لبنان
دفعةٌ من المواد الإغاثية والطبية العراقية تصل الى محافظة بعلبك - الهرمل
تلقّت محافظة بعلبك - الهرمل اليوم دفعة من المواد الإغاثية والطبية كمساعدات مقدمة هبةً من دولة العراق وكان في استقبالها في محطتها الأولى بالمدينة الكشفية في رياق في البقاع الاوسط، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبو حمدان، وحشد من فعاليات المنطقة.
أبو حمدان: سنقف عند مسؤولياتنا بكلّ ما يليق بالمقاومة
أبو حمدان تحدّث فشكرالعراق حكومة وشعبًا ومؤسسات على احتضانه 33000 نازح لبناني، إضافة إلى احتضان جرحى تفجير البيجر، وقال: لقد "وقفتم غلى جانب لبنان بمحنته وبمقاومة للمشروع الصهيوني والأميركي الراعي الأول".
وأضاف: "صدقوني لو قاتلنا العدوّ الصهيوني وحده لأزلناه من الوجود لكننا كنا نحارب كلّ قوى الظلم والظلام ووقفنا ثابتين ولكم الفضل بكلّ ما أنجز في هذه المسيرة التي دعمتموها ووقفتم إلى جانبها وكان لكم الدور الكافي في وقف إطلاق النار وبما أنجز بدعمكم بكلّ المحافل رغم كلّ المخاطر ومحاولات الإلغاء من داعش وغيرها والتهديد لم ينته".
وأشار أبو حمدان إلى أن هدنة الستين يومًا شارفت على نهايتها "ولسنا بمضطرين أن نبرر كمقاومة كيف سيكون موقفنا، سوف نعطي الفرصة للحكومة والجيش الوطني الشريف لاتفاق، وسوف نكون مراقبين نعطي الفرصة لتحمل التضحيات فالتضحيات لكل من ساند المقاومة بالموقف الرسمي لكننا سوف نراقب ونكون عند حسن ظن من وقف إلى جانبنا من الإخوة في العراق الشقيق، وسنقف عند مسؤولياتنا بكلّ ما يليق بالمقاومة".
وتابع: "هناك سعي لتشكيل حكومة ونحن معهم كي ينتظم عمل المؤسسات وتقف الدولة على قاعدتها كما نريدها وللعدو "الإسرائيلي" نقول؛ سوف نقف خلف حقوقنا ونكون أكثر تمسكًا بها وإذا استدعى الأمر كما كنا في الساحة، نحن لم نضعف ولم نهن فإلى جانبنا إخوان من دول عربية شريفة.. والمقاومة تعرف وتعي ما تقول".
رئيس لجنة الإغاثة العراقية: لا زلنا نشعر بالخجل أمام مواقف المقاومة
من جهته، أكد وكيل وزارة التجارة ورئيس لجنة الإغاثة العراقية الحاج ستار الجابري وقوف العراق إلى جانب الشعب اللبناني بتكليف شرعي وعلاقة موروثة بين الشعبين، فالعراق أعلن موقفه الداعم للبنان، وكلّ المواقف لا تعادل قطرة دم امام شهداء ضحوا بأنفسهم في سبيل الأمة".
وأكد أن "القيادة العراقية حشدت من أجل وقوف كلّ الشعب العراقي إلى جانب الشعب اللبناني بوحدته منذ اليوم الأول للحرب والإخوة في العتبة الحسينية وهم يتواصلون مع المتضررين بمعركة العزة والشرف".
وأضاف الجابري: "نوصل اليوم رسالة الحكومة العراقية والشعب العراقي لكل لبنان الداعم والمساند كي يتجاوز جراحاته بسبب حرب ظالمة شنت عليه، فهذه المساعدات ليست منّة، ولم نكن بها أصحاب فعل ولا زلنا نشعر بالخجل أمام مواقف المقاومة وكلّ من ساندها وساند غزّة التي استُهدفت بالمجازر من قبل دول تتحدث عن الإنسانية".
وختم: "لقد استشهد القادة وأعدنا ترتيب أوراقنا وازددنا إصرارًا وصمودًا وهذا دليل دقة في التنظيم لنأتي بأطنان من المساعدات الإغاثية والطبية للأشقاء في لبنان".
بعلبك محطة في الجولة
المحطة الثانية لقافلة المساعدات العراقية كانت في مدينة بعلبك، حيث كان في استقبال الجابري أمام مقام السيدة خولة (ع) رئيس "تكتل بعلبك - الهرمل" النائب حسين الحاج حسن، ورئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، ومسؤول قطاع بعلبك في حزب الله يوسف اليحفوفي، ومدير العتبة المقدسة لمقام السيدة خولة حسين نصر الله، ومخاتير وفاعليات سياسية ودينية واجتماعية.
