معركة أولي البأس

لبنان

العلامة الخطيب: لن يتمكّن العدوّ من تحقيق غاياته الخبيثة بإسقاط راية المقاومة
18/10/2024

العلامة الخطيب: لن يتمكّن العدوّ من تحقيق غاياته الخبيثة بإسقاط راية المقاومة

قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في رسالة الجمعة إنّ "معادلة القوّة المادية الخادعة والقوّة الايمانية المعنوية التي تحتاج إلى قوة الإيمان هي ساحة رحبة للامتحان الذي يمتحن الله بها إيمان المؤمنين كما هي مجال لإظهار غَلَبة الإيمان والقوّة المعنوية على القوّة المادية، ولذلك يُحذّر الله تعالى المؤمنين من الانخداع بما يروج له الكافرون والمنافقون، والأخذ به وألا يُرهِبهم ما يرونه من مظاهر القوّة لدى هؤلاء قال تعالى: (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ)".
وأردف: "إن ما يتظاهرون به من قوة مادية لن تُبلِغهم نصرًا وإن تأثيرها لا يتجاوز الأذى وهو الضرر القليل، لأن القوّة الحقيقية هي لله تعالى أي للإيمان والقوّة المعنوية وما نُعبّر عنه بقوة الحق التي كتب الله لها الانتصار"، مشيرًا إلى أنّ "هذه المعادلة هي مورد الامتحان الإلهي الدائم على المدى التاريخي ومنذ أن وُجد الإنسان على الأرض، والذي تجسّد في الصراع بين الإيمان والكفر وبين القوى المؤمنة والقوى الشيطانية شكّلت فيها قوى النفاق حالة الضعف في المجتمع المؤمن لأنها تمثل العدوّ الخفي الذي يتآمر من الداخل بصورة الناصح والعامل من أجل المصلحة العامة بخلفية الانتقام لحقده وتحقيق أهدافه الخبيثة، وهو في واقعه أحد عوامل الضعف الخطيرة للدور الخطير الذي يقوم به من التشكيك والإحباط النفسي والتثبيط عن المواجهة تماهيًا لأهداف العدوان واقتناص الفرصة للسيطرة، الذي يستدعي فضحه ومواجهته وإضعافه عن التأثير في البيئة الداخلية خصوصًا لدى ضعاف الإيمان والنفوس، عبر التضليل الفكري والإعلامي والسياسي وإيجاد الفوضى الداخلية للضغط على القوى المقاومة وفرض شروط العدوّ السياسية للاستفادة منها لتغير معادلات سياسية داخلية بالتحالف والتعاون مع القوى الخارجية المعادية".

وأضاف: "إنّ المواجهة معها يكون بإفشال أهدافها بالحفاظ على الوحدة الوطنية وتوحيد الموقف من العدوان، وإنه عدوان ليس على فئة أو طائفة بعينها وإنما عدوان على لبنان واللبنانيين جميعًا، وقد تجلى ذلك حتّى الآن في استضافة كريمة من سائر أبناء المناطق اللبنانية لإخوانهم ممن اضطرهم العدوان لترك مناطقهم وقراهم"، لافتًا إلى أنّه "في القمة الروحية التي انعقدت استثنائيًا في بكركي بدعوة كريمة من غبطة البطريرك الماروني، وحضور ممثلي العائلة اللبنانية الذي عَبّرَ عن وحدة الموقف الوطني، الذي اعتبر أن العدوان عدوانًا على لبنان يرفضه ويدينه الشعب اللبناني، مطالبًا مجلس الأمن الدولي بفرض وقف هذا العدوان وإدانته، كما تجلّى بوحدة الموقف الرسمي المطالب بوقف إطلاق النار، والانسجام بين موقف المقاومة والرسمي على هذا الصعيد وإلزام العدوّ بتنفيذ القرار الدولي 1701".

وتابع الشيخ الخطيب: "هذه المواقف المستندة إلى ما تنجزه المقاومة وقوتها وثباتها في الميدان، وتفشيل وإعجاز العدوّ من تحقيق أي إنجاز ميداني، حيث بدت الأصوات المُثبّطة والتي تعتمد لغة العدوّ واللغة الانهزامية بدت نشازًا أمام الموقف الوطني الموحد، وأمام الموقف الشجاع والمضحي والثبات رغم ما تتحمله وتدفعه من أثمان غالية من النفوس الزاكية والدمار الذي يُحدِثه العدوان في البيوت والأرزاق ومن أمنها واستقرارها، وتُعبّر مع كلّ ذلك عن صحة خيارها وتمسكها به دفاعًا عن لبنان وأهله الكرام"، مؤكَدًا أنّ اللبنانيين أفشلوا "مخطّط العدوّ في تأليب المناطق المستضيفة لإخوانهم التي يستهدفها العدوّ لهذه الغاية، وأوصيهم وهم لا يحتاجون إلى توصية، فلديهم من الوعي الكفاية بمراعاة خصوصيات المناطق وألا يتركوا للمستفزين أن يُحققوا مآربهم في إيجاد الحساسيات الطائفية والمذهبية وأن يكونوا كما هم (أديبين) إذا صحّ التعبير في التعاطي مع مستضيفيهم".

ورأى أنّ "العدوّ الجبان الذي يفشل في الميدان يلجأ إلى ضرب المدنيين والانتقام منهم لخسائره في الميدان وملاحقتهم في المناطق المختلفة التي لجأوا إليها أمام أنظار العالم ومؤسساته كمجلس الأمن والمؤسسات الدولية دون اكتراث منها، والتي انفضحت وبانت على حقيقتها في غزّة أمام هول الارتكابات الصهيونية قبل أن يكرّرها في لبنان وخصوصًا في الجنوب الأبي الصامد والبقاع أهل الحمية والتضحية، والمجتمع الدولي لا ينبس ببنت شفة مما يُثبت بلا شك أنه شريك في الجريمة والعالم العربي يتفرّج على الكارثة دون أن يهتزّ له شعور أو يرف له جفن للأسف، الذي يثبت للجميع أن ليس أمامنا إلا الاعتماد على قبضات بنادقنا لدفع شرّ هذا الكيان اللقيط عن بلادنا وقد خُيّرنا بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة، ولن نعطيهم بأيدينا إعطاء الذليل ولن نُقرّ لهم إقرار العبيد".

وأكّد العلامة الخطيب أنّه "لن يتمكّن العدوّ من تحقيق غاياته الخبيثة بإسقاط راية المقاومة أو أن يهزم إرادة شعبنا بالاغتيالات لقادة المقاومة في لبنان وفلسطين، وستبقى إرادة رفض الانصياع له قويةً حتّى تحقيق النصر المؤزر بإذن الله تعالى"، متوجهًا بالتحية "للشعب الفلسطيني الذي فقد بالأمس قائدًا وبطلًا شجاعًا ومقدامًا ارتقى في ساحة الوغى وهو يقاتل العدوّ في سبيل قضية الأمة وكرامتها إلى جانب أبناء شعبه العزيز دون أن يتزحزح قيد أنملة عن بلوغ أهدافها، فهنيئًا له الشهادة وبوركت أمة ولاّدة للأبطال". 

ولفت الشيخ الخطيب إلى أنّ "شعبنا عزيز وله الحق في أن يكون التعامل معه بعزة واحترام، وهو يضحي من أجل لبنان وكرامة شعبه، لذلك فوقوف الدولة إلى جانبه ليس مِنّة وإنما هو واجب، لذلك فالمطلوب إنجاز الداتا للمقيمين في البيوت بأقصى سرعة والقيام بإيصال المساعدات إليهم، كما المطلوب من الدولة أن تُنظم هذه المساعدات حسب الاحتياجات وألا تكون مكرّرة، كما يجب أن يحسب أننا على أبواب الشتاء مما ينبغي أن يحسب حساب التدفئة والمحروقات وحسبنا الله ونعم الوكيل".

لبنان

إقرأ المزيد في: لبنان