معركة أولي البأس

عين على العدو

عودة إيران الى الاتفاق النووي تقلق العدو
19/10/2021

عودة إيران الى الاتفاق النووي تقلق العدو

اعتبر المحلل السياسي في صحيفة "إسرائيل هيوم" يوآف ليمور أن الحرارة التي سُجلت مؤخرًا في العلاقات بين إيران وعدد من الدول المعتدلة في المنطقة يثير القلق في "إسرائيل"، وسط إحباط متزايد  إزاء ما يسمى "السياسة السلبية" للولايات المتحدة في قضية النووي.

وقال الكاتب إنه منذ انتخاب الرئيس الإيراني الجديد السيد إبراهيم رئيسي سعت إيران بقوة لإعادة بناء العلاقات مع عدد من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك الدول التي تعتبر معتدلة والسعودية أبرزها، فبعد سنوات من الانفصال بين الطرفين تتزايد إمكانية تجديد العلاقات الدبلوماسية بينهما بما في ذلك افتتاح القنصليات، وفي الوقت نفسه تحسنت العلاقات بين إيران وقطر، وتم إجراء أول مكالمة هاتفية (ومفاجئة) بين وزير الخارجية الإيراني الجديد أمير عبد اللهيان ونظيره الأردني أيمن الصفدي، وأشار إلى أن "إسرائيل" تتابع هذه التحركات بقلق بالغ. 

وأضاف أنها تحركات تدل ليس فقط على الثقة المتزايدة للإيرانيين على الساحتين الإقليمية والدولية، ولكن أيضًا على فهمهم أن تخلي الولايات المتحدة عن المنطقة يخلق لهم مساحة كبيرة للعمل والنفوذ، على حدّ قوله. وهذا من جملة أمور تهدف إلى تحقيق التوازن في "اتفاقيات إبراهيم" التطبيعية التي تعتبرها إيران تهديدًا كبيرًا لمصالحها في المنطقة، وفقًا لتعبير الكاتب. 

وتابع أن القضية قد أثيرت في عدة مناسبات في الأسابيع الأخيرة في اتصالات بين جهات "إسرائيلية" وأميركية رفيعة المستوى. 

ولفت الكاتب إلى أن التقدير هو أن واشنطن ستحاول مساعدة "إسرائيل" وحلفائها الآخرين في المنطقة، لكنها قد تسعى إلى إدخال بعض التقدم في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. ويجري النشاط الإقليمي لإيران بالتوازي مع المناورات التي تقوم بها لتأخير عودتها إلى المحادثات بشأن الاتفاق النووي، ففي الأسابيع الأخيرة قامت إيران بتسريع أنشطة تخصيب اليورانيوم على الرغم من أن التقدير السائد في "إسرائيل" والغرب هو أن هذا لم يتم لمرحلة الاختراق إلى النووي، بل للحصول على مكاسب إضافية يمكن أن تتاجر بها للوصول إلى اتفاق أفضل مع الولايات المتحدة.

وقال: "في المحادثات بين "إسرائيل" والولايات المتحدة كان لدى الجانب "الإسرائيلي" انطباع بأن الفجوات بين الطرفين في تقدير المشروع النووي بمختلف مكوناته قد تقلصت بشكل كبير. مع هذا، الفجوة بين "إسرائيل" وواشنطن ظلت كبيرة من حيث الاستنتاجات والخطوات الواجب اتخاذها".

وأردف: "نتيجة لذلك، ساد في "إسرائيل" إحباط كبير، وكبار المسؤولين زعموا أن الأمريكيين ساذجون، وأعربوا عن قلقهم من أن "السياسة السلبية" لواشنطن، تستغلها إيران إلى أقصى حد لإحراز تقدم كبير في مشروعها النووي. ومع ذلك، في الأيام الأخيرة، نُقلت رسائل جديدة إلى "تل أبيب"، يمكن من خلالها فهم أن صبر واشنطن على التسويف الذي تتخذه إيران على وشك الانتهاء، وأنه إذا لم يكن هناك تقدم سريع، سيتخذ الأمريكيون سلسلة خطوات دبلوماسية واقتصادية جديدة ضد إيران ونظامها ومصالحها".

ونقل الكاتب عن مصدر صهيوني كبير ترجيحه ألّا توافق إيران على توقيع اتفاق يختلف عن الذي وُقّع عام 2015، وهذا بخلاف المطلب الإسرائيلي بإجراء تغييرات كبيرة عليها، خاصة فيما يتعلق بتاريخ انتهاء صلاحيته ومختلف القضايا المتعلقة بالإشراف عليه. ومع ذلك، من المشكوك فيه أن تصر الإدارة على تغيير الاتفاق، اذ أوضحت بالفعل أنهم سيعملون على تحسينه لاحقًا.

إقرأ المزيد في: عين على العدو