معركة أولي البأس

لبنان

حجازي: واجبنا أن نكون سندًا إلى جانب حزب الله
07/05/2024

حجازي: واجبنا أن نكون سندًا إلى جانب حزب الله

رأى الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي علي يوسف حجازي أنَّه "لا يمكن لأحد ومهما علا الصراخ والأصوات ومهما علا الاستهداف لهذه المقاومة أن يصنع ظروفًا مختلفةً عما نحن فيه الآن، فهذه المقاومة جزء أساسي من تاريخ هذا البلد، وكل هذه الاستهدافات وهذا الحقد لن يؤدي إلى نتيجة لأن المقاومة خيار وهذا الخيار دفعت لأجله دماء".

جاء ذلك خلال احتفال تأبيني في بلدة الرام البقاعية، بحضور النائب غازي زعيتر، رئيس قسم محافظة بعلبك الهرمل دريد الحلاني، وفاعليات سياسية ودينية وبلدية واختيارية واجتماعية.

وقال حجازي: "لا نستطيع أن نبدأ في زمن فلسطين إلا من فلسطين، لا نستطيع إلا أن نبدأ في قراءة المشهد الذي يصنع تاريخًا مختلفًا لأمتنا. فهذا التاريخ الذي كتب بالدماء، بالشهداء، بالتضحيات، بالقتال، وبالمقاومة هو الذي يرسم معالم مستقبل أمتنا، والأكيد أنه بالرغم من كل محاولات الضجيج، من كل ما يكتب من محاولات تهدف إلى تغيير حقيقة صنعتها المقاومة على مستوى  كل الجبهات. وكانت المحطة الأساسية لها يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، حينما اقتحم أبطال فلسطين تلك الحدود المصطنعة مع هذا الكيان الغاصب الزائل".

وأضاف: "هذه الحقيقة التي تثبت أنه يستحيل لهذا الكيان أن يبقى ويستحيل لهذا الكيان أن يستمر، وأن هذا الكيان لا بد أن يزول في تثبيت لمعادلة كنا حين نطلقها نتهم بأننا مجموعة من المجانين، في إسقاط لنظرية حاول أن يسوق لها جمع من المطبعين والمتخاذلين والمتآمرين، بأن المعركة مع هذا العدو مصيرها سيكون الهزيمة، ليأتي يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر وما سبقه من مسار تاريخي في الصراع العربي الصهيوني وما سيلحقه إلى يوم زوال هذا الكيان، ويؤكد أنه يستحيل لهذا الكيان أن يبقى، ويستحيل لهذا الكيان أن يستمر، وأن مصير هذا الكيان الزوال، وأن فلسطين لا تحمل أرضها هويتين، إنما هوية واحدة هي الهوية العربية الفلسطينية. وأن البقاء هو لأصحاب الأرض، وليس لجمع من القتلة والمجرمين والمتطرفين الذين أتوا بهم من كل أصقاع العالم إلى أرض فلسطين الحبيبة".

وتابع: "طبعًا هذه المقاومة في فلسطين التي ساندتها جبهات شرف وكرامة وعزة، وأنتجت معادلات أعادت حسابات كثيرين، من اليمن، اليمن العزيز الذي عانى ما عاناه، وها هو اليوم بدل أن يُحاصَر، هو اليوم يضع معادلات الحصار، وهو الذي يشارك في رسم الأفق المتعلق بمعركة رفح حينما يعلن بشكل واضح وصريح أنه في حال فكر هذا العدو أن يدخل إلى رفح سيكون هناك حصار يطول كل السفن المتجهة إلى فلسطين المحتلة. هذا ليس بأمر عادي أو بخبر عابر، هذا يصنع معادلة على مستوى الصراع في المنطقة والعالم".

وأردف: "لا نغفل العراق العزيز ،هذا العراق الذي انضم إلى جبهة المقاومة، هذا العراق الذي لا يزال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر  مستمرًا في استهداف قواعد الاحتلال الأميركي على أرض العراق وأرض سورية. وهو يسهم في تعجيل خروج هؤلاء لأنهم باتوا يدركون جيدًا أن البقاء في ظل هذه المقاومة وفي ظل إمكانيات هذه المقاومة أمر مستحيل".

