لبنان
الحاج حسن: التضحيات التي تُقدَّم في طريق المقاومة أقل بكثير من كلفة الاستسلام
اعتبر رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب الدكتور حسين الحاج حسن أنَّه طالما استمر العدوان على غزة ستستمر المقاومة الإسلامية في عملياتها إسنادًا لغزة وردًا على الاعتداءات "الإسرائيلية" على المدنيين، مؤكدًا أنَّ "شهداءنا في لبنان يرتقون وهم على قناعة تامة وعلى بصيرة عميقة ونافذة ويقبلون على الشهادة ونحن نعرف الطريق الذي نسلك، ولو كانت عمليات المقاومة في الجنوب غير مؤثرة لما رأينا كل هذا الصراخ وكل هؤلاء الوسطاء والضغوطات ونقل التهديدات".
كلام الحاج حسن جاء خلال لقاءٍ سياسي أقامه حزب الله في بلدة السعيدة البقاعية بحضور فعاليات اجتماعية وأكاديمية، حيث قال :"اسألوا "الإسرائيلي" كيف أنه "مطووش" بسبب عمليات المقاومة ونحن مطمئنون إلى أنَّ عملياتنا مؤثرة ونعرف تمامًا أنَّها مؤثرة من كثرة العويل "الإسرائيلي" ومن كثرة الوسطاء من أصدقاء كيان العدو".
وأضاف أنَّه "يوم ذهبنا للقتال في سورية، كان البعض في لبنان يراهن على إسقاط الحكومة السورية ويدعمون الإرهابيين وصرحوا بذلك علنًا، ولقد دفعنا آنذاك خطرًا كبيرًا عن لبنان من "داعش" و"النصرة" بالوقت الذي كان فيه البعض لا يرى على لبنان خطرًا من هؤلاء الإرهابيين. اليوم نحن نرى خطرًا على لبنان من العدو الصهيوني وواجهنا وسنبقى نواجه هذا الخطر وخياراتنا نعتقدها صحيحة ولنا أدلتنا على ذلك".
وتابع الحاج حسن: "أنتم لطالما اخترتم الخيارات الخاطئة ولم تكونوا يومًا مع المقاومة. مع بدايات المقاومة مع السيد موسى الصدر، وفي العام 2000، كانت قناعاتكم تقوم على أن قوة لبنان في ضعفه، وقد نظّرتم لهذه القناعة بأن يبقى لبنان ضعيفًا ويعتمد على الخارج، وتريدون من أميركا أن تحمينا وهي الراعي الأساسي للعدو الصهيوني الإرهابي".
وعلى مستوى كل المحور، أشار إلى أنَّ أميركا وبريطانيا وعدداً كبيراً من الدول الغربية والعربية ذهبت جميعها إلى اليمن لتمنع اليمنيين من استهداف السفن "الإسرائيلية" المتجِّهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، فلم تستطع كل تلك الدول أن تمنع اليمنيين من استهدافها، وهذا ما يحصل بالنسبة للعراق وسورية.
وفي السياق، لفت رئيس تكتل بعلبك الهرمل إلى أنَّه بعد العدوان "الإسرائيلي" على القنصلية الإيرانية في دمشق، رفضت معظم دول العالم إدانة الاعتداء، في حين أنَّه اعتداء صارخ وواضح في وسط النهار على مبنى قنصلي يفترض أن يكون محميًا بموجب اتفاقيات دولية.
كما قال النائب الحاج حسن: "لا أعرف كيف أن البعض قد وصل إلى مستوى من الخفة ليقول، إن رد الجمهورية الإسلامية بضرب الكيان الصهيوني بمثابة مسرحية، مئات الصواريخ والمُسيَّرات تصدت لها دول بكاملها. الرد الإيراني رد حقيقي على العدوان الصهيوني وقد جاء رد الفعل "الإسرائيلي" ليبرز بكل وضوح أن العدو الصهيوني فقد قوة الردع أمام الجمهورية الإسلامية كما فقدها أمام المقاومة في لبنان وفي غزة، فبات كل المحور يقاتلها ويواجهها بمعزل عن النتائج، وكذلك فقدَ عنصر التفوق فلم يعد بمقدور العدو رغم كل إمكانياته العسكرية والتكنولوجية أن يحقق أي إنجاز خلال سبعة أشهر".
وشدَّد على أنَّ "الأهم أنَّ العدو الصهيوني فقدَ ثقة جمهوره بجيشه، وهذا يؤدي حاليًا إلى نتيجة استقالة كبار الجنرالات في "الجيش الإسرائيلي" وأولهم قائد شعبة "أمان" في الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية"".
وتطرّق الحاج حسن الى بعض الملفات الداخلية، حيث أكَّد أنَّ انتخاب الرئيس يحتاج إلى حوار وتفاهم، مشيرًا إلى أنَّه لا يوجد أحد لديه عدد النواب الكافي لتأمين النصاب القانوني أو الانتخاب وبالتالي لا بد من تفاهم وطني ليكون هناك انتخاب رئيس للجمهورية.
وفيما خص النزوح السوري في لبنان، خاطب النائب حسين الحاج حسن الفريق الآخر في البلد قائلًا: "لطالما دعونا إلى تنظيم النزوح السوري وعودة النازحين، الآن استفقتم؟ والآن اتخذتم مواقف عنصرية؟ ونحن كان مطلبنا وما زال عودة النازحين كأشقاء إلى سورية ليس من منطلق عنصري بل لمصلحة سورية ولبنان والنازحين. في الماضي كنتم تستخدمون النازحين السوريين ورقة، واليوم تأخذون مواقف عنصرية ضدّهم".
وختم النائب الحاج حسن: "لا خيار إلا المقاومة، وكلفة التضحيات التي تقدم في طريق المقاومة ومعركة طوفان الأقصى مهما بلغت أو مهما كبرت هي أقل بكثير من كلفة الخسائر التي يمكن أن تحصل نتيجة الاستسلام أو التخلي عن المقاومة".