لبنان
فيّاض: الدفاع عن شعبنا ووطننا قضية مقدَّسة
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فيّاض أن "كلفة هذه الحرب باهظة ودماء شبابنا غالية وثمينة، لكن المقاومة تخوض معركة كبرى، وما كان ممكنًا أن تبقى المقاومة بمنأى عن مجريات غزة لذلك هبّت لمناصرتها هي وكل دول وقوى محور المقاومة، وللمرة الأولى يتعرض الكيان لهجومات ومواجهات متزامنة على ساحات مختلفة"، واعتبر أن ما حصل نقل الصراع إلى مستوى نوعي متقدم، وبات هذا الأمر يشكل تهديدًا غير مسبوق للكيان الصهيوني".
وفي كلمة له خلال حفل تكريمي أقامه حزب الله يوم أمس الجمعة للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد محمد علي بو طعام في حسينية بلدة ميفدون الجنوبية، لفت فياض إلى أنّ "التدخل اليمني أدى إلى تعطيل كلّي لميناء "إيلات" البحري، وتدخل حزب اللّه أدى إلى تعطيل كلّي وخسائر جسيمة وتهجير مستوطني شمال فلسطين المحتلة، أما ردّ إيران على قصف العدو لقنصليتها فتح مرحلة جديدة مع معادلات ردع جديدة وضعت مصير الكيان على المحك".
وقال إن "ما حصل حتى الآن كبير ونوعي وذو نتائج باهرة، أنهكت الكيان وأربكته وأضعفت جيشه وضربت مصداقيته وهشّمت صورته وفجرت حجمًا من التعقيدات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والأمنية، لم يواجهها الكيان من قبل، وأدت إلى تحولات كبرى في الرأي العام العالمي وصولاً إلى صدور مذكرات إعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت وقادة آخرين".
وشدد فياض على "ضرورة أن لا نستهين بالنتائج الكبرى التي حققها محور المقاومة لغاية اللحظة"، معتبرا أنّ "الكلفة البشرية والتدميرية في غزة باهظة جدًا، كما أنّ الكلفة البشرية التدميرية في الجنوب مؤلمة لكنها بالمقارنة مع حجم المواجهة وأبعادها وأفقها ونتائجها تبدو مبررة، لذا علينا تحمُّلها ونحن ومجتمعنا قادرون على التكيُّف معها".
ولفت إلى "تفوق واضح برز في الآداء الميداني للمقاومة على العدو الإسرائيلي، كمًّا ونوعًا، وعلى الرغم من أن العدو يستخدم في هذه المعركة، بمؤازرة أميركية مباشرة، أحدث أجهزته وتقنياته وقدراته العسكرية، إلّا أن المقاومة هضمت نتائج المواجهة في مراحلها الأولى، وطوّرت أداءها ودرست وسائل العدو وتكتيكاته وتقنياته، مما أدى إلى تمكن هذه المقاومة من تجاوز القدرات الدفاعية للعدو الإسرائيلي".
واعتبر فياض أنّ "العدو الإسرائيلي في عمق المأزق، في غزة، كما في شمال فلسطين، أما نتنياهو (رئيس حكومة العدو) الذي يمعن في التصعيد، إنقاذًا لرأسه، فهو يقامر بمصالح ومصير كيانه"، وقال: "كلما أطال أمد الحرب، كلما ازدادت خسائره، وازداد ضعفًا، وتفاقمت الإنقسامات وتتالت التعقيدات الدولية في وجهه.
وقال: "بالأمس صرّح نتنياهو أن لديه خطة جديدة ومفاجأة في المواجهة مع المقاومة في الجنوب اللبناني، ونحن نقول له في مقابل خطتك، المقاومة لديها خططها ومفاجآتها، علمًا أن منسوب الثرثرة والكلام التهويلي الفارغ لدى قادة العدو مرتفع جدًا، في حين أن قادة المقاومة يطلقون المواقف بمصداقية ومسؤولية كاملة".
ورأى أن "المقاومة عبر مسؤوليها، مسؤولة عن كل كلمة تقولها وكلامنا مثل سلاحنا، هذه هي مدرسة المقاومة في أخلاقياتها وأدبياتها، ولهذا نحن نقول أن نتنياهو في حال أطلق العنان لجنونه النابع من حسابات شخصية وقرر التوسُّع في الحرب، فإن المقاومة ستذهب بعيدًا وبعيدًا جدًا في الرد".
وختم فيّاض بالقول إن "الدفاع عن شعبنا ووطننا قضية مقدَّسة، ولا قواعد أو حدود أمام الضرورات والمقتضيات التي يستدعيها تأديتنا لهذا الدور".