لبنان
بيرم: انتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا لحزب الله دليل على تماسك الحزب واستمراره
أكّد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال، مصطفى بيرم، أنّ انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا جديدًا لحزب الله، دليل قاطع على أنّ الحزب مؤسسة قادرة على الاستمرار ولا يخلو من الكفاءات على مختلف المستويات، كما وأنّ عملية الانتخابات التي جرت تحت النار مؤشر ثابت على تماسك الحزب".
وفي أوّل تعليق لبناني رسميّ على انتخاب الشيخ قاسم، استذكر الوزير بيرم في حديثه عبر وكالة "سبوتنيك" الروسية فترات سابقة من تاريخ حزب الله للدلالة على قدرته الدائمة في تخطي الصعاب والمحن، فأشار إلى أنّ "اغتيال الأمين العام السابق للحزب، السيد عباس الموسوي في 16 شباط 1992، شكّل نقطة تحوّل في تاريخ الحزب، إذ باغتياله اعتقدت "إسرائيل" أنّ المقاومة في لبنان انتهت، غير أنّ حزب الله وبقيادة أمينه العام السابق السيد حسن نصر الله، تمكن من تعزيز وجوده وتأكيد استمراريته".
وفي سياق حديثه عن المقاومة اللبنانية أكد الوزير بيرم أنه "لا يمكن الدلالة على حزب الله على أنه أحد أذرع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فالمقاومة في لبنان موجودة قبل الثورة الإسلامية في إيران".
وقال بيرم: "من الواضح أنّ "إسرائيل" تعيش خلافًا في الرأي بين العسكر والساسة، إذ يعاني رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من مشاكل كبيرة بسبب تدهور الوضع العسكري، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من الارتباك وسط ضغوط كبيرة قد تؤدي إلى وقف الحرب". مشيرًا إلى أنّ "نتنياهو يسعى لإقامة شرق أوسط جديد عبر تهجير الفلسطينيين، ويجب التصدي لهذه الحرب التي تسعى من خلالها "إسرائيل" إلى إلغاء الهوية الفلسطينية".
وفي سياق متصل، أشار إلى "الرسائل التي تحملها الاستهدافات "الإسرائيلية" للأراضي اللبنانية، لا سيما تلك الموجهة إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري"، مشددًا على أنّه "مهما تفاقت الضغوط فهي لن تؤثر على قرارات الرئيس بري، فـ"الإسرائيلي" اليوم لم يتمكن من تحقيق أهدافه على الرغم من بلوغه بعض الانجازات التكتيكية".
وتعليقًا على مجريات الحرب الدائرة في الجنوب اللبناني اعتبر بيرم أنّ "الميدان اليوم في أفضل حالاته، فالمقاومة تجهزت وهي حاضرة بكل ما للكلمة من معنى، ما يمنع "إسرائيل" من الدخول إلى الأراضي اللبنانية وتثبيت أقدامها فيها".
ورأى أنّ "المقاومة في لبنان على الرغم من تعرضها لعاصفة كبيرة، تمكنت من استعادت توازنها وبدأت في تحقيق الانتصارات، فهي لن تسقط على الرغم من كلّ الضغوطات".
وعن حراك السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون، أكد بيرم أنّها "ستفشل في خططها كما فشلت كوندوليزا رايس سابقًا، فما من أحد قادر على إلغاء حزب الله".
وقال: "من سيتحرك من أجل إحداث فتنة في الداخل سيكون أول الخاسرين"، لافتًا إلى أنّ "السفيرة الأميركية تشعر بالقلق بسبب خسائر "إسرائيل" واستهداف منزل نتنياهو"، موضحًا أنّ "المعلومات تشير إلى أنها صدمت من الوضع في الميدان".
وتطرق الوزير بيرم إلى ملف رئاسة الجمهورية، فأشار إلى أنّ "السؤال اليوم هو هل اتفق المسيحيون على اسم معين للرئاسة؟"، ورأى أنّ "الحديث عن ترشيح جهاد أزعور هو محاولة لكسب الوقت، أما قائد الجيش الذي نكن له كلّ الاحترام فهو ضمانة للوحدة الوطنية".
ونفى بيرم تخلي الثنائي الوطني عن ترشيح سليمان فرنجية، مشددًا على "دعوة الرئيس نبيه بري إلى الحوار، ورمي الكرة في مرمى القوى الأخرى".
وعن موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، أكّد بيرم أنّ "دعمه للمقاومة لم يتغير"، معتبراً أنّ "سلاح المقاومة سيبقى موجهًا ضد العدوّ"، فأمام عدم قدرة الأمم المتحدة على حماية قواتها في لبنان ومنع الولايات المتحدة تسليح الجيش اللبناني، كيف لنا أنّ نسلّم سلاحنا؟"
وأنهى حديثه مؤكّداً أنّ "لبنان على موعد مع طفرة اقتصادية بعد انتهاء الحرب وانطلاق مرحلة من إعادة الإعمار التي ستكون شبيهة للمرحلة التي تلت "حرب تموز 2006".