معركة أولي البأس

عين على العدو

حيرة العدو: نضرب إيران أو لا؟
09/12/2021

حيرة العدو: نضرب إيران أو لا؟

الرعب لا ينتهي في كيان العدو من نتائج مفاوضات فيينا. الإرباك والتوتر والقلق يحكم كلّ تصريح وإعلان لدى الصهاينة: كيف ستصرّفون إزاء ما يحدث؟ هل اللجوء الى الخيار العسكري يكون الحلّ؟ مناصرو هذا الطرح لدى الاحتلال لا يبدون متأكدين منه، فهم يخشون انعكاساته الكارثية على "تل أبيب".

 بحسب صحيفة "هآرتس" تتحضّر "اسرائيل" لسيناريو "إتفاق سيّئ" وتزيد تجيهزاتها لخيارات عسكرية تمنع طهران من الحصول على سلاح نووي، حسب ادّعائها.

وتشير "هآرتس" الى أن "هذه السيناريوهات تشمل توسيع بنك الأهداف، وزيادة وتيرة التدريبات وشراء تجهيزات متقدمة. مع ذلك، تدرك المؤسسة الأمنية أن الأمر سيستغرق سنوات قبل أن يصبح هذا الاحتمال واقعيًا".

وتلفت الصحيفة الى الارتباك الحاصل لدى المسؤولين الصهاينة، فتقول إن "شخصيات تعمل على الاستعداد لعمل عسكري ضد إيران تعتقد بأنه حتى في السيناريو الذي ستهاجم فيه "إسرائيل" كل المنشآت ذات الصلة بالبرنامج النووي، سيتمكن الإيرانيون -في مرحلة ما- من استعادة المعرفة والقدرات"، وتضيف أن "المسؤولين في المؤسّسة الأمنية قالوا للمستوى السياسي في "اسرائيل" إن عملًا عسكريًا يجب تنفيذه فقط إذا كانت نتائجه أن لا تتمكن إيران من استعادة برنامجها النووي، أو كما وصف ذلك مصدر أمني في الآونة الأخيرة: "يجب أن يكون مثل سهم في قلب المشروع".

ووفق تقدير أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، حقّقت إيران قفزة في كل ما يتعلق بقدرتها على الوصول إلى مستوى تخصيب يورانيوم لمستوى 90%، مما يمكّنها من إنتاج سلاح نووي. في السيناريو الذي ستصل فيه إلى هذا المستوى، التقدير هو أن إيران بإمكانها إنتاج كميات كافية لقنبلة واحدة في غضون شهر ونصف تقريبًا. ولكن حتى في سيناريو كهذا، تعتقد أجهزة الاستخبارات بأن الأمر سيستغرق حوالي سنتيْن قبل أن تطوّر سلاحًا نوويًا متاحًا للاستخدام.

وجاء في "هآرتس": الاستعداد لعمل عسكري لم يبدأ في الفترة الأخيرة، وعمليًا تستعدّ المؤسسة الأمنية له بطريقة أو بأخرى في السنوات الـ20 الأخيرة. مع ذلك زاد الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات بنك الأهداف في كل ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. فيما قال مصدر أمني اسرائيلي إن "هذه أداة إستراتيجية نُقلت إلى متخذي القرار وهي موجودة على طاولة هيئة الأركان ليوم الأمر". مصدر أمني اسرائيلي آخر صرّح أنه "لدى الجيش قدرة عسكرية على ضرب المواقع النووية الإيرانية، لكن يجب علينا تعزيزها وتطويرها لدوائر أبعد".

وتُدرك المؤسسة الأمنية أن أي عمل عسكري سيشمل كل أذرع الجيش الإسرائيلي ومنظمات إضافية، فيما يقدّر المسؤولون الاسرائيليون أن عملًا كهذا سيتطلب استعداداً في البحر، وفي الجو وفي البر، ويدركون في إسرائيل أيضًا أن خطوة عسكرية من المتوقع أن تجر ردًا في عدة جبهات من جانب منظمات متحالفة مع إيران تعمل في أنحاء الشرق الأوسط.

وعليه، يعتقد جيش الاحتلال بأن شدة القتال مع حزب الله وحركة "حماس" ستكون مختلفة عما اعتادوا عليه من مواجهات خلال السنوات الأخيرة.

وبسبب تقدير أن كل عمل في إيران قد يجر أيضاً مواجهة مع حزب الله في الشمال، أعلن رئيس الأركان أفيف كوخافي أنه في السنة المقبلة سيتم التشديد على تدريبات ذراع البر، وتشكيل الاحتياط بشكل خاص. بموجب ذلك، جرى تخصيص أكثر من مليار شيكل من أجل التحضير للقتال في الشمال، ومئات الملايين نُقلت لشراء تجهيزات قتالية في ذراع البر. إضافة لذلك، من المفترض أن يجري الجيش الإسرائيلي في عام 2022 حوالي 15 مناورة لوائية ومضاعفة تدريبات الاحتياط.

في المؤسسة الأمنية هناك من يعتقد أنه على الرغم من كل خطط وتدريبات الجيش، لا تزال هناك درجة من عدم اليقين. وهنا، قال مصدر أمني صهيوني سابق مطّلع على تفاصيل التدريبات إنه "لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني لدينا اليوم قدرات جيدة. المشكلة هي كيف نخرج للحرب، إذا فُرضت علينا في أعقاب الهجوم. نحن في مواجهة علنية مع إيران بقوة منخفضة. مدلولات الأمر هي أنه يجب فهم وتحديد الانتقال إلى حالة الحرب، وليس مؤكدًا أن هذا واضح لكل الجهات المعنية".

إقرأ المزيد في: عين على العدو