معركة أولي البأس

عين على العدو

بعد رسائل سرية.. ملك الأردن يحذر
17/05/2020

بعد رسائل سرية.. ملك الأردن يحذر "إسرائيل" من الضم في العلن

رأى عاموس هرئيل أن تصريحات الملك الأردني عبد الله التي مفادها أن بلاده "تدرس كل الاحتمالات" للرد في حال أقدمت "إسرائيل" على ضم أجزاء من الضفة الغربية، تعكس مستوى القلق في عمّان في ضوء الخطوات التي يدرسها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

وفي مقال له بصحيفة هآرتس، اعتبر هرئبل أن أقوال الملك الأردني خلال مقابلة معه نشرتها مجلة "دير شبيغل"، أول من أمس، وحذر إسرائيل فيها من "صدام كبير" بحال أقدمت على تنفيذ مخطط الضم في الضفة الغربية، ذروة في مجموعة رسائل تحذير بعثها الأردن إلى "إسرائيل"، خلال الأشهر الأخيرة.

ولفت الكاتب إلى تحذيرات مفصلة وشديدة للغاية حول تخوف الأردن من فرض سيادة "إسرائيل" على الضفة الغربية وغور الأردن، ووصلت رسائل كهذه إلى المؤسسة الأمنية وبضمنها محادثات مع مقربين من رئيس حزب "ازرق ابيض"، بيني غانتس، الشريك المركزي في الحكومة الجديدة التي يتوقع تشكيلها برئاسة بنيامين نتنياهو.

ويعتقد مسؤولون في المؤسسة الأمنية أنه في ظروف متطرفة، قد تؤدي الضغوط الداخلية على الملك إلى إلغاء اتفاقية السلام مع "إسرائيل" أيضا.

وأشار هرئيل إلى أن العائلة المالكة الأردنية تتخوف من مظاهرات عارمة ضد الملك في أنحاء الأردن ومن احتجاجات منظمة للإخوان المسلمين، ورغم أن الأردن واجه انتشار فيروس كورونا بشكل جيد، إلا أن الوضع الاقتصادي صعب ومكانة الملك اهتزت إثر الأزمة، التي بدأت قبل انتشار الفيروس في العالم.

ولفت الكاتب إلى أن نتنياهو كان قد طرح إمكانية الضم قبيل انتخابات الكنيست، في أيلول/سبتمبر الماضي، لكنه تراجع عن ذلك بعد مشاورات هاتفية إستمع خلالها إلى تحذيرات رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك، ناداف أرغمان، من تأثير خطوة كهذه على علاقات "إسرائيل" مع الأردن والسلطة الفلسطينية واحتمال حدوث تصعيد أمني في الضفة الغربية خصوصا.

مخطط الضم طُرح مرة أخرى في أعقاب الإعلان عن صفقة القرن، بداية العام الحالي، كما أن الاتفاق الائتلافي بين نتنياهو وغانتس على تشكيل حكومة شمل بندا تحدث عن بدء تنفيذ إجراءات الضم بحلول تموز/ يوليو المقبل.

لكن في الأيام الأخيرة عادت الإدارة الأميركية لتلمّح إلى أنه ينبغي تنفيذ الضم في إطار مداولات حول صفقة القرن وبالتنسيق مع واشنطن، كما أن الاتحاد الأوروبي يبحث تجميد مشاريع مشتركة مع "إسرائيل" رداً على خطوات ضم أحادية الجانب.

هآرتس نقلت عن اللواء احتياط علموس جلعاد، رئيس مؤتمر هرتسيليا، قوله بالأمس إنّ المس بالعلاقات مع الأردن "ستشكل ضربة للأمن القومي الإسرائيلي.. الأردن يمنحنا هدوءا عند الحدود الشرقية ويبعد التهديدات عن إسرائيل، والضم سيؤدي إلى تراجع في علاقاتننا معه، وهذه ستكون خطوة سياسية من دون أي فائدة إستراتيجية، وأنا متأكد من أن قيادة الجيش الإسرائيلي تدرك ذلك أيضا".

هرئيل أشار إلى أنه لا توجد علاقة مباشرة بين الحديث في "إسرائيل" عن مخطط الضم وبين تصاعد العمليات والمواجهات في الضفة الغربية، الأسبوع الماضي، لكن التصعيد مرتبط بعدة أسباب، أحدها يتعلق بتراجع الانشغال بكورونا ولجم الفيروس بنجاح نسبي من قبل السلطة الفلسطينية وإسرائيل والأردن، وبسبب الوضع الاقتصادي في الضفة أيضا، وأحد أسبابه تجميد "إسرائيل" تحويل أموال الضرائب التي تجبيها لصالح السلطة الفلسطينية.

الملك عبد الله الثاني

إقرأ المزيد في: عين على العدو