معركة أولي البأس

لبنان

حمدان: لا تقدّم في المفاوضات رغم المرونة الإيجابية العالية التي أبدتها حماس
04/04/2024

حمدان: لا تقدّم في المفاوضات رغم المرونة الإيجابية العالية التي أبدتها حماس

لفت القيادي في حركة حماس أسامة حمدان إلى أنه "في اليوم 181 للعدوان الصهيوني على قطاع غزَّة، تتواصل فصول أكبر وأفظع وأطول جريمة بشعة عبر التاريخ الحديث، وتستمر أحداثها اليومية المروّعة؛ بين مجزرة وإبادة جماعية وإعدام ميداني وقصف همجي واعتقال وتهجير، ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال".

وفي مؤتمر صحافي، الخميس 4/4/2024، مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة، تابع حمدان "أثبت شعبنا العظيم، خلال نصف عام من العدوان الصهيوني المستمر، أنَّه (جبلُ المحامل) الذي يكتنز في ذاكرته الحيّة ومسيرته النضالية كل مقوّمات القوَّة والإرادة والصمود، والذي ستتحطّم على عظمة رباطه وصبره ومقاومته كلّ مخططات العدو وداعميه على أرض غزَّة".

وحذّر حمدان "من كل المخططات المشبوهة والدنيئة التي تتساوق مع مشاريع الاحتلال الخبيثة في بث البلبلة وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد"، وأضاف "نشيد بمدى الوعي واليقظة والمسؤولية الوطنية لدى كل مكوّنات العمل الوطني والفصائلي والعشائري في تعزيز الوحدة والتلاحم في مواجهة العدو الصهيوني".

وبارك "العمليات البطولية لأبناء شعبنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة"، وقال "نعدّها ردًّا طبيعيًا على جرائم العدو الصهيوني وإسنادًا لأهلنا ومقاومتنا في قطاع غزَّة، وتأكيدًا على تلاحم شعبنا ووحدته حول خيار المقاومة سبيلًا للتحرير والعودة، وندعو إلى استمرارها وتصعيدها". 

وأضاف أنَّ "الجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الصهيوني ضدّ مجمع الشفاء الطبّي والأطقم الطبية والمدنيين العزّل والمرضى والنازحين فيه وفي محيطه، ستبقى شاهدة على وحشية هذا الاحتلال وساديته، ووصمة عار على جبين كل المتخاذلين والمتقاعسين عن إدانة هذه الجرائم ووقفها ومحاكمة مرتكبيها".

وتابع حمدان "إنَّ استمرار الصمت والعجز الدولي تجاه هذه المجازر، يشكّل ضوءًا أخضر لارتكاب المزيد من المجازر، وما استهداف قافلة للعاملين في منظمة المطبخ المركزي العالمي، جنوب دير البلح، إلا ترسيخ لفكرة أنَّ هذا الكيان مارق منفلت من كل القيم الإنسانية، ما يتطلّب اتخاذ إجراءات عاجلة وفورية لردع وكبح جماح إرهابه ومحاكمته بعد ذلك".

وشدد حمدان على أنَّ "ما كشفته وسائل إعلام صهيونية وعالمية عن انتهاكات مُمنهجة مروّعة وأساليب تعذيب قاسية ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزَّة، وهو ما أكدّته شهادات لأسرى تمَّ الإفراج عنهم، يمثل جريمة حرب تضاف إلى سلسلة الجرائم السادية التي ينفذها جيش الاحتلال النازي".

وحمّل حمدان "الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة آلاف المختطفين والمعتقلين الذين يتعرّضون لأبشع صنوف التعذيب والتنكيل الانتقامي"، واستهجن "الصمت الدولي أمام استمرار جرائم الإعدام والقتل تحت التعذيب الذي يتعرّضون له"، كما دعا "للتدخل لإنقاذهم والإفراج الفوري عنهم".

