لبنان
الشيخ دعموش: المقاومة لن تحيد عن نهجها وستبقى في قلب المعركة
لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، نظمت جمعية قولنا والعمل مهرجانًا سياسيًا وشعبيًا حاشدًا في برالياس، وذلك بحضور نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش ورئيس الجمعية الشيخ أحمد القطان والأمين العام لحزب الإتحاد النائب حسن مراد وعضو تكتل لبنان القوي النائب سليم عون، بالإضافة إلى ممثلين عن الأحزاب الوطنية اللبنانية والقوى والفصائل الفلسطينية ولفيف من العلماء ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد من فاعليات البقاع والأهالي.
الشيخ دعموش
وفي كلمة له، أكد الشيخ دعموش أن "دخول قوات الاحتلال إلى رفح لن يُغيّر شيئًا من مشهد العجز الإسرائيلي، ولن يعطي العدو صورة النصر التي يبحث عنها ولن ينهي المقاومة، بل سينتقل هذا العدو من فشل إلى فشل، ولن يجني من استمرار عدوانه سوى المزيد من الخسائر وتعميق المأزق الذي يتخبط فيه"، وقال: "ليس أمام العدو سوى الاعتراف بالعجز والرضوخ للأمر الواقع والذهاب نحو الحل السياسي والعودة إلى ورقة الاتفاق التي وافقت عليها حماس ومعها كل فصائل المقاومة".
وشدد سماحته على أن "المقاومة لا زالت حاضرة ومتماسكة وقوية وثابتة وهي تواجه العدو بكل شجاعة وصلابة في رفح وفي جباليا وفي وسط غزة وعلى امتداد القطاع، وتلحق به خسائر كبيرة"، وأضاف: "على العدو أن يعرف أن ما عجز عن تحقيقه خلال 8 أشهر في عز اندفاعة جيشه، وفي عز تأييد أميركا والغرب له، لن يتمكن من تحقيقه اليوم بعدما تبدلت الكثير من تداعيات الحرب".
وأشار إلى "أننا منذ البداية قلنا إن معركتنا في الجنوب هي لمساندة غزة وعدم الاستفراد بها وإشغال العدو والضغط عليه كي يوقف عدوانه وكي لا يتمكن من تحقيق أهدافه، لأنه إذا تمكن من غزة سيتفرغ للبنان وينفذ تهديداته ضده وسيكون بلدنا هو الحلقة التالية بعد غزة، لذلك انخرطنا في هذه المعركة لأنه لا يمكن فصل لبنان عما يجري في غزة".
كما أكد الشيخ دعموش أن "من يريد أن يحمي لبنان من العدو الصهيوني، عليه أن يكون جزءًا من هذه المعركة وأن يدافع عن القضية المركزية للأمة وهي قضية فلسطين والمقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين"، وتابع أن "العدو وحلفاؤه يريدون أن يعزلوا لبنان عما يجري في فلسطين ليستفردوا بالشعب الفلسطيني، ونحن لسنا ممن يتخلى عن القضية الفلسطينية وعن واجبه الديني والإنساني والأخلاقي والقومي تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني".
ورأى أن "الشهيدين العزيزين والكبيرين رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران آية الله السيد ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور أميرعبد اللهيان ورفاقهما ممن ارتقوا في حادثة الطائرة المفجعة، هما ممن قدموا خدمات جليلة للمقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي كل المنطقة، وكانت لهما مواقف جريئة وشجاعة في كل المؤتمرات والمحافل والمنابر الدولية، نصرة لغزة ولبنان والقضية الفلسطينية"، وقال: "لا شك أننا بفقدهما فقدنا سندًا كبيرًا ومؤثرًا في نصرة قضايانا في هذه المنطقة، لكن عزاءنا وعوضنا هو بوجود آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) والشعب الإيراني القوي والصابر والصامد المتمسك بقضايا أمتنا الذي لا يمكن أن يحيد عن هذا النهج الإسلامي والإنساني الأصيل مهما كانت الاثمان والمصاعب والتضحيات".
وختم سماحته بالقول: "أننا سنواصل هذا النهج، نهج المقاومة، ولن نحيد عنه، والمقاومة في لبنان ستبقى في قلب هذه المعركة إسنادًا لغزة وهي تُطوّر أدائها وعملياتها كمًّا ونوعًا بما يتناسب مع الظروف والتطورات القائمة، وتفرض المُعادلات في الميدان، ولن نفكك بين هذه الجبهة وجبهة غزة"، مؤكدًا أن "لا حل للجبهة اللبنانية قبل وقف الحرب في غزة، وكلّ الضغوط الداخلية والخارجية والتهويل والتهديد بالحرب الشاملة على لبنان لن يعطي نتيجة، فنحن لا نخشى التهديد ولا نسقط أمام التهويل، ومستعدون لكل الاحتمالات، وسندافع عن بلدنا بكل عزم وقوة واقتدار، وسننتصر بإذن الله في هذه المواجهة كما انتصرنا في كل المواجهات السابقة".
