نصر من الله

لبنان

الشيخ الخطيب حول ما جرى في مطار بيروت: لا يتعاملنّ أحد معنا تعامل المستضعف والمهزوم
04/01/2025

الشيخ الخطيب حول ما جرى في مطار بيروت: لا يتعاملنّ أحد معنا تعامل المستضعف والمهزوم

تحت عنوان "رؤيتنا في مواجهة المتغيرات الداخلية والخارجية"، نظّم "مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي" لقاء حواريًا مساء أمس الجمعة في مقره، مع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، شاركت فيه نخبة من الشخصيات الأكاديمية والسياسية والإعلامية والثقافية تجاوزت الستين، وغصّت بها قاعة المركز.

كلمة الشيخ الخطيب

وفي كلمة له، قال الشيخ الخطيب: "بعد كل الذي جرى خلال أكثر من سنة من مواجهة في جنوب لبنان مع العدو "الإسرائيلي" نصرة للبنان ولقضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية، وإذا كان هناك من تنكّر للقضية الفلسطينية ويرى أن الأوان قد حان للتخلص منها، فإن حساباته خاطئة. وإن السير بحسب الظروف بحيث يتغير موقفنا ونكون مع القوى الطاغية، فهذا نفاق. وأنا من موقعي الوطني والقومي والإسلامي والإنساني والديني لا يمكنني أن أجاري هذه المواقف وأن أقبل بها. وهذا موقف ديني كما شهادة لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله".

وتابع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى: "القضية الفلسطينية هي موضوع إنساني وقومي ولبناني وديني، وليست موقفًا مذهبيًا، فالمذاهب والطوائف ليست إلا نعمة من نعم هذا الشرق. وأخذ الموضوع القومي والإنساني والديني إلى الموضوع المذهبي هو مؤامرة على لبنان والعرب والقضية الفلسطينية وعلى العالم الإسلامي والإنسانية، وهو سياسة خبيثة يُراد منها تعرية القضية الفلسطينية، بحيث يقف الفلسطينيون وحدهم واللبنانيون وحدهم والعرب وحدهم، فيكون لبنان أولًا وسورية أولًا ومصر أولًا إلخ.. بما يعني تفريق العصي ليسهل كسرها جميعًا".

وأضاف: "بالنسبة للبنان لا يمكن أن يكون بمنأى عن تداعيات القضية الفلسطينية، وقد رأينا ذلك بأم العين قتلًا وتدميرًا وتهجيرًا واحتلالًا. ولكن علينا كلبنانيين مراجعة سياستنا وعلاقاتنا بعضنا مع بعض. هل يريد اللبنانيون أن يعيشوا معًا؟..نعم، ما جرى في مواجهة موضوع النزوح واحتضان اللبنانيين في كل المناطق للنازحين يدل على أن اللبنانيين يريدون العيش معًا، ويشعرون أنهم شعب واحد. إن التمايز الديني والمذهبي ليس مبررًا، ولا يعطي امتيازًا في الحقوق والواجبات. لكن استغلال المذهبية والطائفية والانتفاع من النظام السياسي هو الذي يُعطي هذه الصورة عن اللبنانيين أنهم جماعات متنافرة. نحن معنيون بالشأن الفلسطيني، لكننا معنيون به ككل العرب والمسلمين. لا يمكن لطائفة أو لفئة واحدة في لبنان أن تحمل على ظهرها هذا الحمل الذي لا يستطيع أن يتحمله أحد".

وأردف نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى "ما جرى مؤخرًا مع العدو الصهيوني لم يكن مواجهة مع خمسة أو ستة ملايين "إسرائيلي"، بل مع الغرب وكل الغرب، ولكن مع الأسف لم يكن كل العرب في هذه المواجهة، بل لم يكن كل اللبنانيين إلى جانب المقاومة التي تدافع عن أرضهم. هذه المقاومة التي تحمل اسم علم كبير هو الإمام السيد موسى الصدر الذي قام بكل المحاولات لبناء وطن يدافع عن أرضه وشعبه، وقد تم رفض هذا الموضوع. نحن مثل كل اللبنانيين، بحاجة للدولة التي تحمي الجميع. الطائفة لا تحمي الدولة والبلد، أما الدولة فتحمي الطوائف والبلد. نريد دولة تحمي أولادنا، فأولادنا ليسوا أرخص من أولاد الآخرين. نريد لأولادنا أن يعيشوا بأمان وأن يتعلموا وألا يهجروا بلادهم".

