عين على العدو
ماذا بعد إطلاق الصواريخ ليلًا من قطاع غزة؟
موقع "والاه" الاسرائيلي - أمير بوحبوط
قبل أكثر من 24 ساعة، شُخص إطلاق صاروخ من قطاع غزة وتم تفعيل صافرات الإنذار في منطقة مفتوحة. تذكرة لوزير الأمن (الحرب) الجديد نفتالي بينت أن التصريحات شيء والأفعال شيء آخر. حتى الآن فضّل المستوى السياسي عدم الرد على الإطلاق.
مصادر في المؤسسة الأمنية لم تتمكّن من توجيه أصابع الإتهام على الجهة المسؤولة عن الإطلاق، لكن قدرت أن الحديث لا يدورعن حركة حماس أو الجهاد الإسلامي بل "تنظيمات مارقة".
في قطاع غزة يوجد الكثير من الفصائل التي تملك الكثير من الأسلحة، لكن لا يوجد سيطرة كاملة عليها أو على عناصر منفردة، والأجواء تظهر وجود رغبة بضرب "إسرائيل". حالة التأهب في "فرقة غزة" موجودة على مدار الساعة، وفقط مساء أمس أطلق صاروخان.
ولإثبات إلى أيّ مدى الجانب الإسرائيلي يرغب بالحفاظ على هدوء نسبي مع "حماس"، شنّ الجيش هجومين مختلفين فجر اليوم على أهداف فارغة في قطاع غزة.
المسؤولون في المستوى السياسي والجيش الإسرائيلي راضون عن نتائج جولة القتال التي بدأت بعملية "الحزام الأسود"، لكن ليس لفترة طويلة. من الجولة الأخيرة لا يمكن في الحقيقة إستخلاص ما يمكن أن يحصل في الجبهة الشمالية إذا قرر الإيرانيون إشعال النار وجرّ حزب الله أيضًا إلى داخل اللهب.
"حماس" في الحقيقة وقفت جانبًا وتركت الجهاد الإسلامي تحت النار الإسرائيلية، لكن لا يمكن المقارنة بين ترسانة المنظمة وبين حجم القوات والمفاجآت التي يحضِّرها حزب الله.
إسرائيل، المشغولة، في عملية سياسية داخلية لتشكيل حكومة أو إنتخابات، كانت تفضل الإستعداد للتطورات في الساحة الشمالية خاصة أن الأميركيين أيضًا يعتقدون بأن إيران تحضِّر عمليات إنتقام في الشرق الأوسط. وعلى العكس، في قيادة "حماس"، يدرك المعنيون أنه لم يبقَ لديهم الكثير من الوقت لإخماد الحرائق في الشارع الفلسطيني المحبط، خاصة أنه في قنوات التلفزة تُعرض صورٌ لمظاهرات ضد غلاء المعيشة في أرجاء لبنان، العراق وإيران. هذا إضافة إلى الضغط المصري من جهة والقطري من جهة أخرى لجلب الإستقرار وللتقارب من السلطة الفلسطينية. أيضًا الدول المانحة توضح في غرف مغلقة أنها لن تسارع إلى دفق الاموال لترميم الدمار بعد معارك عسكرية مع "إسرائيل".
على الرغم من نتائج الجولة الأخيرة، تحذّر مصادر أمنية أن الوضع هشّ. إذا شعرت "حماس" بأن "إسرائيل" تماطل على خلفية الطريق السياسي المسدود، فإنها لن تتردّد في التلميح لفصائل أخرى أو مبعوثين لتنفيذ عملية. حادثة متطرفة كهذه قد تحصل أيضاً بشكل مفاجئ.
في قيادة الجنوب، لا يزال المسؤولون مشغولين في إستخلاص العبر من الجولة الأخيرة ولا يتجاهلون أيضاً إطلاق الصواريخ الثقيلة، التي تزن مئات الكيلوغرامات، التي سقطت في قلب مستوطنة "ياشع" في النقب الغربي وأحدثت حفرة عميقة في الأرض. سقوط صاروخ كهذا بشعاع عدة كيلومترات من أراضي قطاع غزة على سقف منزل إسرائيلي سيؤدي إلى دمار لم تشهد مثله الجبهة الداخلية.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
22/11/2024