لبنان
حزب الله شيع الشهيد على طريق القدس حسين علي عزقول في بلدة قلاويه
شيّع حزب الله وجمهور المقاومة في بلدة قلاويه الجنوبية، بعد ظهر اليوم الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2024، الشهيد على طريق القدس حسين علي عزقول (هادي)، وذلك بمسيرة حاشدة انطلقت من أمام منزل الشهيد، شارك فيها النائب حسن فضل الله، ومسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله عبد الله ناصر، ومسؤول وحدة المهن الحرة في حزب الله حسن حجازي، ورئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين، وعلماء دين وشخصيات وفعاليات وعوائل شهداء، وعدد من المهنيين، وحشد غفير من جمهور المقاومة.
وجابت مسيرة التشييع شوارع بلدة قلاويه، تتقدمها سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية والفرق الكشفية، وقد ردد المشاركون فيها اللطميات الحسينية والزينبية، وأطلقوا هتافات وشعارات وصرخات تندد بأميركا والكيان الصهيوني.
وأقيمت مراسم تكريمية للشهيد على وقع موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج)، حيث تولت ثلة من المجاهدين حمل النعش الذي لُفَّ بعلم حزب الله، وبعد أن وضعت أكاليل من الزهر أمام نعش الشهيد، أدت فرقة عسكرية من المقاومة العهد والقسم للشهداء بالمضي على درب الجهاد والمقاومة، ثم أقيمت الصلاة على جثمان الشهيد الطاهر، لتنطلق المسيرة مجددًا باتجاه روضة الشهداء، حيث ووري جثمان الشهيد في الثرى إلى جانب رفاق الدرب.
وتخلَّلت المراسم كلمة للنائب فضل الله قال فيها: "يا حسين، ها قد وصلت شهيدًا في سبيل الله كما كنت تدعو في ليالي شهر رمضان المبارك، وفي ليلة القدر، بأن تقتل في سبيله تحت راية وليك، وها قد قضيت بعدما أفنيت شبابك في هذه المسيرة، تعمل بصمت من أجل رُقي وتطور المقاومة، وأنت الذي أعطيتها كل عقلك وعلمك، وهذا القلب الطيب، وكل الجهد، من أجل رفعتها وعزتها وانتقالها من طور إلى طور".
وأضاف: "ها قد وصلت يا حسين، بعد هذه المسيرة التي أمضيتها مع رفاق دربك، وبعد 200 يوم في هذه الحرب التي تخوضها المقاومة دفاعًا عن بلدها وانتصارًا للمظلومين في غزة".
وتابع: "يا حسين أنت ورفاق الدرب لطالما أصليتم هذا العدو حرّ نار صواريخكم وحرّ نار المسيرات والقذائف، ولطالما قضَّيت مضاجع هذا العدو، وما نالوا منك إلاّ اغتيالًا وغدرًا، ولكن إخوانك ورفاق دربك في المقاومة، عاجلوا هذا العدو برد مفاجئ ونوعي ومتطور، وأدخلوا المعركة في مرحلة جديدة من خلال تلك العملية النوعية التي مهما أخفى العدو الخسائر وصدمته فيها، سيأتي اليوم الذي تتكشف فيه الحقائق عن هذه المرحلة التي أدخلت فيها المقاومة نوعية جديدة من سلاحها وصواريخها، ولم تكتفِ بأن أسقطت مسيرات العدو، بل أرسلت له إلى مقر قيادة "غولاني" وإلى وحدة "إيغوز" مسيراتها".
وأردف النائب فضل الله: "يا حسين مضيت في هذا الطريق، وتمضي المقاومة من إنجاز إلى إنجاز، ومن ردّ إلى ردّ، واليوم نشيعك في هذه البلدة، وفي الوقت نفسه نستعد لتوديع شهداء مدنيين قضوا في العدوان على بلدة حانين، وقد تشارك دمهم مع دم أطفال ونساء غزة، ولكن المقاومة عند التزامها، فكما واجهت العدو بعمل نوعي ردًا على جريمة اغتيالك، ها هي منذ الأمس وإلى اليوم تستهدف مستوطنات هذا العدو بصواريخها ردًا على استهداف المدنيين، وكل تمادٍ للعدو الإسرائيلي، يقابله رد موجع للمقاومة".
