لبنان
المخيمات الفلسطينية في لبنان تُجدد العهد للمقاومة بمسيرات حاشدة ابتهاجًا بانتصار غزة
هبّت جماهير الشعب الفلسطيني بالآلاف في المخيمات كافة على الأراضي اللبنانية، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، في مسيرات حاشدة ابتهاجًا بالانتصار على العدو الذي لم يستطع تحقيق أهدافه في قطاع غزة، بالبرغم من كل المجازر والجرائم الوحشية التي نفذها طوال العدوان المدعوم بأنواع الأسلحة كافة، إلى الدعم اللوجستي والسياسي من الولايات المتحدة الأميركية، وتحالف قوى الشر العالمية التي عملت جاهدةً على خيارها المعلن بمحاولة سحق قوى المقاومة في هذه المعركة. إلا أن حلمها انهزم إلى غير رجعة مع بقاء قوى المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن حاضرةً، وعلى أهبة الاستعداد للمواجهة والدفاع عن الأوطان بمواجهة المشروع الصهيو-أميركي الذي يسعى لتنفيذ مخططه الإجرامي على أراضينا.
الشعب الفلسطيني الذي واجه أقوى الحروب التي شهدتها البشرية أثبت للعالم أجمع بأنه شعب جبار وصامد، ولا يمكن أن يستسلم أو يتخلى عن خياره المقاوم بالرغم من المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية من الصهاينة والمتعاونين معهم في منطقتنا العربية والإسلامية، من الذين عملوا على نشر مشروع التطبيع مع كيان العدو حتى إنهاء هذه القضية والحلم الفلسطيني بالعودة إلى الأرض التي سلبها منه، لكن ما حصل في طوفان الأقصى خلط الأوراق، ودفنت الشعوب العربية والإسلامية مشروع التطبيع؛ والتي قالت كلمتها بالوقوف مع المقاومة وحق الشعب الفلسطيني بتحرير أرضه والمقدسات الإسلامية والمسيحية التي يدنسها الصهاينة.
في هذا السياق، كانت الفرحة بالنصر في غزة، والتي عبرت عنها الشعوب الحرة على امتداد العالم، حيث خرجت الجماهير إلى الشوارع تعبيرًا عن تأييد المقاومة الفلسطينية بنضالها الذي استطاعت من خلاله فرض شروطها على العدو الصهيوني الذي رضخ لإملاءات المقاومة على مرأى العالم كله.
أما في لبنان، فكانت الفرحة بالنصر ممتزجةً بدماء الشهداء الذين لبوا نداء غزة في معركة إسنادٍ أسطورية، امتزجت فيها دماء شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان بدماء شهداء فلسطين من خلال التضحيات العظيمة التي قدمها حزب الله، وعلى رأس هذه التضحيات شهادة قائد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله- رضوان الله تعالى عليه- والذي أفنى حياته في نصرة فلسطين حتى استشهد نصرةً لها، ونال ما أراد من شهادة عظيمة، كما استشهاد رفيق درب سماحة السيد وهو رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، وسماحة الشيخ المجاهد نبيل قاووق، إلى مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله وصوت المقاومة الشهيد الكبير محمد عفيف الذي صدح صوته من الضاحية الجنوبية لبيروت متحديًا العدو في عزِ العدوان الغاشم على لبنان، إضافة إلى قادة من شهداء المقاومة والآلاف من مجاهديها الذين ما زال جمهور المقاومة يشيعهم يوميًا في مختلف البلدات اللبنانية.
النصر الذي تحقق في غزة أكد خلاله الشعب الفلسطيني وفاءه لمن قدم تضحيات عظيمة في سبيل نصرة أهل غزة الذين تعرضوا لحرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى، حيث لم يناصرهم إلا قوى المقاومة التي قدمت أغلى ما لديها في هذه المعركة، فكانت الفرحة مشتركةً في كل المسيرات والاحتفالات التي عمت الأراضي الفلسطينية، والمخيمات على الأراضي اللبنانية، حيث رفع الفلسطينيون صور قادة شهداء المقاومة والتي كانت الحاضرة الأبرز في مقدمة المسيرات.
كما ارتفعت رايات قوى المقاومة خفاقةً في شوارع المخيمات جنبًا إلى جنب مع مجسمات أسلحة المقاومة وآلياتها في ساحات المخيمات، تعبيرًا عن التأييد الكامل للمقاومة في معركتها التاريخية التي خاضتها في مواجهة العدو الصهيوني منذ بداية ملحمة طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023.
أبناء المخيمات عبّروا بالأشكال كافة عن فرحتهم بانتصار المقاومة، منذ ساعات الصباح الأولى، حتى منتصف الليل، حيث جرى توزيع الحلوى في الطرقات إلى جانب صور قادة المقاومة التي وضعت وسط الطريق في مخيم نهر البارد: من الشهيد الكبير السيد حسن نصر الله والشهيد إسماعيل هنية ويحيى السنوار، ورايات حزب الله، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، وأعلام فلسطين.
أما المسيرتان الأبرز كانتا في شمال لبنان، في مخيمي البداوي ومخيم نهر البارد، وكانتا كالاستفتاء على النهج المقاوم الذي أراد من خلاله أبناء البداوي ونهر البارد تأكيدهم أكثر من أي وقت مضى أن وفاءهم هو لمن ناصرهم وبذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومن قدم الدعم لقوى المقاومة في فلسطين على مر الزمن.
شددت الكلمات التي أُلقيت في المسيرات على التمسك بالمقاومة وعلى وحدة الدم الطاهر الذي سال في جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وقطاع غزة والضفة وجنين بأسمى صورة تعبر عن ما جرى من استبسال لقوى المقاومة الشريفة التي واجهت أقوى الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليًا، والتي استخدمها الصهاينة بمواجهة شباب مؤمن بقضيته ويدافع عن القضية المركزية والأساسية لكل حر وشريف، والتي تشكل أقدس قضية إنسانية على مر التاريخ.