لبنان
بيرم من مؤتمر العمل العربي في بغداد: مقاومتنا ردّت الصاع صاعين للعدو
أشار وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور مصطفى بيرم، في كلمة له خلال مؤتمر العمل العربي المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، إلى أن: "اجتماعنا اليوم ومجرد الحفاظ على أن نلتقي، هو أمر مهم للأمة العربية ولشعوبها، فكيف لو كانت هناك مخرجات مهمة جدًا ومفيدة لاجتماعنا، تنعكس على أرض الواقع وتلبي متطلبات شعوبنا التي تتطلع إلى أي اجتماع على أن يكون مثمرًا".
وأضاف بيرم أن: "اجتماعنا في العراق له دلالة مهمة جدًا، لما تشكّله هذه الأرض من حضارة ضاربة في عمق التاريخ من بداية الحضارة الإنسانية والتجمُّع الحضري الإنساني، ولما للعراق من دور إقليمي وعربي"، وقال: لا ننسى أنّ العراق اليوم يقدّم الشهداء دعمُا لغزة العزة التي تتعرض لحرب إبادة".
وشدد على: "أننا لسنا منفصلين عن الواقع ولسنا بعيدين عن الأوجاع التي تتعرض لها شعوب أمتنا، وعندما ينظر مواطن عربي إلى مسؤولين عرب، وزراء وقادة، يجتمعون ولا يتحسّسون الوجع يشعر بالانفصال عنهم، بل يشعر بأنهم في ناحية أخرى من العالم"، مشيرًا : "نجتمع هنا وآلة القتل الصهيونية مستمرة في غزة، فهل أصبح الضحايا أرقامًا وهل أصبحنا فقط نعدّ الأرقام في غزة؟.. من دون أن ننسى أيضُا الاعتداءات الصهيونية المستمرة على جنوب لبنان، حيث تهجّر أكثر من مئة ألف مواطن لبناني جنوبي من بيوتهم، ودُمِّرت آلاف الوحدات السكنية، كما طال التدمير 3 آلاف منشاة للعمال في جنوب لبنان".
ولفت: "في لبنان نردّ الصاع صاعين وهجّرنا المستوطنين الصهاينة من الشمال الفلسطيني المحتل، وهذه سابقة تحصل لأول مرة منذ 75 عامًا، أن نرى المستوطنين يتركون المستوطنات هربًا من صواريخ المقاومة في لبنان"، وبرأيه أن: "هذا التوازن والردع يجعلانا محترمين في العالم، فعندما تكون ضعيفُا وتتعرض لاعتداء أو ظلم ما، كل ما قد تحصل عليه من العالم هو القليل من الشفقة، لأنّ الناس في داخلهم لا يحترمون الضعفاء، لذلك آلينا أن ندافع عن أنفسنا وعن حقنا ووجودنا".
وتابع بيرم يقول: "إننا نحن العرب، جميعنا، لم نعتدِ على أحد ولم نحتل دولة أحد ولم نمارس تهجيرًا وتطهيرًا عرقيًا تجاه أحد، وكنا آمنين في بلادنا"، مضيفًا: "نحن لسنا في معركة ضدّ اليهود، بل في معركة ضدّ صهيونية مجرمة قاتلة وقحة". وأوضح: "أننا في السابق، كنا نسمع عن الإبادات بعد حصولها، لكننا وللمرة الأولى في التاريخ الإنساني نشاهدها مباشرة على الهواء، ما يعني أن الصهاينة لا يأبهون لكلّ ضمائر العالم ولا بحقوق الإنسان ولا بكلّ ما سمي بقرارات الشرعية الدولية التي لم تُطبق إلا علينا، بينما عندما تصل إليهم فهي تسقط جميعها"، فبرأيه أن: "ما يجري هو رسالة لنا جميعًا، رسالة مفادها أننا إن لم ندافع عن أنفسنا لن يدافع عنا أحد ولن يسأل عنا أحد".
وتابع: "منذ تركت بيتي والطيران الإسرائيلي لا يغادر سماءنا مترافقُا مع أصوات القصف، كنت أقف على شرفة منزلي وأسمع صوت الغارات الإسرائيلية على الجنوب، ولأنّ مقاومينا أبطال، ولأن رايتنا التي أنفقت مئات المليارات لإزالتها باتت تُرفع اليوم في الجامعات الأميركية، وهذا استثناء في التاريخ، كلّ ذلك يؤكد لنا أن الرايات التي تدافع عن الحق والحرية والنضال تصبح أيقونة في كل العالم".
ورأى بيرم أن: "مقاومينا الأبطال في جنوب لبنان يقصفون المواقع العسكرية الصهيونية المقامة على أرضنا المحتلة، لكنّ الصهاينة ولأنهم جبناء يقصفون منازل المدنيين، وقد دمّروا آلاف الوحدات السكنية في جنوب لبنان، فيما تردّ مقاومتنا لهم الصاع صاعين". كما أشار إلى: "أننا نصرنا غزة، على مدار سبعة أشهر، ليس بالكلام، على أهمية الكلام، لكننا نصرناها بالدماء والأرواح وبالشهداء وببيوتنا المدمرة، نحن لا نريد شيئُا لأننا نحترم إنسانيتنا"، مضيفا أن: "غزة فضحت العالم وأسقطت كلّ حقوق الإنسان التي كان الغرب يتبجّح بها علينا وينظّر.. يتحدثون عن حقوق المرأة والطفل، فماذا فعلوا ليوقفوا التنكيل بالنساء والأطفال وذبحهم بالآلاف في غزة؟ ما الذي قاموا به حيال ما كُشف من مقابر جماعية في جانب المستشفيات؟ نحن لا يجب أن نسكت، ولا يمكننا أن نسكت حيال ما يجري، فنحن لسنا أرقامًا يتمّ عرضها لضحايانا، لكلّ إنسان فينا كرامته وعزته وعنفوانه".
وختم بيرم بالقول: "اجتماعنا اليوم مرصود من شعوبنا ومهم لها، لا تنقصنا الموارد البشرية والمادية؛ بل ينقصنا حسن الإفادة منها، ويجب علينا كوننا أمة عربية، أن تكون لنا الهيبة والاقتدار والكرامة والعزة والتعاون على مستوى العمال وعلى مستوى الاقتصاد وعلى مستوى التجارة".