لبنان
مجلس النواب يُشرّع أبوابه لانتخاب رئيس للجمهورية
حصد قائد الجيش العماد جوزاف عون على 71 صوتًا في الدورة الأولى لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، قبل أن يرفع رئيس المجلس النيابي الجلسة لساعتين للمزيد من التشاور. أما باقي الأصوات المفرزة فتوزعت على الشكل التالي: 37 ورقة بيضاء، 4 أوراق ملغاة، و14 ورقة لـ" السيادة والدستور"، و2 لشبلي ملاط.
وكانت قد انطلقت جلسة مجلس النواب المخصّصة لانتخاب رئيس للجمهورية، وسط إجراءات أمنية مشدّدة، وسط بيروت، حيث اتخذت كل الترتيبات الأمنية المتعلقة بالجلسة بإشراف قائد شرطة المجلس العميد عدنان الشيخ علي، في مبنى المجلس وساحة النجمة والمداخل المؤدية لها، مع سرية الجيش المولجة أيضًا بحماية المجلس، إذ يتولى الجيش وقوى الأمن الداخلي مهمة تأمين الأمن في الطرق والمسالك المؤدية إلى ساحة النجمة.
وكان النواب قد توافدوا باكرًا إلى ساحة النجمة، وأول الواصلين إلى البرلمان اللبناني كانوا نواب تكتل "لبنان القوي"، إدغار طرابلسي وسيزار أبي خليل وجورج عطالله.
كما وصلت الوفود الدبلوماسية والسفراء إلى جلسة انتخاب الرئيس إلى جانب الوزراء في حكومة تصريف الأعمال، حيث يحضر الموفد السعودي يزيد بن فرحان، والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وأعضاء اللجنة الخماسية، وسفراء الدول العاملة في لبنان من عرب وأجانب.
وفيما تتّجه الأنظار الى موقف كتلتي الوفاء للمقاومة و"التنمية والتحرير" عُقد اجتماع بين الكتلتين قبيل بدء الجلسة لاتخاذ موقف.
تصريحات النواب قبيل الجلسة
وأدلى عدد من النواب بمواقفهم من ساحة النجمة قبيل بدء الجلسة، إذ قال النائب سيزار أبي خليل إنّ "موقفنا ضد خرق الدستور واللبنانيون سيرون اليوم من هم السياديون الحقيقيون ومن ينصاع"، بينما أكد النائب إلياس جرادي أنّ "موقفي كان احترام الدستور والذهاب الى انتخابات ديمقراطية وأن نؤسس لدولة للمستقبل وكان لديّ أكثر من مرشّح رئاسيّ وأحد المرشحين قائد الجيش وأرى أنه نقطة التقاء ويُعطي الثقة لهذه المرحلة التي تتطلّب رجالات".
وقال النائب فادي علامة إنّ "موقفنا أمس كان واضحًا ونحن مع التوافق ويهمنا ألا يشوب عملية انتخاب الرئيس أي علامة استفهام على موضوع الدستور وعدم احترامه واليوم موقفنا يترجم بصندوق الاقتراع"، مشيرًا إلى أنّه "يهمّنا أن نرى سلطة إجرائية جديدة عبر تطبيق اتفاق وقف نار وتثبيت نقاط الحدود وموضوع التنقيب عن الغاز الذي توقّف من قبل نتيجة الضغوطات وقد وصلتنا ضمانات لدى زيارة هوكستين أن "إسرائيل" ستلتزم بالاتفاق وسننتظر هذا الالتزام وهذا ما نطمح أن نراه مع السلطة الإجرائية الجديدة التي تعمل لمصلحة لبنان وليس لمكوّن معيّن".
من جانبه، قال النائب إدغار طرابلسي "إنه في حال عدم وجود توافق يحفظ الآلية الدستورية، سيضع نوابه ورقة بيضاء". وأكد طرابلسي أنه لا يوجد اسم محدد اليوم، إلا إذا تم التوافق على اسم، مع احترامهم لقائد الجيش، لكنه شدد على ضرورة الحفاظ على العملية الدستورية.
من جهته، لفت النائب سليم عون إلى "أن هناك فرضًا خارجيًا على لبنان لانتخاب رئيس الجمهورية، وما يحصل اليوم هو ليس اتفاق أو توافق على مرشح رئاسي بل هناك طلب خارجي لانتخاب مرشح محدد، ونحن عدنا إلى عهد القناصل"، فيما أمل عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص أن توصل جلسة مجلس النواب لانتخاب رئيس جمهورية.
بدوره، قال النائب سيمون أبي رميا إنّه "يبدو أن التوافق حصل بأكثرية مطلقة لمصلحة قائد الجيش ونحن معه". وأضاف: "نتمنى على الثنائي أن يكون معنا بهذا التوافق لنبني مرحلة جديدة لمصلحة لبنان".
أما النائب أسعد درغام فقد أشار إلى أنّ "موقفنا ثابت وواضح وإذا حصل قائد الجيش على 86 صوتًا فـ"صحتين على قلبو" وسنكون في المعارضة"، في حين اكتفى النائب فريد البستاني بالإشارة إلى أن أصواتنا ستعرف بالصندوق فقط.
وقال النائب ياسين ياسين إن" الدستور ليس عائقًا لحياة الناس بل يعمل لتسهيلها وعلى المشرّع القراءة بين السطور والاصوات لقائد الجيش أصبحت فوق الـ75 صوتًا ونستمرّ بدورات متتالية وجوزيف عون في كل دورة".
من جانبه، قال النائب هادي أبو الحسن إن "اللقاء الديمقراطي أيّد ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون من أجل الدفع قدمًا لإحداث خرق بعد حسابات وطنية من دون تأثيرات أو إملاءات من أي جهة ووفقًا لقناعاتنا وسنصوّت للاستقرار وللجيش".
وقال النائب فيصل كرامي:" نتطلّع الى طريقة جديدة في الحكم وبالتطابق مع شركائنا في الوطن في رئيس إصلاحي متعاون مع الحكومة ورئيسها ويرعى حوارًا حقيقيًا مع الجميع وبعد اتفاق الطائف يكون الحاضن والحكم".
وأكد النائب جورج عقيص أننا "خضعنا لرغبة الشعب للانتهاء من الفراغ والحديث عن مخالفة هو من قبيل الاجتهادات".
وقد لفت عضو اللقاء التشاوري النيابي المستقل النائب آلان عون إلى "أننا سننتخب العماد جوزاف عون وهناك تقاطع دولي وداخلي عليه".
النائب جميل السيد رأى أن الدول انتخبت العماد جوزاف عون والنواب أتوا اليوم للمصادقة على ذلك، قائلًا إن عون سيُعين من قبل مجلس النواب لكن شرعيته لن تكون موجودة كرئيس وعليه أن يكتسبها، مردفًا: "على العماد عون في حال انتخب أن يخرج "الإسرائيلي" من آخر نقطة أرض في الجنوب".
كما قال النائب أسامة سعد : "لن أخالف الدستور ولن أسير مع المخالفين وسأنتخب شخصية دستورية وسيادية"، مضيفًا: "حصل التوافق عندما تدخل الأميركي وفرض علينا ما يخالفه الدستور".
النائب وضاح الصادق قال: "إن شاء الله سنصل اليوم إلى توافق كبير على اسم جوزاف عون والرئيس بري يعرف جيدًا أن شخصية قائد الجيش مناسبة"، بينما ذكرت النائب بولا يعقوبيان أن اليوم لدى مجلس النواب فرصة وأنها ستصوت للعماد عون.