عين على العدو
العدو يترقّب توقيع الاتفاق النووي: تأثير ضعيف على الأمريكيين
ذكر المحلّل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن مسؤولين صهاينة رجّحوا أن يتم التوقيع على الاتفاق النووي الجديد بين إيران والدول العظمى في غضون عدة أسابيع أو حتى أيام.
وأشار الى أن الانطباع السائد في الحكومة وفي "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية" هو أن الإدارة الأميركية مصرة على توقيع الاتفاق وإنهاء الرواية النووية، من أجل وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وبسبب الحاجة إلى التركيز على مناطق أخرى أكثر إلحاحًا وفي مقدمتها المنافسة مع الصين والحرب في أوكرانيا.
ووفقًا لهرئيل، فإن المؤسسة الإسرائيلية اعترفت بأن التأثير على مواقف الولايات المتحدة في المفاوضات كان ضعيفًا جدًا، بسبب رغبة الرئيس الأميركي جو بايدن بالإسراع للتوقيع على الاتفاق النووي، معتبرًا أن الإنصات الأميركي للتحفظات الإسرائيلية كان متدنيًا، والمفاوضون الأميركيون في فيينا لم يشددوا مواقفهم في أعقاب الادعاءات الإسرائيلية.
وقال هرئيل إن "إسرائيل" كررت خلال اتصالات مع الإدارة الأميركية أن الأميركيين يعيدون بتصرفاتهم الوضع إلى سابق عهده اي الاتفاق النووي الذي جرى توقيعه عام 2015، وأنهم يحاولون بذلك تصحيح الضرر الحاصل جراء انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018، خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وبتأثير من رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو.
وبحسب هرئيل، يرى الانتقاد الإسرائيلي أن الاتفاق الجديد لا يعيد الوضع ببساطة إلى ما كان عليه في العام 2015، لأنه خلال السنوات الماضية، منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق، جمعت إيران خبرات تكنولوجية كثيرة، ووضعت أجهزة طرد مركزي جديدة ومتطورة وجمعت كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب. كذلك تعتبر "إسرائيل" أن البند في الاتفاق حول رفع تدريجي للمطالب من إيران سيبدأ في العام 2025، ويستمر حتى العام 2031، وسيزيل في مرحلة مبكرة القيود على إيران بتشغيل أجهزة طرد مركزي.
وقال إن بناء قوة الجيش الإسرائيلي والموساد وأجهزة أخرى غايته الاستعداد لاحتمال انهيار الاتفاق، اذ ستضطرّ "تل أبيب" إلى إعادة دراسة الخيار العسكري من أجل وقف البرنامج النووي. وأشار في هذا السياق إلى أن نتنياهو درس هذه الإمكانية في الأعوام 2009 – 2012، لكن قادة الأجهزة الأمنية عارضوا ذلك بشدة. إلى جانب ذلك، تعتمد إسرائيل مقاربة أكثر هجومية ضد إيران وهذه المقاربة توجّه النيران من خلال مخاطرة بالتورط إلى إيران أكثر من النيران التي توجهها إلى وكلائها بالقرب من الحدود الإسرائيلية، بحسب تعبير المحلل العسكري.
وتابع: "مجال آخر طرأ فيه تقدم كبير، والذي بقي لغاية الآن قيد الكتمان بصورة شبه كلية، يتعلق بتوثيق التعاون بين "إسرائيل" ودول عربية، من أجل ترسيخ نظام ردع واعتراض مشترك للصواريخ والطائرات المسيرة من إيران. وليس مستبعدًا أنه تم بحث هذا الموضوع بجدية بين "إسرائيل" ودول في الخليج"، وأردف: "في المستقبل هناك أمل بأن تنضم السعودية إلى الاتفاقيات، وعلى الرغم من تحسن العلاقات معها، فإنها لا تزال تمتنع عن علاقات معلنة مع "إسرائيل"، والمسعى هو نشر رادارات في هذه الدولة، الأقرب إلى الحدود الإيرانية، بصورة تطيل جدًا فترة الردع من إطلاق صاروخ من إيران باتجاه "إسرائيل" وتسمح باستعداد مسبق للدفاع عن الجبهة الداخلية".