عين على العدو
العدو يخشى إنفجار الأوضاع في الضفة قبل الانتخابات
صحيفة "هآرتس"- محلّل الشؤون العسكرية عاموس هرئيل
يتركز النقاش الأمني في "إسرائيل"، عشية الانتخابات، على ما يجري في غلاف غزة. إطلاق الصواريخ المتكرّر من القطاع يجرّ انتقادًا، من اليمين واليسار، ضد ما يُوصف بأنه سياسة متهاونة لحكومة نتنياهو إزاء "حماس". وعندما أُضيفت مؤخرً إلى الصواريخ مجموعة محاولات تسلّل على طول السياج ازدادت الهجمات، ووعد رئيس الحكومة خلال زيارته لأوكرانيا بأن ردّه على الأحداث لن يتأثر باعتبارات انتخابية، ليس مُقنعًا فعلًا.
يُحتمل أن تكون الضفة الغربية التحدي الأمني الأكبر بالنسبة إلى نتنياهو في الفترة المقبلة، وفي هذه الحالة، فإن لسياسته دورًا مهمًا في التعقيدات. حتى الآن، وعلى الرغم من التهديدات المتزايدة من السلطة الفلسطينية، فإن التنسيق الأمني بين الطرفين لم يتضرر جوهريًا. الخوف من فقدان السيطرة على الأرض الذي يمكن أن تستغله "حماس"، لا يزال يردع السلطة عن التخلّي عن التنسيق، لكن مؤشرات عدم الهدوء على الأرض تزداد تراكمًا.
في الأسابيع الأخيرة طرأت زيادة ملحوظة على عدد الهجمات ومحاولات الهجمات على الأرض، جزء منها له علاقة بـ"حماس". في الحادثتين الأصعب، في "غوش عتسيون" قُتل الجندي دفير سوراك، وأصيب شخصين في عملية دهس.
الانشغال المكثّف بالتوتّر مع "إسرائيل" ساهمت به أيضًا الزيارة التي أُلغيت لعضوي الكونغرس الأميركي (إلهان عمر ورشيدة طليب)، وازدياد الفرضيات بشأن تقديم إدارة ترامب بادرة أُخرى إلى نتنياهو عشية الانتخابات يمكن أن تشمل اعترافًا أميركيًا ضمنياً أو علنياً بضم المنطقة c في الضفة إلى "إسرائيل".
ضغط الرئيس الأميركي لإلغاء زيارة عضوي الكونغرس، والذي استجاب له نتنياهو فورًا، جعل الحكومة الإسرائيلية تبدو كدُمية أميركية. قريبًا من المتوقع الحصول على مقابل، من المحتمل أن يكون على صورة اعتراف بالضمّ أو بالدفع قدمًا (على ما يبدو جزئيا) للفكرة المتعلقة بإنشاء حلف دفاعي بين الجانبين. هذه الأفكار إذا تحققت، ستقدم كأنها تعكس تقاربًا نادرًا بين واشنطن و"تل أبيب"، لكن في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هناك معارضة عميقة وراسخة وطويلة لهاتين الفكرتين.
في تقديرات الوضع في القيادة الأمنية، تتكرر في الأسابيع الأخيرة فرضية أن هناك احتمالًا معقولًا لانفجار عنف أكبر في الضفة، وربما قبل الانتخابات. النجاح الذي حققته الهجمات الأخيرة يشجّع، كما في عامي 2014 و2015، على محاولات أُخرى تُحاكيها، بينما الخلاف الديني على القدس وعلى الحرم القدسي يتفاقم في الخلفية.
إقرأ المزيد في: عين على العدو
24/11/2024
كيان العدو تحت النار
24/11/2024