ولفت الشيخ الخطيب الى أنّ "غياب الدولة هو الذي ألجأنا الى حمل السلاح والدفاع عن أنفسنا وعن لبنان. من الذي ترك الجنوب للفوضى؟ من الذي وقّع اتفاق القاهرة؟.. لقد لجأنا الى السلاح للدفاع عن لبنان، ودفاع الشيعة عن جنوب لبنان كان دفاعًا عن لبنان. إن انتماءنا إلى نفس المذهب الذي تنتمي اليه إيران، لا يعني اننا نتخلى عن وطننا ولبنانيتنا. أعطونا أحدًا في العالم وقف مع المقاومة بعد العام 1982 غير الجمهورية الإسلامية، من منطلق مواجهة الظلم والعدوان. ولو لم يكن احتلال "إسرائيلي" لجنوب لبنان هل كانت هناك مساعدة إيرانية؟ ولماذا يرى الآخرون في هذه المساعدة نقصًا في وطنية من يدافع عن سيادة لبنان. حتى الآن لم تنته الحرب وما يزال الجنوب محتلا، فيما الأميركي هو الموجود في مطار بيروت وهو الذي يوجه الأوامر إلى السياسيين اللبنانيين والإدارة اللبنانية".

وتابع "أقول هذا لأن ما يجري في المطار لا يجري مع كل اللبنانيين. يجري التعامل مع الزوار الشيعة القادمين من إيران تعاملًا غير إنساني. ونحن لن نسكت عن هذا الأمر، ولا يتعاملن أحد معنا تعامل المستضعف والمهزوم. لقد قاتلنا ودفعنا ثمنًا كبيرًا ولم نترك لـ"الإسرائيلي" أن يتقدّم في أرضنا. نحن ننتظر تطبيق وقف إطلاق النار. قلنا منذ اليوم الأول أن أميركا هي الخصم والحكم. هم يحاصرون طائفة مقاومة في لبنان وليس حزب الله. طائفة مخلصة لوطنها وتعتبر كل اللبنانيين أهلها. لبنان وطن نهائي للجميع، وهذه هي قاعدتنا. ونريد بناء دولة قوية عادلة، دولة المواطنة التي يرى فيها اللبناني كرامته، وإذا كان ثمة من يريد ويحلم بإعادة الطائفة إلى سابق عهدها والتعامل معها كجالية، مع أنهم يتعاملون مع الجاليات بشكل أفضل، فهذا لا يبني وطنًا".

وقال الشيخ الخطيب: "بالنسبة للوضع العربي، نحن متأثرون بالعالم العربي، وهو مفكّك. هناك ثلاث قوى في المنطقة هي السعودية وإيران وتركيا، ولطالما دعوناها وندعوها الى التعاون والتفاهم. كما ندعو لسورية أن تقيم دولة حقيقية، وأن يوفق شعبها، وأن تتفادى التقسيم والتقاتل بين قواها. ونأمل أن يكون هناك تعاون عربي إسلامي لكي نختصر الطريق ونحمي شعوبنا وأرضنا ونحافظ على كرامتنا".

وعقّب العلامة الخطيب على المداخلات والأسئلة بالقول: "نحن نفضّل أن يكون هناك حوار لإنتاج الحل، لأن لا أحد يمكنه أن ينتج حلًا وحده. موضوع وقف إطلاق النار سنتركه لوقته. شعبنا لن يقبل احتلالًا جديدًا، ولن يترك اللبنانيون أرضهم مستباحة، ونترك التفاصيل لأهلها. المجلس الشيعي الأعلى أبوابه مفتوحة للجميع، موالين ومعارضين، وخاصة من الشيعة، وهو مستعد لإقامة ورشات عمل تغني الأفكار، ولكن من يرفضون الحوار يريدون إخضاعنا.المطلوب الكثير من الواقعية، وسيندم اللبنانيون إذا خسروا هذا الوطن، وإذا ما هُجّر الشيعة من الجنوب سوف يتهجر كل اللبنانيين. ننبه إلى ما يحصل في المطار من ممارسات مشكوك فيها، ولن نرضى بإهانة الكرامات".


 

الشيخ علي الخطيب

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل