معركة أولي البأس

لبنان

الحريري يبقي على التسوية ويلتقي عون اليوم
12/06/2019

الحريري يبقي على التسوية ويلتقي عون اليوم

اهتمت الصحف الصادرة اليوم في بيروت بمواقف رئيس الحكومة سعد الحريري التي أطلقها أمس بعد غيابه لفترة عن الأضواء، مجددا التأكيد على التسوية الرئاسية قبيل لقائه اليوم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
الصحف اللبنانية تناولت إعادة المواطن اللبناني نزار زكا من إيران، كما عرّجت على زيارة مساعد وزير الخارجية الامريكي ديفيد ساترفيلد ولقاءاته المرتقبة مع المسؤولين اللبنانيين للوقوف على آخر المستجدات في مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.


"الأخبار":  الحريري يرمّم التسوية الرئاسية

بحسب صحيفة "الخبار"، الإبقاء على التسوية مع رئيس الجمهورية ميشال عون، كان ولا يزال هدف الرئيس سعد الحريري. بعدَ أسبوعين من الحرب الافتراضية بين العونيين والمستقبليين، بدا صمت الحريري دهراً، فظنه البعض قاب قوسين من «الانتفاضة». غيرَ أنه خرج أمس ليرمّم للتسوية، مع الوقوف على خاطر الطائفة والتيار والجمهور، وليقول لشركاء التسوية إن لصبره حدوداً

كلام رئيس الحكومة سعد الحريري مِثله كمثل القول الفرنسي «يدٌ من حديد في قفاز من مخمل». كلامٌ يعرِض فيه زعيم تيار «المُستقبل» استياءه وغضبه، بنبرة لا تخلو من سعة الصدر! ففي لحظة تفجّر الحنق «السني» على التيار الوطني الحرّ ورئيسه ووزرائه ونوابه، يُصرّ الحريري على التمسك بالتسوية «لحماية البلد». يمسك التصعيد والسياسية السنية في كف، وفي الكفّ الأخرى التحالف مع العونيين.

كان يُمكن الحريري أن لا يخرُج في مؤتمر صحفي للردّ على كل الحملات، وبلا كل هذا الاشتباك. فعلَ ذلك مُرغماً تحت ضغط بيئة سياسية وطائفية استفزها أداء وزير الخارجية جبران باسيل. أخرج ردّ الفعل تجاه الأخير، من دون أن يصل إلى إعلان العداوة معه. وللأمانة، أجاب عن كل الأسئلة التي طُرحت في الأيام الماضية، وأعطى موقفاً واضحاً منها. موقفه بدا أكثر جرأة من كل المرات السابقة، إنما بالحسنى.

مِن الواضِح أن الحريري أرادَ شدّ عصَب جمهوره وبيئته، مُتحدثاً للمرة الأولى عن غضب سنّي لطالما نفى وجوده سابقاً. وهذا مؤشر ورسالة تقصّد من خلالهما الإيصال إلى المعنيين، وتحديداً باسيل، بأن استمرار التعامل بهذه الطريقة لن يؤدي إلى مكان.
فنّد الحريري مختلف الملفات. وردّ عليها نقطة بنقطة، قائلاً للجميع إنه «لن يسكُت بعد اليوم». لكن العبرة تبقى بالتنفيذ والمقررات والممارسات التي ستنجُم في مرحلة ما بعدَ هذا الخطاب، والموقف الحاسم الذي لم يتسم «بالتعصيب»، بل بالتعصب الطائفي. نسي الحريري أنه رئيس حكومة. تحدث كرئيس تيار سُنّي من على منبر السرايا الحكومية، كأنه في «بيته وسط أهله».