وأردف قائلًا "تتحمّل الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن شخصيًا المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية عن جرائم الحرب، فهذه الإدارة لن تكون بمعزل عن المحاسبة لدعمها وشراكتها الكاملة لهذا الاحتلال في جريمة حرب الإبادة الجماعية، من خلال دعمه سياسيًا ودبلوماسيًا وإمداده بجسور لا تنقطع من السلاح والقنابل والعتاد والذخائر الحربية".

وأشار القيادي في حماس إلى أنه "تم في ساعة متأخرة من ليلة أمس إبلاغ الإخوة الوسطاء في مصر وقطر بموقف الحركة، وأننا متمسكون بموقفنا الذي تم إبلاغه لهم وتسليمه يوم 14 أذار/مارس، بشكل رسمي"، وأضاف "عناصر موقفنا متمثلة بضرورة وقف العدوان، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم خاصة في الشمال، وتكثيف وصول الإغاثة إلى كل أماكن قطاع غزَّة والبدء في إعادة الإعمار، وعملية تبادل أسرى حقيقية وجادة".

وأكد حمدان "أنه لا تقدّم في المفاوضات حتى الآن، بل هي تراوح مكانها .. رغم كل جهودنا، مع الأسف"، وأضاف "رغم المرونة الإيجابية العالية التي أبدتها حركة حماس في المفاوضات، لأجل تسهيل الوصول لاتفاق، ما زال موقف الاحتلال النازي متعنتًا ورافضًا الاستجابة والقبول بمطالب شعبنا الوطنية".

وأوضح حمدان "بعد جولة القاهرة الأخيرة، لا تزال حكومة الاحتلال تراوغ، ما جعل المفاوضات تدور في حلقة مفرغة، حيث ما زال الاحتلال يرفض مطالب شعبنا ومقاومتنا المشروعة بوقف  شامل لإطلاق النار، أو الانسحاب من القطاع أو عودة النازحين، وتبادل حقيقي للأسرى".

ولفت حمدان إلى أن "نتنياهو لا يزال يضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق، وغير معني بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين".

وأكد حمدان أن "حركة حماس تواصل سعيها الدؤوب لإنهاء هذه الحرب العدوانية على شعبنا، وتعمل بكل مسؤولية وطنية من أجل تكثيف إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية، وتضميد جراح أهلنا الصَّابرين المرابطين وتعزيز صمودهم على أرض غزَّة العزَّة.

وأدان حمدان "استمرار عدوان الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية على اليمن والعراق وسورية"، وقال "نعدّ استهداف الاحتلال مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق مؤخرًا انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتعديًا على سيادة الدول، وتتحمّل الإدارة الأمريكية وحدها بدعمها وشراكتها للاحتلال في هذه الجرائم مسؤولية زعزعة أمن واستقرار المنطقة وتداعيات ذلك".

وأضاف "نعرب عن تقديرنا وشكرنا لما تقوم به القوات اليمنية المسلحة الشقيقة، والإخوة في المقاومة اللبنانية في لبنان الشقيق، وفصائل المقاومة في العراق الشقيق، من عمليات استهداف الكيان الصهيوني ومصالحه، نصرة لشعبنا وإسنادًا لمقاومتنا الباسلة".

وختم حمدان "ندعو جماهير شعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل المحتل إلى مواصلة الرّباط وشدّ الرّحال والاعتكاف في المسجد الأقصى، ولتكن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك التي تصادف يوم القدس العالمي، ميدانًا للانتصار للقدس والأقصى، كما ندعو جماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم، إلى الانتفاض في وجه هذه الإدارة الأمريكية الداعمة للاحتلال، وتصعيد حراكهم أمام سفارات الاحتلال والإدارة الأمريكية في العالم، وتكثيف ضغوطهم على الكيان الصهيوني وداعميه، نصرة لشعبنا العظيم وإسناداً لمقاومته الباسلة".

إقرأ المزيد في: لبنان