لبنان
الشيخ يزبك: جبهة المقاومة تمضي قدمًا
قال رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك إن: "حرب الإبادة وقتل الأطفال والنساء والعجز والمدنيين والمجازر المتنقلة في الأماكن التي كانت تُعدّ آمنة من القصف والقنابل الأمريكية، وإذ بها تجّزر بتلك الخيم واللاجئين إليها. كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم، ولا يهتز ضمير القوى الداعمة للوحش الكاسر، فمن يصدق عجز أمريكا وقوى العالم والمنظمات الدولية وحقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية على عدم القدرة على إيقاف الحرب؟".
في خطبة الجمعة اليوم التي ألقاها في مقام السيدة خولة بنت الامام الحسين (ع) في مدينة بعلبك، تابع سماحته إنها: "حرب على الإنسانية وقيمها ولا رادع للوحش إلا الصمود والمقاومة التي تحوّل ذلك الدمار إلى مقابر لجيش العدو ودمارا لآلياته؛ فالناظر للتصدي البطولي وعمليات المقاومة التي تلاحق العدو الإسرائيلي يتأكد أن الدماء والأشلاء والجوع لا بد أن تنتصر على آلات العدو ووحشيته، وأن الغد هو لأصحاب الحق وقيام دولة فلسطين على كامل ترابها من البحر الى النهر". وأردف أن: "المسيرات والمظاهرات في العالم والاحتجاجات الطلابية، في الجامعات الأمريكية والدول الغربية والأوروبية، تكشف عن سقوط الديمقراطية والثقافة الغربية الصهيونية الخبيثة ولا بد أن يطيح هذا الوعي بقوى الاستكبار".
وأضاف الشيخ يزبك: "لقد أشاد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بالشباب الذين حثتهم ضمائرهم الحية على الدفاع عن نساء غزة وأطفالها المظلومين.. أيها الشباب الجامعيون الأعزاء في الولايات المتحدة الأمريكية! إنها رسالة تعاطفنا وتآزرنا معكم. لقد وقفتُمُ الآن في الجهة الصحيحة من التاريخ الذي يطوي صفحاته. أنتُم تُشكّلون الآن جزءًا من جبهة المقاومة، وقد شرعتُم بنضال شريف تحت ضغوط حكومتكم القاسية، التي تُجاهِرُ بدفاعها عن الكيان الصهيوني الغاصب وعديم الرحمة". وأكد سماحته أن: "جبهة المقاومة العظيمة تكافح منذ سنين، في نقطة بعيدة [عنكم]، بالإدراك نَفْسِهِ وبالمشاعر ذاتها التي تعيشونها الآن. والهدف من هذا الكفاح هو وقف الظلم الفاضح الذي ألحقته شبكة إرهابية عديمة الرحمة تدعى الصهيونية بالشعب الفلسطيني، منذ أعوام خَلَت، ومارست بحقه أقسى الضغوط وأنواع الاضطهاد بعد أن احتلت بلاده".
ورأى سماحته أن: "الإبادة الجماعية التي يرتكبها اليوم نظام الفصل العنصري الصهيوني هي استمرار لسلوكه الظالم جدًا خلال العقود الماضية". وتابع أن: "فلسطين أرض مستقلة ذات تاريخ عريق، وشعب يَجْمَعُ المُسلمين والمسيحيين واليهود".
وأشار الشيخ يزبك الى أن: "درس القرآن الموجّه إلينا، نحن المسلمون، وإلى جميع الناس حول العالم، هو الثبات على طريق الحق: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ (هود) (112)، كما أن درس القرآن بشأن العلاقات بين البشر هو : {لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} (البقرة، (279). ولفت الى أن: "جبهة المقاومة، وبالاستلهام من هذه التعاليم والمئات من مثيلاتها والعمل بها، تمضي قدمًا، وسوف تُحقَّقُ النَّصر بإذن الله".
وأدان سماحته الاعتداء الأمريكي- البريطاني على الشعب اليمني الحر الأبي المساند للشعب الفلسطيني وغزة العزة، ورأى أن: "الاعتداءات كشفت عن المشاركة الفعلية لأمريكا وبريطانيا لحرب الإبادة؛ إلا أن هذه الاعتداءات لا تثني من عزيمة الشعب اليمني المتحدي بمواقفه البطولية التزامًا بالعهد وتوجيهات القيادة الحكيمة للسيد عبد الملك الحوثي دام حفظه".
وختم سماحته: "المقاومة الإسلامية في لبنان ماضية في معركتها الإسنادية ولا يزيدها التهديد إلا قوة وعزيمة وتصعيدًا في مقابل تصعيد العدو الإسرائيلي المتخبط الحائر المنهزم..". وتابع: "فليعلموا أن مصيرهم مرتبط بما يجري في غزة العزة، وحزب الله بالرغم من مقاومته يدعو اللبنانيين إلى الوحدة الوطنية والعيش الواحد؛ فهو قدر اللبنانيين جميعًا؛ فلا تذهبن بكم السياسة إلى تضييع قدركم ووحدتكم بحوار جاد تحققون سيادتكم، ولا يقدر غيركم على حل معضلاتكم، فالأمر بأيديكم لا بالرهان على الآخرين.. لبنان منفتح إلا أنه لا يقبل التبعية وسلب سيادته".