عين على العدو
كاتب صهيوني: على "إسرائيل" التعايش مع إيران النووية
عرض مراسل ومحلّل الشؤون العسكرية في موقع القناة "14" الإسرائيلية هيلل بيتون روزن خطّة محتملة يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي خصوصًا وكل المؤسسة الأمنية عمومًا لتنفيذها في اللّحظة التي يطلب فيها المستوى السياسي منهم مهاجمة إيران، لافتًا إلى "هجوم مختلف تمامًا عن الهجمات على "مواقع نووية" في سوريا والعراق، أي تلك التي سبق أن نفذتها "إسرائيل" في الماضي بنجاح كبير"، على حد تعبيره.
وعرض روزن سيناريو في حال هاجم الجانب الإسرائيلي إيران وحدها قائلًا "أكثر من 100 طائرة ستخرج خلال فترات زمنية قصيرة من عدة قواعد بمساعدة طائرات تزود بالوقود، تمامًا كما كانوا يتدربون في الفترة الأخيرة سوية مع جيوش أجنبية"، مضيفًا أن "كل مجموعة طائرات ستتلقى مجموعة أهداف، مسلحة بذخيرة دقيقة ونوعية، بعضها قادر على اختراق تحصينات وإحداث دمار كبير".
وتابع أنه "إضافة إلى الطائرات، سيطلبون في المؤسسة الأمنية تشغيل عناصر استخبارات لتشخيص أهداف، وكذلك وسائل تكنولوجية معقّدة، وبالطبع "السايبر" الذي سيُستخدم كعنصر أساسي في هجوم مستقبلي، وقبل كل شيء "سلاح الاستخبارات الممتاز""، على حد قوله.
وبحسب روزن، بغض النظر عن الخسائر التي ستقع خلال هذا الهجوم -والتي ستكون كبيرة جدًا بحسب التقديرات- يجب الإدراك أنه بشكل فوري سيُشَن على "إسرائيل" هجوم من عدة جبهات بالتوازي (لبنان - سوريا، الضفة الغربية - غزة)، إذ من المنطقي جدًا أن ينضم أيضًا "فلسطينيو الـ 48"، مؤكدًا أن "هذا هو السيناريو المرجعي في المؤسسة الأمنية- حرب متعددة الساحات وشاملة، حيث ستكون "إسرائيل" مجددًا في الوجهة وظهرها إلى الحائط، وبعد حوالى 50 عامًا، على ما يبدو- سيتعين عليها تفعيل منظومتها الدفاعية والهجومية-".
وحول نتائج هذا الهجوم المخطّط له، اعتبر روزن أنّ "علامة استفهام يمكن طرحُها في هذا الشأن"، وقال: "بحسب تقديرات المطلعين، فإن هجوما كهذا على مواقع نووية مع القدرة الحالية للجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية، قد يضر بأكثر من نصف القدرة النووية الحالية لإيران، ويمكن الافتراض أن الضرر الذي سيحدث لن يدمر المشروع النووي بالكامل، وسيستغرق إصلاحه في أحسن الأحوال بضع سنوات، وخلالها ستسرّع إيران القدرة النووية إلى أقصى حد ممكن لإحراز قنبلة، حينها سيكون لديها كل المصالح في العالم لاستخدامها ضد "إسرائيل""، وفقًا لمزاعمه.
وتابع: "أكثر من ذلك، يبدو أنّ القتال الذي سيندلع هنا في المنطقة القريبة والداخلية، سيكون طويلاً وداميًا، الأمر الذي سيجبر الجيش الإسرائيلي على المناورة، وسيجبر "الدولة" على تعطيل الاقتصاد لفترة متواصلة، وكل ذلك سيجلب معه نفقات اقتصادية كبيرة"، وأضاف: "على ضوء كل ما تقدّم، فإنّ احتمال أن تخرج "إسرائيل" وحدها لمهاجمة إيران، هو صفر حاليًا".
ورأى روزن أنّ "نافذة الفرص لتنفيذ هجوم ناجح انقضت قبل 10 سنوات، والآن من دون أن تقوم الولايات المتحدة بذلك وحدها أو بتعاون كبير جدًا معنا، يبدو أن "إسرائيل" ستضطر للتعايش مع إيران النووية على الرغم من كل الشعارات والتصريحات النارية، لأنّ هذا أفضل من الحرب الشاملة التي ستندلع بسبب مهاجمة المنشآت التي ستجلب معها خسائر كبيرة وأقسى من أن تُحتمل، بل من الممكن أن تكون أكبر من ضربة نووية".