لبنان
الوفاء للمقاومة تؤكد التزامها نصرة قضية فلسطين وشعبها
عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها المركزي بعد ظهر الخميس 16/05/2024 برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.
ولفتت الكتلة، في بيان، إلى أنه "في الخامس عشر من أيار للعام 1948، فرضت دول الاستكبار الغربي عبر تواطئها مع العصابات الإرهابية الصهيونية إنشاء الكيان الغاصب لفلسطين خلافًا لإرادة شعوب المنطقة وأبنائها ودون أي اكتراث للتداعيات الناجمة عن هذا العدوان".
وأضافت "لقد عمدت دول الغرب الاستكباري إلى استخدام الكيان الصهيوني كثكنة عسكرية متقدمة لها في منطقتنا، وأوكلت إليه حراسة مصالحها ومشاريعها السياسية الهادفة إلى تجزئة المنطقة وإضعافها ونهب ثرواتها وخيراتها والتسلط على إرادة أبنائها ومصادرة قرارهم والتحكم بأوضاعهم ومصيرهم دون أن يغيب عن بال تلك الدول الاستعمارية أن هذا الكيان المفتعل سيشكّل بالضرورة عامل توتر متواصل وحروب متتالية، ومع ذلك فهي راحت تخطط وتعمل لاتّخاذ ذلك ذريعة لتدخلها المنحاز للعدو بهدف مواكبة مصالحها ورعاية متطلباتها قبل أي هدف آخر".
وتابعت "هذا ما يفسر العلاقة التبادلية النامية بين حاجة الكيان الصهيوني إلى الحماية الدائمة وبين حاجة الدول الاستكبارية إلى استخدامه عند الحاجة لتمرير وتطوير مصالحها الاستراتيجية في المنطقة".
وأردفت "أما شعارات الحرص على الأمن والاستقرار وحماية حقوق الإنسان وتعميم الديمقراطية والتنمية فهي من "عدّة الشغل" ولوازم التضليل والسيطرة والهيمنة ومواصلة اخضاع المنطقة وشعوبها وفرض الإذعان عليها".
الكتلة أشارت إلى أنه "في مقابل هذا المشهد، فإن تنامي روح التحرر لدى شعوب المنطقة ورفضها المتصاعد للظلم والقهر ومحاولات السيطرة والهدر والسلب المتفاقم للثروات المحلية، كلّ ذلك يشكّل التربة الخصبة والمناخ الملائم لتزخيم العمل المقاوم وروح التصدي للاحتلال والنفور الحاد من حُماتِهِ وداعِميه".
وبيّنت أنّه "لن تجد دول الاستكبار سبيلًا للوقوف بوجه هذا العمل المقاوم مهما أبدعت وابتكرت من أساليبَ مخادعةٍ لمحاصرته وتطويقه ومحاولات انهائه، وذلك لسبب موضوعي يكمن في المحفِّز الإنساني التكويني والذاتي للتحرر والدفاع عن الوجود فضلًا عن الدور والكرامة، وإن في انتفاضة اللبنانيين السياديين المقاومين ضدّ اتفاقية العار في 17 أيار خير مثال على هذه الحقيقة".
وأوضحت "كما أنّا لنا في المقاومة الإسلامية وما أنجزته من تحرير لبنان في 25 أيار للعام 2000، ونصرٍ استراتيجي على العدوّ الصهيوني وأحلامه الاستيطانية والتوسعية، خير دليل على استحالة بقاء ظلم دون رد فعل طبيعي مقاوم".
وأضافت "ما يشهده العالم من تطوّرات منذ ما قبل 7 تشرين الأول وصولًا إلى الأفق المتعثر لتحقق أهداف الصهاينة في غزّة اليوم، يؤكد أن موازين القوى لا تكفي وحدها لإنهاء الصراعات، بل قد تسهم أحيانًا في خفض أو رفع وتيرتها، فيما إحقاق الحقوق وإقامة العدل وحدهما يشكلان العامل الحقيقي لإحلال الأمن وإيقاف الحروب والتوتّرات وضمان عدم تجددها...".