الأكيد أن الحريري يُريد استمرار التسوية. هرع أمس إلى ترميمها، لكنه بتجديد بعض شروطها وتحسين بعض شروطه، خاصة أنه لا يرى أي أفق إيجابي لتطيير هذه التسوية، ما دام الستاتيكو الإقليمي باقياً على حاله. لذلك، أراد تظليل نفسه بمظلتين: مظلة إقليمية لا تُتيح الإخلال بالتوازن حالياً، عبرَ إعادة تأكيد علاقة لبنان بالدول العربية (المقصود هنا السعودية). ومظلَة سنية تنطلِق من كلامه عن غضب سُني، يتوافق وينسجم مع كلام دار الإفتاء ورؤساء الحكومة السابقين. وفي هذين الموقفين اللذين صدرا عنهما، لم يُفت الحريري الإصرار على أنه المُتحدث باسم الحكومة التي يحدّد هو سياساتها. وبالاستناد إلى هاتين المظلتين، ردّ الحريري على كل «المزايدين عليه».
ولا ينفصِل ذلك عن سياق الرسائل التي أوصلها إلى باسيل ورئيس الجمهورية ميشال عون، بأنه لن يقبل باستمرار هذا النهج، مُحاولاً تبرير ذلك بأنه يريد قطع الطريق على أي محاولة للاستثمار أو المزايدة عليه.


"البناء": الحريري يختتم جولة «الحرب الطائفيّة»..
وبانتظار اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة سعد الحريري في قصر بعبدا، لكونه سيمهّد لجلسة مجلس الوزراء المنتظرة مبدئياً الخميس المقبل، بالتوازي مع احتمال أن يزور الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري. أطلّ الرئيس الحريري أمس، من السراي الحكومية في مؤتمر صحافي بعد أن اجتمع بكتلته في بيت الوسط، مؤكداً التسوية والعلاقة الجيدة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال، فبديل التسوية أن يذهب البلد إلى المجهول. ورسم الحريري صورة المرحلة المقبلة على قاعدة أن ما بعد هذا المؤتمر ليس كما قبله. فتوجّه للوزير جبران باسيل بالمباشر وغير المباشر، وأكد أنه «لا يمكننا أن نستمرّ بالسكوت على الكلام الذي يمسّ بالكرامات والدستور والأعراف ولا يجوز أن يدار البلد بـ «البهورة» وزلات اللسان وسقطات ندفع ثمنها». وقال الحريري: «انزعجت من الكلام الذي نقل عن الوزير باسيل في البقاع وأفضل ما قام به باسيل هو نفيه لهذا الكلام لأن ارتدادات هذا الكلام كانت سيئة ولن أقبل أن يتطاول أحد على المؤسسات الامنية والعسكرية أو القول إن هناك «مؤسسات بسمنة ومؤسسات بزيت».

كما أكد رئيس الحكومة أن هناك مَن يرغب في خربطة التسوية بأي ثمن ممكن وبديل التسوية هو الذهاب الى المجهول والخلاف مع رئيس الجمهورية سيدفع ثمنه البلد.

ولفت الى أن الغضب الذي حكي عنه في الوسط السنيّ حقيقي وناتج عن مواقف سياسية من شركاء سياسيين وعلاقات لبنان مع الدول العربية ليست خاضعة لمزاج بعض القوى والقيادات.

ورأى الحريري أن السُنّة هم عصب البلد ومن دون عصب لا بلد وصلاحيات رئاسة الحكومة بخير ولا يمكن لأحد أن يمدّ يده عليها، مشيراً الى أن «انعدام الثقة بين اللبنانيين أكبر خطر على الجمهورية ورئيس الجمهورية ضمانة لنا جميعاً وضمانة للعيش المشترك ولا مشكلة ليس لها حل».

وشدّد على أننا «نريد عودة النازحين السوريين وتطبيق القانون اللبناني عليهم. وعلينا جميعاً أن نبحث هذا الملف بكل شفافية، لكن الكلام العنصري في هذا الإطار سيتسبب بمزيد من الاحتقان.

شدّدت مصادر مطلعة مقربة من الرئاسة الاولى لـ»البناء» على ان التسوية صامدة كونها ارتكزت على تفاهمات استراتيجية لن تهزّها خلافات او تباينات ظرفية، مشيرة الى ان موقف الرئيس الحريري بالأمس كان إيجابياً وجيداً خاصة عندما اكد ان رئيس الجمهورية ضمانة للجميع وللعيش المشترك، معتبرة أن مَن يعمل على ضرب التسوية يريد خراب البلد لافتة إلى أهمية ما ورد في كلمة الحريري لجهة تصويبه على المزايدين في الدفاع عن صلاحيات رئاسة الحكومة، خاصة أن رئيس الجمهورية يحترم صلاحيات كل المؤسسات دون استثناء. واشارت المصادر في هذا السياق الى ضرورة التعاون بين الجميع للدفاع عن حقوق لبنان البرية والبحرية والعمل على إقرار الموازنة في اسرع وقت للاستفادة من مقررات سيدر بما يخدم لبنان.


