عين على العدو
لماذا يخشى الصهاينة تغييب الأردن عن شؤون القدس المحتلة؟
تناول الكاتب الصهيوني أمير بوحبوط في مقال نشره موقع "والاه" مسألة تغييب الأردن عن شؤون القدس المحتلة وتداعياته على التنسيق الأمني بين عمّان و"تل أبيب".
وقال الكاتب إن المسؤولين في المؤسسة الأمنية يوجّهون انتقادات حول طريقة تصرف السياسيين الصهاينة بخصوص العلاقات مع الأردن، ويدّعون أنه "يجب إظهار حساسية عالية حيال "المملكة الهاشمية" لأن المس بإحترامها وتغييبها عن شؤون القدس يصدِّع التنسق الأمني ويمسّ بالتعاون بين الطرفين".
وأشار الكاتب الى أن "الاختبار الوشيك سيكون عند نشر تفاصيل "صفقة القرن"، وربما قبل ذلك حول قضية "جبل الهيكل" التي تشغل في الأسابيع الأخيرة كل الجهات الأمنية، أما الخشية في المؤسسة الأمنية فهي من حادثة واحدة تجر إلى تصعيد في "جبل الهيكل" مما يؤدي إلى إشعال الضفة الغربية كلها"، وأضاف "على طول 370 كلم عند الحدود مع الأردن تسود منظومة علاقات ممتازة بين الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية الأردنية، بحسب توصيف مصادر في قيادتي الجنوب والوسط، لكن الأمور بين المستويين السياسيين الإسرائيلي والأردني تبدو مختلفة بعض الشيء، فمنذ فترة طويلة يعاني الأردن من مشاكل إقتصادية خانقة ويحاول الملك عبد الله إجراء توازنات وكوابح لمنع أزمة خطيرة وإنتقادٍ قاس ضده في الشارع الأردني يؤدي إلى إندلاع مظاهرات ضخمة".
الكاتب نقل عن مصادر في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية تشديدها على ضرورة القراءة بين السطور وعدم التخبط بعد كل تصريح يصدر من الأردن، وقال "على سبيل المثال عندما تؤكد مصادر سياسية رفيعة في هذا التوقيت على صفقة الغاز مع الأردن وتصف "إسرائيل" بأنها قوة عظمى في موضوع الغاز يشعر الأردنيون بالإهانة".
نقطة إضافية في الاحتكاك بين الطرفين، بحسب بوحبوط، هي موعد نشر "صفقة القرن"، وفي هذا السياق قال "يقدّر المسؤولون في المؤسسة الأمنية بأن تفاصيلها لن تُنشر في الفترة القريبة، لأن هذا يمكن أن يكون تدخلا واضحا في انتخابات الكنيست، لكن كل الأطراف تستعد ليوم نشر الصفقة- بمن فيهم الأردن".
الكاتب لفت إلى إنه بحسب معظم التقديرات، الملك عبد الله لا يمكنه الموافقة على صفقة كهذه، ولكي يتهرب منها سيلقي المسؤولية على السلطة الفلسطينية، وسينقل رسائل بمعنى أنه "إذا وافقت السلطة على الإتفاق، سأوافق عليه أيضا"، موضحا أن هذه الفرصة ستكون ضئيلة والإحتكاك السياسي سيكون وفقا لذلك.
النقطة الثالثة التي تحدث عنها بوحبوط تتعلق بـ"جبل الهيكل"، ورأى أن الأحداث حوله في الأسابيع الأخيرة هي عمليا نتيجة تحريض، مصدره ليس فقط في قطاع غزة والضفة الغربية إنما الأردن أيضا، كجزء من المعارضة العامة ضد "إسرائيل"، مضيفا أن المسؤولين في المؤسسة الأمنية حذروا من أن أحداثا استثنائية حول جبل الهيكل-إن حصلت- تؤثر على الشرق الأوسط كله، وقال "كي نكون مستعدين للأزمة يجب على الحكومة الإسرائيلية الحفاظ على استقرار العلاقات السياسية والأمنية مع الأردن، خاصة أن الأردنيين أثبتوا في السنوات الأخيرة وزنهم الخاص وتأثيرهم الجوهري في جبل الهيكل"، بحسب بوحبوط.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024