وألقى الحاج حسن كلمة استهلها بالترحيب بالجابري والوفد العراقي المرافق، مؤكدًا أن "العراق كان دائمًا سندًا للبنان ولكل العرب والمسلمين، ووقف إلى جانب لبنان على مدى سنوات طويلة في موضوع الفيول، وتأمين المحروقات للكهرباء، وفي موضوع تقديم الدعم للنازحين اللبنانيين، وللذين نزحوا من لبنان إلى العراق خلال الحرب العدوانية "الإسرائيلية"، ولا زال داعمًا للشعب اللبناني، واليوم يقدم هذا الوفد الكريم المساعدات والعون للإخوة الذين نزحوا مؤخرًا من سورية بفعل الأحداث التي جرت فيها، ليبلسم الجراح ويقدم الدعم باسم العراق الشقيق، دولة وشعبًا ومرجعية وحشدًا وباسم كلّ حر في العراق".
وأشار إلى أن "العراق المقاوم كان له موقفه المشرف في إسناد غزّة، وقدم الشهداء إسنادًا لغزّة، إلى أن أُرغم العدوّ على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وفشل فشلًا ذريعًا بدأ يتجلى باستقالة رئيس أركانه وكبار ضباطه المربكين رغم الهجمة البربرية القاتلة، وهذا ليس دليل انتصار للعدو، بل هو دليل إرباك وهزيمة، أما المنتصر وصانع الانتصار الأول فهو المقاومة في غزّة وكلّ الشعب الفلسطيني، وكلّ من ساند غزّة وفلسطين، من العراق إلى لبنان واليمن وسورية إلى إيران".
وختم الحاج حسن: "العراق يقدم المال للدعم، ويقدم الرجال للشهادة في طريق فلسطين، فهنيئا لكل من قدم، ومشكور على كلّ ما قدم".
بدوره، أكد الجابري أن "موقف العراق كان ولا زال وسيبقى داعمًا للقضية المبدئية العقائدية تجاه غزّة ولبنان. ومنذ انطلاق طوفان الأقصى شكل العراق لجنه للإغاثة وقدم آلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية والدوائية، وما يقارب 10 مليون ليتر من مادة زيت الغاز تم إيصالها إلى الهلال الأحمر الفلسطيني بالتنسيق مع الجهات المعنية، ومن ثمّ تم تطوير هذه اللجنة الإغاثية بعد أحداث لبنان وما تعرض له من هجمة ظالمة من قبل الكيان "الإسرائيلي"، واستشهاد قادة المقاومة وتدمير البنى التحتية، والخسارة الكبيرة كانت باستشهاد قائد المقاومة شهيد الأمة السيد حسن نصر الله وكلّ الشهداء الذين فقدناهم في معركه الحق والعزة والكرامة".
وأوضح الجابري أن "العراق استقبل من الضيوف الكرام الأعزاء اللبنانيين 57722 ضيفًا، تبقى منهم ما يقارب الـ 6000 ضيف وهم ضيوف أعزاء وكرماء، وأيضًا العراق أخذ على عاتقه من خلال هذه اللجنة مهمتين: الأولى إيصال المساعدات الآنية والسريعة إلى المتضررين من أبناء الشعب اللبناني، وإلى السوريين المهجرين من ديارهم بغير وجه حق بعد الأحداث الأخيرة. والمهمّة الثانية الاطلاع ميدانيًّا على المناطق التي تضررت، وعلى آثار الحرب الظالمة على لبنان، وسوف يكون العراق مساهمًا حقيقيًا وفاعلًا ومشاركًا بإعمار لبنان، وسوف يأخذ على عاتقه بعض القطاعات الصحية أو التربوية، وهذه اللجنة ستقوم بإعداد تقرير ورفعه إلى رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، وكذلك إلى الحكومة العراقية".
وأضاف الجابري: "هذه المساعدات ساهم فيها الشعب العراقي، إضافة إلى الدور الكبير للمرجعية العليا المتمثلة بالإمام السيستاني والعتبات المقدسة، لا سيما العتبة الحسينية المتمثلة بالشيخ عبد المهدي الكربلائي، وفريقها المرابط في هذه المنطقة، الذين قدموا ما يمكن تقديمه بالتواصل مع المستحقين لهذه الهدايا والمساعدات".
وختم إن "شاء الله سوف يستمر عطاء الشعب العراقي، وتستمر هذه العلاقة الموروثة ما بين الشعبين اللبناني والعراقي، والأحداث الأخيرة لم تؤثر ولم تصدع تلك العلاقة، بل وحدت الموقف العربي، لا سيما بين العراق ولبنان، وأخذ العراق على عاتقه بأن يستمر بالدعم اللوجستي والسياسي والإعلامي، وبكل ما يمكن تقديمه للبنان خلال الفترة القادمة".
العراقحسين الحاج حسنرامي ابو حمدان
إقرأ المزيد في: لبنان
22/01/2025