وشدّد النائب فضل الله على أنَّ استهداف المدنيين من الأطفال والنساء لا يبقى من دون رد نوعي، "لنفهم هذا العدو أننا نضع كل الاحتمالات، وأننا جاهزون لكل أمر يمكن أن يطرأ، ولم تأتِ هذه العملية النوعية ردً اعلى اغتيالك يا حسين، إلاّ لأن المقاومة جاهزة".
وقال: "إننا في الوقت الذي نخوض هذه الحرب بمعادلات محددة ووفق أطر محددة ومن أجل تحقيق أهداف معينة، وفي طليعتها الضغط على العدو كي يوقف عدوانه على غزة، فإن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات، وقد وضعت كل السيناريوهات والخيارات والخطط على المستوى العسكري والسياسي والشعبي والإعلامي للتعامل مع أي تطور، وإن كان هذا العدو يهدّد بين الحين والآخر، فهو أعجز من أن يفتح حربًا واسعة، ومع ذلك فإن المقاومة جاهزة لأي مواجهة وطارئ، وما العملية النوعية إلاّ نموذج يعرفه ويقرأه العدو، وهذا بعض من بأسك يا حسين وبأس إخوانك المجاهدين المستعدين دائمًا للمواجهة والتصدي".
وأضاف النائب فضل الله: "نحن عند التزامنا في المقاومة بفرض المعادلات والتصدي وتوفير مظلة الحماية، ورغم كل ما يرتكبه العدو، فإن هذه الحماية موجودة وقائمة، وعند كل اعتداء، هناك رد، ولكل تصعيد يقابله تصعيد، ولكل مرحلة سلاحها ونوعيتها وخططها، وهذا إن شاء الله ما يدفع شعبنا إلى الاطمئنان وقوة وحضور واستعداد هذه المقاومة لكل أمر طارئ".
وتابع: "يا حسين، أيها المهندس، أنت معروف لأهل السماء، وتعرفك السماء، مجهول لأهل الأرض، ولكن تراب الجنوب يعرفك، وأنت تعرف تراب فلسطين، وأنت الذي أوجعتهم على تراب فلسطين، وأنت الذي كتمت الأسرار واحتفظت بالكثير من الكثير من أسرارك. لم تُعرف إلاّ حين شهادتك، وهذه واحدة من ميزات هؤلاء المقاومين، فلا يعملون للدنيا وفي الضجيج ومن أجل أي شيء من حطام هذه الدنيا، ولا يطلبون جزاءً ولا شكورًا. جزاؤهم عند الله سبحانه وتعالى".
وختم النائب فضل الله بالقول: "كان كل همك يا حسين كيف تحمي هؤلاء الناس وبلدك وشعبك، وكيف تطور في هذه المقاومة من أجل أن تنتصر لقضايا المظلومين وللقضايا العادلة، ولإن تباهى العدو باغتيالك، كما تباهى بالاغتيالات الأخرى، نقول لهذا العدو، هؤلاء هم أطفال حسين، وأطفال الشهداء، ومع كل شهيد، هذه المقاومة ولَّادة، تنضم قوافل المجاهدين جيلًا بعد جيل إلى هذه المقاومة، فقد اغتال العدو السيد عباس الموسوي والشيخ راغب والحاج عماد والكثير الكثير من القادة والمقاومين، ووُلدت أجيال جديدة، ومن بينهم الشهيد حسين. وإن شاء الله مع الأجيال القادمة وأطفالك الذين هم على عهدك يا حسين، سندخل إلى المسجد الأقصى، ونحرر القدس مع بقية الشرفاء والمؤمنين والمقاومين".