عين على العدو
كيان العدو يعتبر الطائرات بدون طيار تهديدًا إستراتيجيًا يماثل الصواريخ الدقيقة
كشف الكاتب الصهيوني يوني بن مناحم في موقع "نيوز1" الإسرائيلي أن خطر الطائرات بدون طيار أو الطائرات غير المأهولة الإيرانية الدقيقة، القادرة على التحليق إلى مسافات بعيدة، تحوّل بشكل تدريجي إلى خطر أمني على "إسرائيل" وقوات الجيش الأميركي ودول الخليج.
واعتبر الكاتب أن الطائرات بدون طيار المسلحة هي اليوم أحد التطويرات العسكرية التكتيكية المقلقة جداً للإدارة الأميركية ولـ"إسرائيل" ودول الخليج. فهي تشكل تهديداً جديداً ومعقداً يمس بالتفوق الجوي للولايات المتحدة و"إسرائيل" في سماء الشرق الأوسط، لذلك يدير مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان الآن مسارًا جديدًا من المحادثات مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لإيجاد حلولاً لتقليص تهديد الطائرات الإيرانية بدون طيار.
وبحسب مصادر أمنية في الكيان الصهيوني، لفت الكاتب الى أنه يجري في هذه الأيام حلف إقليمي جديد تشارك فيه الولايات المتحدة و"إسرائيل" ودول من الخليج وأيضاً دولاً عربية لإقامة منظومة تحذير، تعقب وإعتراض للطائرات الإيرانية بدون طيار التي تستخدم عملانياً بشكل مكثف لدى فروع طهران في الشرق الأوسط.
ورأى أن إختراق مسيّرة حزب الله للمجال الجوي للأراضي الفلسطينية المحتلة قبل عدة أيام، سرّع هذا المسار في أن تعتقد الولايات المتحدة أن بناء حلف في الشرق الأوسط يستلزم الدفاع عن نفسها بشكل جماعي ومنسق بينهم، ومسار التطبيع بين كيان العدو والدول العربية سيسهل إقامة هذا الحلف الدفاعي الجديد.
وبحسب مصادر أمنية في الكيان الغاصب، فإنه لدى حزب الله أسطول ناشط مؤلف من 2000 طائرة بدون طيار، بعضها جرى تصنيعه في إيران والبعض الآخر على يد الحزب نفسه. ولدى إيران نفسها آلاف الطائرات بدون طيار المتقدمة، من نماذج مختلفة قادرة على التحليق لمدى يصل إلى آلاف الكيلومترات. مضيفًا أن منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية ليست قادرة على تأمين حلا ملائما لاعتراض مسيّرات صغيرة، مثل المسيّرة الأخيرة التي أطلقها حزب الله.
ولفت الى أن مخطط حزب الله هو مهاجمة كيان الإحتلال في الحرب عبر أسراب من الطائرات بدون طيار التي تخترق مجاله الجوي وتهاجم مستوطنات، قواعد عسكرية وقوات برية تابعة للجيش الإسرائيلي.
ولفت الى أن مسيّرة حزب الله التي تسللت إلى الكيان، والمسماة "حسان" على إسم رئيس وحدة التكنولوجيا في حزب الله الشهيد حسان اللقيس، والتي نجحت في التحليق 40 دقيقة داخل الأراضي الإسرائيلية والدخول مسافة 70 كلم قبل أن تعود بسلام إلى قواعدها في لبنان، كشفت خرقاً مقلقاً في تشكيل الدفاع الجوي الإسرائيلي الذي يستلزم إغلاقه بأسرع وقت ممكن، وهي تغلبت على عدة منظومات تحذير ورادارات الجيش الإسرائيلي ونجحت في التملص من الإعتراض والعودة إلى الأراضي اللبنانية.
وأشار الى أنه يدور الحديث عن مسيّرة صغيرة لا يبلغ طولها أكثر من ثلاثة أمتار نجحت في "إختراق" منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، ومنظومة الدعاية والحرب النفسية لمنظمة حزب الله برّزت الحادثة بأنها "إنتصار كبير" على "إسرائيل". مضيفًا أن هناك أهمية كبيرة في أن تجد "إسرائيل" بأسرع وقت ممكن حلولاً ملائمة لمسألة الطائرات بدون طيار..وعلى ضوء الواقع أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة تعملان بجد على تطوير طائرات بدون طيار متقدمة يمكنها التحليق فوق العائق البري الضخم الذي بناه الجيش الإسرائيلي حول قطاع غزة ومهاجمة أهدافاً في الأراضي الإسرائيلية.
وبحسب تقدير مصادر أمنية في كيان العدو، اعتبر الكاتب أن حزب الله يحاول الآن خلق معادلة ردع جديدة مع "إسرائيل" وهي "معادلة الطائرات بدون طيار لردعها عن إختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية وفي الفرصة الأولى سيحاول الحزب أيضاً خلق معادلة جديدة ألا وهي معادلة "الصواريخ الدقيقة" في اللحظة التي تكون فيها الفرصة الملائمة من ناحيته، وإعلان السيد) حسن نصر الله بأن "منظمته" تنتج في لبنان صواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار ليس صدقة، فهو يُعتبر نقل رسالة إلى "إسرائيل" وأيضاً جزءًا من الحرب النفسية.
كما لفت الكاتب الى أنه يُحتمل أيضاً أن إيران ترى بتفعيل الطائرات بدون طيار لحزب الله من الأراضي اللبنانية بإتجاه "إسرائيل" أنه "تعويض محدد" عن التفوق الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي في سماء سوريا التي تهاجم بكثافة أهدافاً إيرانية لمنع تمركزها العسكري في سوريا ونقل أسلحة متقدمة إلى حزب الله في لبنان، ومن ناحية "إسرائيل"، الخطر المنظور من طائرات بدون طيار إنتحارية يعادل الخطر المنظور من إصابة صواريخ دقيقة.
تصنيع الطائرات بدون طيار أسهل وأرخص من تصنيع صواريخ، فالطائرات بدون طيار هي سلاح دقيق يمكنه إصابة أهدافاً محددة بدقة متر أو مترين، ولا يمكن توقع مسبق لأي جهة ستصل.. ومن
الصعب تحديدها أو اعتراضها. وهذه الطائرات قادرة على إستهداف وحدات مخازن الطوارئ وتجمعات المدرعات التابعة للجيش الإسرائيلي أو حتى بطاريات منظومة "القبة الحديدية".
وخلص الكاتب الى أننا فقط في بداية معركة جديدة مع حزب الله وفيها سيستخدم الحزب بشكل واسع طائرات بدون طيار ضد "إسرائيل" في توقيت مريح له، وتل أبيب تدخل في مرحلة قتال جديد مع "المنظمات الإرهابية" على الحدود الشمالية والجنوبية التي تبنّت الطائرات بدون طيار الإيرانية ويجب عليها (إسرائيل) أن تكون مستعدة جيداً لهذه الحرب الجديدة حسب تعبيره.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
24/11/2024
كيان العدو تحت النار
24/11/2024