لبنان
فضل الله: لضرورة إنجاز الموازنة بهدوء وإنتاجية بعيداً عن أي مزايدات وشعبوية وسجالات
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله أننا كجهة سياسية حددنا مجموعة من الثوابت والأسس، وعلى أساسها ناقشنا في الموازنة، وأول ثابتة منها هي أن لا يكون هناك مسّ بذوي الدخل المحدود والفئات الشعبية الفقيرة، وأن يكون لدينا موازنة إصلاحية ومسار إصلاحي في الموازنة، وصحيح أن موازنة العام 2019 لا تحمل كل الاصلاحات التي نطالب بها، ولكن نضعها على الأقل على السكة الصحيحة، لا سيما لناحية ترشيد الانفاق وتعزيز الإيرادات، من دون أن يتحمل المواطن من الفئات الشعبية الفقيرة أي تبعات، سواء كان موظفاً أو كان مواطناً، أي أن لا نمس بالرواتب وخصوصاً الرواتب العادية، وأن لا نحمّل المواطن أي ضريبة، وعلى سبيل المثال عندما وضع رسم 2 بالمئة على جميع السلع المستوردة تحت عنوان دعم السلع الوطنية، رفضنا هذا الأمر، وقلنا أنه يجب أن يتم تحديد السلع التي نريد دعمها أو الكماليات ونضع عليها الرسم، لأن كل السلع تطال كل المواطنين.
كلام النائب فضل الله جاء خلال رعايته الاحتفال التكريمي الذي أقامته بلدية بنت جبيل ومدرسة الشهيد راني بزي الفنية- بنت جبيل بالتعاون مع التعبئة التربوية، لشهداء مدرسة الشهيد راني بزي الفنية بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، وذلك في قاعة مسرح المدرسة في مدينة بنت جبيل، بحضور رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل عطالله شعيتو، رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي، وجمع من الأساتذة والطلاب وعوائل الشهداء.
وشدد النائب فضل الله على ضرورة إنجاز الموازنة بهدوء وإنتاجية بعيداً عن أي مزايدات وشعبوية وسجالات وبأعلى مستوى من الشفافية والترشيد، وحينما تصلنا إلى المجلس النيابي وإلى لجنة المال الموازنة، سنقرأ هذه الموازنة لنرى ما فيها، وكل ما يذكر في الإعلام لا يمكن أن نبني عليه، فبعضه صحيح وبعضه الآخر غير صحيح، ولكن لا بد من الإشارة إلى أن هناك جهداً حقيقياً يبذل لتكون لدينا موازنة مختلفة عن السابق.
واعتبر النائب فضل الله أن هذه الموازنة تصبح موازنة عندما تقر في المجلس النيابي، الذي له الحق في أن يبدل ويغيّر ويلغي ويضيف بنوداً فيها، من دون زيادة الانفاق، ولكن لا يمكننا أن نحدد الموقف النهائي من هذه الموازنة قبل أن نناقشها في الهيئة العامة، ونحن نقول هذا الكلام حتى لا تأخذنا الإشاعات والأقاويل، وبالتالي علينا أن ننتظر النقاش النهائي.
وشدد النائب فضل الله على أن الأهم اليوم هو أنه أصبح لدينا انتظام عام، وهذا الانتظام لا يمكن أن يتحقق إلاّ بإنجاز قطوعات الحساب الموجودة في ديوان المحاسبة الذي نتابع معه التفاصيل، وليس كل ما نقوم به نعلن عنه بالإعلام، حتى على صعيد مكافحة الفساد، فإن واحدة من أهم الملفات في مكافحة الفساد والحد من الهدر هي إقرار موازنة منضبطة، لأن مال الدولة موجود في الموازنة، والإدارت جميعها تصرف من الموازنة، وبالتالي عندما نريد أن نحد من الهدر ونكافح الفساد، يجب أن يكون لدينا موازنة منتظمة وحسابات وقطوعات حساب صحيحة، فهكذا يمكننا أن نضبط المال العام.
وأكد النائب فضل الله أن لبنان مدين لتضحيات المقاومين وجنود جيشنا وشعبنا لبقائه كدولة لها مقوماتها المستقلة، وتحقق لها الأمان والاستقرار على المستوى الأمني، بعدما تقلص الخطر التكفيري إلى حدود كبيرة، وبعدما أصبح العدو الإسرائيلي عاجزاً عن استهداف هذا البلد، وهذا ما سمح بإعادة الانتظام لمؤسسات الدولة، وأصبح لدينا انتخابات وحكومات، واستقرار نسبي على المستوى السياسي، وأصبح بإمكاننا أن نناقش القضايا الاقتصادية والانمائية والحياتية والاجتماعية.
وختم النائب فضل الله بالقول بعد العام 2000 قدمت للمقاومة مغريات كبيرة عبر دول أو مبعوثين لحساب الولايات المتحدة الأميركية لتقديم مشاريع تنموية وغيرها شرط أن يتم وضع السلاح جانباً، والتخلي عن خيار المقاومة الذي نحن فيه، فكان الجواب لا يمكن أن نتخلى عن هذه المقاومة أياً تكن الظروف والمغريات، وكذلك كان يطرح على حزب الله بعد العام 2000 سؤال مفاده أين هو من القضية الداخلية، ولكن في الحقيقة أنه كلما أردنا أن ندخل في القضية الداخلية، كانت تأتينا ظروف وأحداث تأخذنا إلى أولويات حماية الوطن من الأخطار، والجميع يعرف التطورات التي حصلت بعد العام 2000 في لبنان، وعندما أردنا أن ندخل في القضية الداخلية عام 2010، بدأت الحرب في سوريا، وانشغلنا طيلة هذه الفترة فيها لحماية بلدنا، واليوم نسعى حماية لبلدنا أن نكون جزءاً العملية الداخلية، رغم ما نواجهه من ضغوط أمريكية وحروب اقتصادية، والجميع يرى العقوبات الأميركية علينا والضغط على المقاومة وبيئتها، وكل ذلك من أجل أن نتخلى عن هذا الخيار المقاوم، ولكن هذا غير وارد على الإطلاق في قاموس هذه المقاومة أياً تكن الضغوطات.
بدوره رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي قال إننا اليوم وفي ذكرى التحرير نقدم للشهداء كل الشهداء الذين استشهدوا قبل التحرير وبعده، وخاصة في حرب تموز عام 2006، أجمل التحايا وأوفاها وأعطاها، لأن هؤلاء كانوا السبب الرئيسي في الانتصارات العديدة التي حققتها أمتنا في مقاومتها وجيشها وشعبها، فهذه الثلاثية الذهبية التي نتمسك بها، نعتبرها الأساس الفعلي والعملي في أية استراتيجية دفاعية.
من ناحيته مدير المدرسة الأستاذ داني سلامة قال إننا نحتفل اليوم بذكرى الانتصار التاسع عشر، فهذا الانتصار ما كان ليكون دون تضحيات هؤلاء الشهداء ودماؤهم الزكية، الذين سطروا بدمائهم كرامة الوطن، ولهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى على كل لبناني في هذا الوطن.
وفي الختام أزاح النائب فضل الله والحضور الستارة عن اللوحة التذكارية لشهداء المدرسة.