ووجَّه حجازي "التحية للجمهورية الإسلامية في إيران، هذه الدولة العظيمة التي لها مساهماتها الكبيرة على مستوى دعم وتعزيز وتثبيت خيار المقاومة على مستوى المنطقة، لأنه لولا وجود هذه الجمهورية ولولا دور هذه الجمهورية، ولولا دعمها المستمر، ولولا تحملها كل أعباء وتكاليف دعم المقاومة على مستوى كل حركاتها في المنطقة، لكان الأكيد أن هناك مقاربة مختلفة لقوة وقدرات حركات المقاومة. هذه الجمهورية التي لم تبخل أبدًا بتقديم كل الدعم علمًا أنَّه كان بإمكانها أن تتخلى عن هذا الخيار، كان من الممكن أن تبرم اتفاقيات وتفاهمات ومساومات لتتخلص من العقوبات وتؤمن لشعبها حياة كريمة بعيدًا عن سيف العقوبات المسلط عليها، وأن تتخلى عن راية فلسطين وعن دعم مشروع تحرير فلسطين، والأكيد أن هذا الأمر كان سيدفع  قوى الحصار الخارجي لا سيَّما الولايات المتحدة وبريطانيا  إلى مقاربة تتعلق بالجمهورية الإسلامية في إيران تختلف تمامًا عن كل هذه المقاربات".

وأكَّد أنَّه "لا بد من العبور إلى سورية حينما نتحدث عن المقاومة، فسورية نقطة الارتكاز، سورية العمود الفقري لهذا المشروع ، سورية التي عبَّر الرئيس السوري بشار الأسد البارحة في موقف واضح وصريح عن أنه لا يمكن أبدًا أن تتخلى سورية عن ثباتها  ورسوخها في قلب مشروع المقاومة، وأن قضية فلسطين ستبقى لسورية قضية مركزية، وأن دعمها للمقاومة بالنسبة لسورية يتعزز الآن أكثر من أي وقت مضى بخلاف ما يحاول البعض مع الأسف أن يروج عن مقاربة مختلفة لسورية بما يتعلق بموضوع المقاومة وبموضوع فلسطين وبموضوع الصراع العربي الصهيوني".

ولفت إلى أنَّ "الرئيس الأسد عبَّر البارحة وبشكل واضح عن أن سورية دائما وأبدًا في قلب مشروع المقاومة، وأن سورية ستتمسك أكثر وأكثر بخيار المقاومة، واعتبر انه لولا هذا التمسك لمحيت هوية ودماء وقضية كل الذين آمنوا بمشروع المقاومة، سورية تواجه منذ عام 2011 نفس المشروع الذي تواجهه المقاومة في فلسطين  والمقاومة في لبنان. لم تكن الحرب على سورية إلا في إطار استهداف محور المقاومة ومشروع المقاومة وقلب المقاومة".

وأضاف: "كان يمكن لسورية أيضاً أن تتخذ خيارات تشبه الخيارات التي عرضت على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتذهب نحو إنهاء للحرب عليها، ونحو انفتاح عليها، ورفع الحصار عنها، ولكن بين خيار الكرامة وخيار المقاومة، وبين خيار الانبطاح أمام المشروع الأميركي، ها هي سورية بالرغم من كل الظروف السياسية والاقتصادية والمعيشية تعبر على لسان قائدها بأن خيارها هو خيار المقاومة وليس خيار التنازل أمام الضغوطات وغير الضغوطات".

كذلك شدَّد حجازي على أنَّ "لبنان بمقاومته العزيزة، لبنان بمقاومته البطلة، لبنان بمقاومته الشريفة، ولبنان بالقوى التي انضمت وتستعد لتنضم إلى جانب حزب الله، لأن واجبنا جميعًا كقوى وطنية وعروبية وقومية وإسلامية أن نكون سندًا إلى جانب حزب الله في تحمل المسؤوليات التي تحملها طوال عشرات السنوات الماضية، هذه المقاومة التي منعت سقوط لبنان في فخ لائحة العار، هذه المقاومة التي  حينما سيذكر التاريخ ستحفظ لنا مكانة متقدمة في لائحة الشرفاء، في لائحة الذين لم يتخاذلوا ولم يتراجعوا ولم يضعفوا ولم يتآمروا ولم يطبعوا، هذه المقاومة التي قدمت حتى الساعة مئات الشهداء في المعركة الأخيرة في إطار تثبيت مفهوم أن فلسطين ليست قضية فلسطينية، وإنما هي قضية عربية محقة، وشرف لنا أن نساند الشعب الفلسطيني، لا أن نكون مجرد متابعين على شاشات التلفزة لنشهد القتل وسفك دماء الشعب الفلسطيني".

إقرأ المزيد في: لبنان