"الجمهورية": ساترفيلد يبدأ محادثاته اليوم.. وبرّي: وضـــع البلد دقيق جداً ويتطلب رعاية شديدة
حطّ الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان واسرائيل ديفيد ساترفيلد مساء أمس في بيروت، على ان ينقل الى المسؤولين اليوم الردّ الاسرائيلي على المقترحات اللبنانية للتفاوض، وأبرزها اقتراح ان لا يكون هناك سقف زمني محدّد للمفاوضات المقرّر إجراؤها في الناقورة برعاية قيادة قوات «اليونيفيل» التابعة للأمم المتحدة.
وصل ساترفيلد الى بيروت مساء امس في اطار زياراته المكوكية بين لبنان وإسرائيل، وتوجّه فور وصوله، ترافقه السفيرة الأميركية اليزابيت ريتشارد الى وزارة الخارجية، حيث التقى مدير الشؤون السياسية في الوزارة السفير غدي خوري واطلع منه على آخر التطورات في شأن ملف ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل. وقالت وزارة الخارجية انّ هذا اللقاء إنعقد على هذا المستوى بناءً على تعليمات وزير الخارجية جبران باسيل الموجود في لندن والتي سينتقل منها الى ايرلندا.

عند عون وبري والحريري اليوم
ونتيجة تأخّره في الوصول الى بيروت، ألغى ساترفيلد موعد لقائه الذي كان مقرراً مساء مع رئيس الحكومة سعد الحريري الى اليوم، وهو سيلتقي ايضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري للغاية عينها.
ومن المتوقع ان يشهد قصر بعبدا بعد ظهر اليوم لقاءين مهمّين، الأول يُتوقع ان يكون بين الرئيس عون وساترفيلد وفريق عمله، والثاني بين عون والحريري، وذلك بفعل انشغال رئيس الجمهورية قبل الظهر برعاية حفل افتتاح محكمة التمييز في مقرّ وزارة العدل.

في غضون ذلك، اكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره أمس، «ان وضع البلد دقيق جداً ويتطلب رعاية شديدة، وإن كنا مختلفين في هذه المرحلة فالأوجب علينا ان نتفق لمواكبة وضع البلد، فكيف إذا كنا متفقين بمعنى العمل معاً بما يعني العمل على إنهاء الازمة وايجاد العلاج المطلوب لها».
واكّد بري، «انّ وصفة العلاج الاساسية تكمن في العمل على وضع الإصلاحات الاساسية في الموازنة على وجه الخصوص موضع التنفيذ، لأنّ الموازنة ليست ارقاماً فقط، بل هي رؤية اقتصادية شاملة وضمن هذه الرؤية يأتي عمل المجلس النيابي الذي يعمل في هذه المرحلة بوتيرة متسارعة».

ورداً على سؤال عمّا اذا كان المشهد الخلافي الذي ساد في مجلس الوزراء حول الموازنة سينسحب على مجلس النواب، أجاب بري: «في المجلس النيابي المشهد مختلف، وكل المكونات ستعمل على تشريح الموازنة، والتعاطي معها بطريقة علمية، وما نختلف عليه في النقاش سيُحسم بالتصويت، وعلى سبيل المثال فإن كتلة «التنمية والتحرير» التي صوّتت في مجلس الوزراء ضد رسم الـ 2 في المئة على استيراد السلع وعارضته لأنه تبيّن انّ جزءاً كبيراً منه يطاول الطبقات الشعبية، فإنّها ستبقى على هذا الموقف في مجلس النواب وستسعى الى إلغائه، ولكن الجواب النهائي في آخر المطاف هو عند الهيئة العامة». وشدّد بري على «ضرورة حماية الصناعة اللبنانية، وهذا يفترض وضع رسوم على الصناعات المثيلة للصناعات اللبنانية المستوردة من الخارج».

إقرأ المزيد في: لبنان