لبنان
مجلس "الطفل الرضيع".. صُور الشهداء بين أحضان أطفالهم
"العهد"
تصوير موسى الحسيني
زينبيات لبّين النداء، اتشحنّ بالسواد، حملن أطفالهن وسِرن في درب الرباب مواساةً لها بمصاب ولدها عبدالله الرضيع "علي الأصغر". الوجهة كانت مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث الإحياء هذا العام كان مختلفًا، فالمحبون يعيشون كربلاء قولًا وفعلًا. ومن بين الحضور كانت لافتة صور الشهداء في أحضان أطفالهم، فلهذا العام رمزية مختلفة وإحياء خاص. هنا طفل يحتضن صورة أبيه الشهيد، وهناك طفلة، ترفع صورة والدها عاليًا.
البرنامج
أطفال الشهداء حضروا في برنامج الحفل هذا العام، فكانت تلاوة عطرة لآيات من القرآن الكريم بصوت نجل الشهيد قاسم حاطوم، تبعتها فقرة إنشادية مع كورال "فدك" التابع للهيئات النسائية. وعلى وقع الدموع، كان استقبال لمهد "الطفل الرضيع"، تلاها لطمية "أيا طفلي وداعًا"، ثمّ نشيد "سلام يا مهدي". بعد ذلك تلت فاطمة، طفلة الشهيد محمد سلمان حرب، كلمة شدّدت فيها على أننا "نحيي كربلاء ونحن نعيشها هذا العام". بعد ذلك، كان مجلس عزاء حسيني للقارئ حسن طرابلسي، ثم اختتمت المراسم بقرعة لزيارة العتبات المقدّسة في سوريا والعراق وإيران.
الإحياء مختلف هذا العام
مسؤولة الفرع الثقافي للهيئات النسائية في بيروت الحاجة فاطمة زيعور ترى، في حديث لموقع "العهد" الإخباري، أنّ عاشوراء ما بعد "طوفان الأقصى" حُكمًا مختلفة عن بقية الأعوام، وهي امتداد لجبهة المقاومة، ولم يعد فقط مقتصرًا على غرب آسيا والمنطقة التي نحن فيها؛ بل يمتد إلى عمق أميركا؛ التحدي كبير والعالم انقسم إلى معسكرين، معسكر مع فلسطين وشعب غزة ومعسكر مع الوحشية، لكننا بتنا أكثر قربًا إلى نموذج الإنسان، والدفاع عنه واحترامه.
تؤكد زيعور أنّه لا يُخفى على الجميع أنّ في هذا العام لدينا عوائل شهداء كُثر جسّدوا فعلًا عاشوراء ونصرة المستضعفين. لذلك، هي تقول :"إنّ الحضور كان لافتًا هذا العام، ففي كل سنة تقيم الهيئات مجلس الطفل الرضيع ويضم الآلاف من النساء والأطفال، لكن الأعداد كانت هائلة اليوم، فالقاعة التي تتّسع لثمانية آلاف كانت ممتلئة ويُضاف إليها أعداد الأطفال في حجور أمهاتهم". وتلفت زيعور إلى أنّ أغلب الحضور كان من عوائل الشهداء والجرحى، ما يُثبت أنّ عاشوراء حاضرة وشعار "لبيك يا حسين" ليس مجرد شعار نتلفظ به، بل بتنا نعيشه وبقوة.
وفيما تستحضر زيعور المشهد الذي حدث في رفح، مشهد قصف الخيام وركض النساء وهنّ يحملن أطفالهن، تشدّد على أنّ أمهاتنا اليوم رفعن أبناءهن وعاهدن المولى أبي عبد الله الحسين (ع)، فيما العزّة حاضرة بالرغم من ألم الفقد، فواقعة كربلاء كانت المدد.
المشاركات
أما المشاركات، فعبّرن عن حماستهنّ للإحياء وتعويد أطفالهنّ على المشاركة منذ الصغر. إحداهن تقول لـ"العهد" :"إنّ إحضار الأطفال تغرس في ذاكرتهم فكرة التلبية"، مشيرة الى أنّ عاشوراء هذا العام حاضرة فينا.. فعندما نقول الإمام الحسين (ع) نستذكر الشهداء، وعندما نقول علي الأكبر نستذكر "شبابنا" الذين ارتقوا في جنوب لبنان، وعندما تُذكر الطفلة رقية سُرعان ما نستحضر أطفال غزة.. فعلًا عاشوراء حاضرة، بشكل كبير، هذا العام ومختلفة عن السنوات السابقة.
مشارِكة أخرى تتحدّث، وهي تحتضن طفلتها، فتلفت إلى أنّنا نُكمل مسيرة المولى أبي عبد الله الحسين (ع) هذا العام مع المقاومة والشهداء، مشددة على ضرورة إحضار الأطفال إلى هكذا مجالس كي يكبروا على خطا الإمام وأهل بيته (ع).
إقرأ المزيد في: لبنان
09/11/2024