرين النار في إطارات السيارات في الشارع أمام ميناء أشدود ممّا أدى إلى عرقلة حركة الشاحنات لفترة وجيزة. وأجبرت الشرطة المتظاهرين على مغادرة أحد الطرق أمام مركز للمؤتمرات في ما يُسمّى "مركز إسرائيل".
وأغلق متظاهرون شبكة شوارع "أيالون" في تل أبيب، وهي شبكة الشوارع المركزية وغالبًا ما تكون مزدحمة، ثم أعادوا فتحها أمام حركة السير بعد وقت قصير.
ولاحقًا، أغلق المتظاهرون شمال "أيالون" في كلا الاتجاهين ودارت مواجهات واعتقلت الشرطة 26 متظاهرًا واستخدمت مدافع المياه ضدّ المحتجيّن. كما اعتقلت الشرطة 18 متظاهرًا قرب مركز للشرطة داخل "تل أبيب".
نتنياهو يخشى انجرار الأحزاب الحريدية
بالموازاة، طالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتدينين الصهاينة بـ"عدم الانجرار إلى الاستفزازات"، وأوعز إلى سكرتير الحكومة يوسي فوكس بالتحدث إلى رؤساء الأحزاب الحريدية وقادة الرأي العام حتى يطالبوا الجمهور بعدم الانجرار إلى مناطق الاحتكاك. كما دعا رئيس الكيان الغاصب إسحاق هرتسوغ الجمهور إلى "إظهار المسؤولية وتجنّب تعميق الانقسام".
ولفتت وسائل إعلام العدو إلى أن أعضاء الكنيست الحريديم يخوضون "نضالًا" موحّدًا لصالح إقرار الخطة القضائية لا يقلّ تصميمًا عن واضع الخطة وزير القضاء ياريف ليفين ومساعده رئيس لجنة الدستور في الكنيست سيمحا روتمان.
وأعلنت شرطة الاحتلال أنه تم اعتقال أو توقيف 87 متظاهرًا للاشتباه بمشاركتهم في اضطرابات في جميع المناطق.
هذا وقامت الشرطة باعتقال قيادية في "حركة الاحتجاج ضد خطة إضعاف جهاز القضاء" التي نظمت هذه التحركات، وبرّرت الشرطة اعتقالها بإغلاق متظاهرين لشارعٍ رئيسي في تل أبيب.
ووفقًا لشرطة الاحتلال، فإن هذه القيادية في الاحتجاجات، "شيكما براسلر"، هي التي توجه الاحتجاجات الأسبوعية التي تجري قرب مقر وزارة الحرب في تل أبيب.
وأطلقت الشرطة سراحها لكن فرضت عليها بعض القيود.
وخلال الاشتباكات، استخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق الحشود التي أغلقت الطريق الدائري في تل أبيب.
وفي القدس، تجمع الآلاف أمام منزل نتانياهو، ونُظّمت تظاهرات أخرى في كل من حيفا وبئر السبع.
لابيد لنتنياهو: أوقف جنونك
في غضون ذلك، دعا زعيم المعارضة الصهيونية يائير لابيد وقادة حركات الاحتجاج ضد الإصلاح القضائي نتنياهو لتحمّل المسؤولية و"وقف الجنون الذي يضر بأمن الدولة"، بعد وقت قصير من "خطاب الأمة"، الذي أكد فيه مواصلته لخطة الإصلاح القضائي المثير للجدل.
وقال لابيد: "بدلًا من وقف التشريع وتهدئة النفوس، اشتكى نتنياهو مرة أخرى، واستمر في نشر أكاذيب مُشينة ضدّ نظام القضاء لا علاقة لها بالواقع. الصوت هو صوت نتنياهو، لكن الأيدي أيدي ياريف ليفين"، في إشارة إلى وزير القضاء الصهيوني الذي قدم في البداية اقتراحًا للإصلاح القضائي.
ليبرمان: نتنياهو كالأرنب أمام الأمين العام لحزب الله
من جهته، ناشد رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان رئيسي الشاباك والأركان بالوقوف أمام "الأمة" و"قول الحقيقة بشأن التداعيات الخطيرة التي يخلّفها التشريع القضائي على أمن الدولة، حتى لو على حساب الإقالة أو الاستقالة".
وأكد ليبرمان أن "نتنياهو يتصرف مثل الأرنب أمام (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله ويحيى السنوار، ويتصرف كالأسد أمام أعضاء الليكود".
وخاطب ليبرمان نتنياهو قائلًا "التشريع المزمع لإصلاح القضاء لن ينهي الديمقراطية، بل يقويها بدلًا من ذلك"، وأكد أنه سيشارك بعمق في الإصلاح المخطط له وأن التشريع سيمضي قدمًا، وقال: "أعتقد أنه يمكننا تمرير الإصلاح القضائي الذي من شأنه معالجة مخاوف الجانبين. الإصلاح من شأنه أن يعيد التوازن السليم بين السلطات ويصون الحقوق المدنية".
وأضاف: "لدينا دولة واحدة وعلينا أن نفعل كل شيء من أجل الدفاع عنها من التهديدات الخارجية، من صدع لا يمكن إصلاحه من الداخل، لا يجب أن نرفض العنف فقط بل يجب أن نرفض وندين التحريض".