الشيخ القطان
بدوره، أشار الشيخ القطان إلى أن "الشباب في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وكل المحور أخذوا على أنفسهم عهدًا بأن لا يرجعوا إلا منتصرين أو شهداء في سبيل الله"، وقال: "لقد نظر كل العالم للشباب العظماء في فلسطين الذين يلقنون وإلى الآن هذا العدو درسًا لن ينساه أبدا، فلم يعد هناك أي كلام بأن "إسرائيل" لا تقهر وهي التي تمتلك أقوى وأقدر جيش في المنطقة"، وأضاف: "لقد أثبتوا أن هؤلاء الشرذمة لن تقوم لهم قائمة في غزة وفي كل فلسطين وأن فلسطين وبهؤلاء المجاهدين المقاومين ستعود كل فلسطين من البحر إلى النهر".
ورأى الشيخ القطان أن "ما نراه في لبنان من مساندة لأهلنا وإخواننا في غزة ليس غريبًا عن حزب الله في لبنان، وليس غريبا عن كل القوى الوطنية المقاومة التي تساند غزة من جنوب لبنان"، وأسف "لتشكيك البعض في لبنان بقوة وقدرة المقاومة، والذي لا زال إلى الآن لا يريد أن يعترف بقوة لبنان ومعادلة الشعب والجيش والمقاومة، هذه المعادلة التي حررت عام 2000 وانتصرت عام 2006 وهذه المعادلة التي حمت لبنان من داعش والنصرة ومن كل الأخطار التي تهددت هذا البلد".
ولفت إلى أن "ما أصاب الجمهورية الإسلامية في إيران من مصاب فقد أصابنا جميعًا وأصاب كل أحرار العالم وكل من لديه إنسانية"، وتابع: لا بد من استحضار المواقف المشرفة لإيران مع المقاومة في لبنان ودعمها المطلق للمقاومة في فلسطين".
مراد
من جهته، اعتبر النائب مراد أن "ال25 من أيار/مايو هو يوم انتصار إرادة المقاومة وأهلها على أعتى قوة عرفتها البشرية، ويوم تغيير التوازنات إيجابيًّا في المنطقة، وتجسيد مفهوم الدولة وكل معاني الوحدة الوطنية"، مؤكدًا "أننا لن نتنازل عن شبر واحد من أرضنا العربية المحتلة، وسنقاتل في سبيل الحفاظ على وحدة قوى المقاومة لاسترجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر والقرى السبع".
وشدّد على "موقفه الثابت من دعم المقاومة في فلسطين واليمن وسورية والعراق"، وقال إن "فلسطين حق مقدس لن يموت أو يمحى أو يسقط مع مرور الزمن"، لافتًا إلى أن "المقاومة الفلسطينية تدافع عن كل قضايا الأمة المحقة بوجه كل طغاة العالم رغم كل الضغوط والعقوبات".
وتابع مراد: "في الوقت الذي نخوض فيه الملاحم نسمع في الأفق من يتحدث عن الصفقات أو يروح للتسويات المذلة أو يرسم سيناريو لغزة ما بعد الحرب، ولكن عبثًا يحاولون وسيفشل المخطط في غزة، ولن نسمح بأن تنكب فلسطين مرتين وإننا تعلمنا من دروس الماضي"، ورأى أن "خيار المقاومة هو الحل الوحيد لاستعادة الحقوق التاريخية، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة".
وتوجّه بالعزاء إلى الجمهورية الإسلامية في إيران باستشهاد رئيسها إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبداللهيان والوفد المرافق لهما، آملًا أن "تخرج إيران من الأزمة أكثر قوة وصلابة".
عون
وفي كلمة له، لفت عون إلى أن "أهمية هذا الإنتصار تجاوزت حدود لبنان، فهذا الإنجاز نقل لبنان والمنطقة بأسرها من زمن الى آخر، من زمن الإستسلام الكامل لمشيئة "إسرائيل" إلى زمن كسر إرادتها، ومن زمن عنجهيتها إلى زمن مرمغة أنفها في التراب، ومن زمن الرضوخ إلى زمن الرفض، ومن زمن الضعف الى زمن القوة، وما تشهده غزّة اليوم خير دليل على ذلك"، مؤكدًا أن "هذا الإنتصار كسر مقولتين لطالما رددهما واقتنع بهما الأقربون والأبعدون على حدٍ سواء: "قوة لبنان في ضعفه"، و"الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر".. أثبت هذا الإنتصار أن قوة لبنان في قوته، وأن الإرادة الحرة أقوى من أي سلاح. كما أظهر أن الجيش الإسرائيلي، الذي كان يعتبر قوة لا تُقهر، يمكن دحره وهزيمته عندما تتوفر الإرادة الصلبة والإيمان بالحق".
وذكر أن "هذا الإنتصار كان درسًا لنا وللأجيال القادمة ولكل العالم: أن لا مستحيل أمام الإرادة الصلبة، وأن القوة الحقيقية ليست في العتاد والسلاح، بل في العقل والثقة بالنفس والإيمان بعدالة القضية".