لبنان
الرئيس عون لوفد المجلس الشيعي الأعلى: إذا انكسر مكوّن ينكسر لبنان بأسره
أشار رئيس الجمهوريّة العماد جوزيف عون إلى أنّ أمام لبنان اليوم فرصاً كبيرة جداً يجب استغلالها معاً، معتبراً أنّ لا وقت لتضييعه ولا يجب وضع أية عراقيل في وجه تشكيل الحكومة.
وأمـام وفـد الـمـجـلس الإسـلامـي الـشـيـعـي الأعـلـى، رأى الرئيس عون ضرورة توجيه رسائل إيجابية إلى الخارج بأن لبنان قادر على حكم نفسه وتنفيذ إعادة الإعمار بشفافية وبناء دولة ننادي بها جميعاً، وأضاف: إذا انكسر مكوّن ينكسر لبنان بأسره، مشيراً إلى أنّ ما حصل بالأمس عملية ديمقراطية أوصلت إلى نتيجة معينة والمصلحة العامة هي الأهم.
ولفت رئيس الجمهوريّة إلى أنّ أيّ اعتداء على أيّ بقعة في لبنان هو اعتداء على كل البلد، مؤكداً أنّ رئاسة الجمهورية تضغط باتجاه الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش في الجنوب.
ورأى أنه لو كان هناك دولة وجيش في الماضي لما انبرى أحد إلى المقاومة. اليوم تختلف المرحلة، الدولة مسؤولة وليست فئة واحدة فقط. الدولة بمجملها، والشعب اللبناني بمجمله هما المسؤولان.
وشدد على أنه ليس مسموحاً أن تحمل فئة واحدة عبء الصراع مع "إسرائيل"، بل يتشارك جميع اللبنانيين في تحمل عبء هذا الصراع.
كلام العماد جوزاف عون جاء بعد استكمال عملية تكليف القاضي نواف سلام في قصر بعبدا، والذي وصل من الخارج إلى لبنان صباح اليوم.
الرئيس المكلّف: التصدّي لنتائج العدوان من أهمّ التّحدّيات
عملية التكليف بدأت مع وصول رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهراً إلى القصر الجمهوري، حيث كان لقاء ثنائي مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، تبعه وصول الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام وانضمامه إلى المجتمعين، لقاء استمر زهاء نصف ساعة ليغادر بعدها الرئيس بري دون الإدلاء بأي تصريح، ولتكون خلوة بين عون وسلام استمرت أكثر من نصف ساعة، خرج بعدهاسلام ليلقي خطابه الأوّل، متوجهاً بالشكر للمواطنين على الثّقة الّتي منحوه إيّاها "لتولّي المهمّة الصّعبة خدمةً للبنان"، وأضاف: "شعوري عميق بالامتنان والمسؤوليّة، وهذا ليس مجرّد تكليف لي، بل دعوة للعمل على تحقيق تطلّعات اللّبنانيّين للتغيير وبناء دولة حديثة".
وأكّد سلام أنّه "بعد المعاناة والأحزان الآلام، بسبب العدوان الإسرائيلي الهمجي الأخير، وبسبب أسوأ أزمة اقتصاديّة وسياسات مالية أفقرت اللّبنانيّين، آن الأوان لنقول كفى ولبدء فصل جديد نريده متجذّرًا بالعدالة والأمن والتّقدّم والفرص، ليكون لبنان بلد الأحرار المتساوين بالحقوق والواجبات".
وأشار الرئيس المكلف إلى أنّ "أهمّ التّحدّيات الّتي نواجهها اليوم، هي التّصدّي لنتائج العدوان الأخير. جزء كبير من شعبنا لا تزال منازله مدمّرة كما مؤسّساته، وعلينا إعادة بناء القرى في البقاع والجنوب وبيروت. وإعادة الإعمار ليست مجرّد وعد إنّما إلتزام، وهذا يتطلّب العمل على التّنفيذ الكامل للقرار 1701 وبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو من آخر شبر محتل من أراضينا"، ودعا سلام إلى "العمل على بسط سلطة الدّولة اللّبنانيّة على كامل أراضيها، بواسطة قواها الذّاتيّة"، مبيّنًا أنّه "سيكون على الحكومة الّتي سأشكّلها وضع برنامج متكامل لبناء اقتصاد حديث ومنتج ويؤمّن فرص عمل للأجيال الطالع".
وركّز على أهمية "تطبيق اللامركزيّة الإداريّة الموسّعة"، مشدّدًا على أنّه "آن الأوان لـ"نفض" الإدارة التي قامت على الزبائنيّة، وعلينا تحقيق العدالة لضحايا انفجار المرفأ وإنصاف المودعين الذين خسروا أموالهم"، وأعلن أنّ "علينا القيام بدولة عادلة تقوم على مبدأ سيادة القانون وتجسّد المبادئ العالميّة لحقوق الإنسان كما نصّت عليه مقدّمة الدستور، وعلينا العمل على تنفيذ أحكام الطائف التي لم تنفّذ بعد".
كما قال سلام: "إنّني أصغيت بالأمس إلى بعض الهواجس، وأنا بفطرتي وممارستي السّياسيّة لستُ من أهل الإقصاء بل من أهل الوحدة، ولا من أهل الاستبعاد بل من أهل الشراكة الوطنيّة، ويداي ممدودتان للجميع من أجل البدء بالإصلاح كي لا يشعر أي مواطن بالتهميش".
رئيس الجمهورية كان استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب على رأس وفد من المجلس قدم له التهاني بانتخابه رئيساً للجمهورية، وأكد الخطيب أننا أمام عهد جديد وأننا "على ثقة ويقين بأن الرئيس جوزاف عون يحمل المواصفات والإرادة لتطبيق خطاب القسم والوحدة الوطنية الحقيقية لحماية لبنان وسيادته وتحريره من العدو الإسرائيلي"، وشدد الخطيب على أنه "علينا أن نتعلم أن لبنان لا يبنى على هذه العداوات التي تُخلق بين الطوائف جميعاً".
استقبالات الرئيس
رئيس الجمهورية استقبل أيضاً المدير العام للأمن العام بالإنابة إلياس البيسري، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، والسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو.
من جهة ثانية، تلقّى رئيس الجمهوريّة اتصالاً من أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، هنأه فيه بانتخابه رئيساً للجمهورية، متمنياً له التوفيق في مسؤولياته، وللبنان كل الخير والازدهار. كما تلقى اتصالاً من رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي وجَّه له دعوة لزيارة اليونان.