وإزاء تطوّرات الحرب العدوانية المتواصلة على غزّة وآفاقها، خلصت الكتلة إلى ما يأتي:
1 - إنّ كتلة الوفاء للمقاومة تؤكد التزامها نصرة قضية فلسطين وشعبها وتشدد على وجوب إدانة الكيان الصهيوني على جرائمه وإبادته وإدانة كلّ محاولة للضغط على الدول والشعوب من أجل انتزاع اقرار منهم بالاعتراف بهذا الكيان الغاصب وغير الشرعي.
وتحيي الكتلة روح المقاومة المتصاعدة في فلسطين ولبنان ضدّ العدوّ الصهيوني وترى نموذج تحرير لبنان في 25 أيار من العام 2000 عبر خيار المقاومة، أنجع وأقصر الخيارات لمواجهة الاحتلال وإحباط أهدافها، وتتوجه الكتلة لشعبها في 25 أيار الجاري بأزكى التهاني والتبريكات بالنصر العزيز الذي تحقق في لبنان وسيتحقق في كلّ بلد يلتزم خيار المقاومة، كما تسأل الله الرحمة للشهداء المجاهدين والتبريك لعوائلهم وكذلك لعوائل الجرحى والأسرى المحررين بهذه الذكرى الوطنية العطرة والمباركة، مع الأمل بالله عز وجل أن يتحقق النصر القريب إن شاء الله على العدوّ في كلّ جبهات المقاومة.
2 - إن الكيان الغاصب لفلسطين وبسبب احتلاله لأرضها وتشريده لشعبها بالقوّة، لن يحظى على الإطلاق باعتراف شعوب المنطقة، ولن تقرّ له الشعوب بأي شرعية مدعاة، وسيبقى هذا الكيان مصدر تهديد مستمر للاستقرار والأمن في هذه المنطقة.. ولن تستطيع قوى ودول الاستكبار الغربي أن تروِّج أو تُسوِّق لمشاريع التسوية والتطبيع معه.
وأن من حق الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة التصدي للاحتلال الصهيوني لبلادهم، وأن يمارسوا هذا الحق المشروع بكلّ الوسائل والأساليب المتاحة وفي مقدمتها مقاتلة العدوّ فضلًا عن إقلاقه وزلزلة استقرار احتلاله ورفض وإدانة الاعتراف بكيانه.
3 - إن إصرار العدوّ الصهيوني على مواصلة جريمة الإبادة التي يرتكبها في غزّة ورفضه لوقف العدوان وإمعانه في محاصرة الأهالي في غزّة وحرمانهم من الغذاء والدواء، سوف يفاقم العدائية في مختلف بقاع العالم وسيوسع من دائرة الإدانة له في أوساط الشعوب حتّى في تلك الدول التي تلتزم حكوماتها دعم وتأييد الكيان الصهيوني في سياسته العنصرية والإرهابية.
4 - إن اللبنانيين الملتزمين والحاضنين للمقاومة وخيارها، مصرون على دعم ومساندة غزّة وفلسطين وشعبهما المنكوب والمظلوم والمضطهد.. وسيواصلون هذا الدعم بكلّ الوسائل والأساليب الممكنة ليمنعوا العدوّ من تحقيق أهداف عدوانه.
وأن الالتفاف الوطني اللبناني المطلوب لإدانة جرائم التوحش الصهيوني والإبادة الجماعية لأهل غزّة، هو الحد الأدنى للواجب الإنساني والأخلاقي المفترض التزامه من قبل كلّ المكونات والقوى على اختلاف اتّجاهاتها السياسية.
5 - إن تفاهم اللبنانيين حول المقاربة الوطنية الجامعة لمعالجة ملف النزوح السوري وكيفية التعاطي مع تفاصيله وبلحاظ أي افق وروحية وأي هدف وطني وقومي جامع مع سورية الشعب والدولة، هو بالتأكيد مصلحة وطنية كبرى للبنان وللبنانيين، وخلاف ذلك هو الارتطام بالتعثر والخيبة وتفاقم المشكلات والخضوع لابتزاز القوى والدول التي لا تريد لبنان ولا سورية في مصاف الدول المستقلة والقوية والناهضة ناهيك أن المدخل الضروري لإنهاء مشكلة النازحين هو في رفع الحصار الظالم على سورية وإبطال العمل بقانون قيصر.