عين على العدو
فلسطين المحتلة.. 2020 عام الاستيطان والتهويد
شهد عام 2020 تسارعا محموما في الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، خاصة مع إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب عن الخطة المسماة "صفقة القرن".
ويعتبر العام الحالي الأسوأ على القضية الفلسطينية في ظل تصاعد وتيرة الاستيطان والتي ارتفعت لتصل إلى أعلى المستويات منذ 20 عاما.
وذكر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، أن ""الكنيست" الإسرائيلي صادق الأسبوع الماضي بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون تسوية البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية".
في الوقت نفسه، يدور الحديث عن شرعنة 130 بؤرة استيطانية في مختلف محافظات الضفة الغربية بما فيها الأغوار، والتي يقطنها قرابة 10 آلاف مستوطن وتم اختيار 46 بؤرة من أجل تطبيق المرحلة الأولى.
تجدر الإشارة إلى أنَّه سيتم تشكيل فريق من "الإدارة المدنية" للاحتلال الصهيوني لإجراء مسح جديد لتلك الأراضي التي تم إنشاء البؤر عليها بتكلفة 20 مليون شيكل، فيما سيتم تخصيص 15 مليونًا أخرى لوزارة الاستيطان، لإجراء التخطيط في تلك التجمعات.
ويخشى الفلسطينيون من دفع سلطات الاحتلال مخططات جديدة لبناء أكثر من 13 ألف وحدة استيطانية في مدينة القدس الشرقية، وذلك قُبيل تسلُّم إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جون بايدن مهامها في العشرين من كانون الثاني/يناير المقبل.
المخطط يقوم على بناء 9000 وحدة استيطانية على أراضي مطار قلنديا، و1530 وحدة استيطانية في مستوطنة "رمات شلومو" على أراضي شعفاط، و570 وحدة استيطانية في مستوطنة "هار حوماه" على أراضي جبل أبو غنيم، إضافة إلى الوحدات الاستيطانية في مستوطنة "جفعات هامتوس" على أراضي بيت صفافا، هذا إلى جانب آلاف الوحدات الاستيطانية الأخرى في مستوطنة "معاليه أدوميم" في إطار المخطط الاستيطاني "إي 1".
ويسعى الاحتلال إلى زيادة نسبة الاستيطان محاولًا تغيير التركيب الديمغرافي على الأرض، وذلك وصولاً لمرحلة وجود مليون مستوطن بالضفة المحتلة خلال عام 2020، وباستثناء القدس.
ويعيش أكثر من 450 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة التي بنيت على أراضي الفلسطينيين الذين يبلغ تعدادهم نحو 2,8 مليون نسمة.
وأظهرت دراسة تحليلية أعدها معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" أن 31 مخططًا استيطانيًا تم المصادقة عليها في 26 مستوطنة خلال الربع الأول من العام 2020، وتنتظر البدء في التنفيذ.
وتشمل القائمة الصادرة كلّاً من مستوطنات كوخاف يعقوف وكفار أدوميم وجيفع بنيامين في محافظة القدس (خارج حدود بلدية القدس التي تم ضمها بشكل غير قانوني وأحادي الجانب في العام 1967) بواقع 4078 وحدة استيطانية على ما مساحته 2294 دونمًا من الأراضي الفلسطينية.
بدورها، أكَّدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن عام 2020 شهد تزايدًا في وتيرة البناء الاستيطاني لم تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من 20 عامًا، حيث واصل الكيان عملية "الضم الصامت للضفة الغربية".
وذكرت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية أن حكومة الاحتلال دشَّنت خلال العام الجاري أكثر من 12 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية وهدمت بالمقابل أكثر من 1600 منشأة فلسطينية.
وتسارعت خطوات سلطات الاحتلال والمستوطنين عبر إعلان مشاريع استيطانية جديدة ومخططات توسيع المستوطنات والبناء الجديد، والتي بلغت 15 قرارا تتضمن بناء 19895 وحدة استيطانية جديدة.
ومن جهتها، ذكرت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية أن لجنة التخطيط في وزارة الحرب الإسرائيلية وافقت على خططٍ لبناء 3071 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، ليرتفع عدد الوحدات التي تمت الموافقة عليها خلال يومين إلى نحو 5 آلاف، وخلال 2020 إلى أكثر من 12 ألفا وهو عدد قياسي.
كما قالت الحركة التي تراقب النشاط الاستيطاني، إن أحدث دفعة من الموافقات على نحو خمسة آلاف وحدة استيطانية في مستوطنات الضفة الغربية، جعلت 2020 عامًا قياسيًا في حجم البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضافت الحركة: "أحصينا منذ مطلع العام وحتى 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي الموافقة على بناء 12159 وحدة"، مشيرة إلى احتمال أن تجتمع لجنة التخطيط للموافقة على بناء عدد إضافي من الوحدات الاستيطانية قبل نهاية العام.
وتابعت: "هذه الموافقات تجعل 2020 أعلى عامٍ على الإطلاق من حيث الوحدات التي تشملها خطط الاستيطان التي رُوِّج لها منذ أن بدأت الحركة في التوثيق في 2012".
وتقف المستوطنات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عقبةً رئيسةً في وجه المفاوضات أكثر من أي وقت مضى.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024