نصر من الله

لبنان

الشيخ قاسم: نحن مقاومة الشعب المصر على أن يستعيد أرضه بالكامل
20/12/2018

الشيخ قاسم: نحن مقاومة الشعب المصر على أن يستعيد أرضه بالكامل

 

أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن "سبب كل أزمات المنطقة على امتداد العالم العربي والإسلامي هي "إسرائيل" التي شرَّدت الفلسطينيين، وضيقت على الذين يعيشون داخل فلسطين،  ولم تترك وسيلة من الوسائل الإجرامية والبشعة  إلاَّ واستخدمتها، قتلت الأطفال والنساء، وهدمت البيوت، وأعدمت في وضح النهار الشباب والمارة والنساء، وطردت الناس من أراضيهم ومنازلهم، وحاصرت في غزة، واحتلت أجزاءً من دول عربية عدة، مصر والأردن وسوريا ولبنان، وهي دائمًا في الموقع المتآمر على منطقتنا وفي موقع العمل الدؤوب من أجل أن تُحدث الفتن المتنقلة بين بلدٍ وآخر". وأضاف "إسرائيل" تحاول أن تبدي مظلوميتها أمام العالم لتثبت حقها في فلسطين، ولكن لا حق لها، الأرض ليست لها، والحق ليس لها، وهذا الإدعاء في العالم حتى ولو كان بمساندة أمريكا والدول الكبرى لن يغير الحقيقة ولن يغير الواقع".

وتابع سماحته القول "إسرائيل" اليوم تخترق الأجواء اللبنانية، ففي الشهر الماضي بلغ عدد الاختراقات في الأجواء 150 خرقًا، وإذا قسمّناهم على 30 تكون النتيجة بمعدل 5 خروقات يوميًا"، وسأل "ألا يُعتبر هذا الخرق اعتداءً على لبنان؟ أين مجلس الأمن وأين الدول الكبرى وأين الإنصاف الذي يتحدثون عنه؟"، وأضاف "مسموح لـ "إسرائيل" أن تعتدي، ومسموح لـ "إسرائيل" أن تخترق، ومسموح لـ "إسرائيل" أن تحاصر، ومسموح لـ "إسرائيل" أن تقتل، لأن أمريكا مع "إسرائيل"، ولأن الدول الكبرى راضية بوجود "إسرائيل" في منطقتنا على حساب شعوب هذه المنطقة، لكن عندما تكون المقاومة موجودة وشعب المقاومة موجودًا وإرادة المقاومة موجودة لا يمكن لـ "إسرائيل" أن تُنجز مشروعها، ولا يمكن أن تخصص حدود "دولتها"، ولا يمكن أن تبقى في المستقبل بيننا مع وجود هذه المقاومة الشريفة البطلة التي تعمل وتضحي ومنها الشهيد القائد سمير القنطار".

وشدد على أن "لا حل مع "إسرائيل" إلاَّ بالمقاومة، أما التسوية (..) ليست معبرًا لإنهاء القضية الفلسطينية، بدليل صفقة القرن، المبنية على أن تُعطى القدس بكاملها لـ "إسرائيل" وأن تلغي حق العودة وأن تنهي كل شيء إسمه القضية الفلسطينية، إذًا أي تسوية تتحدثون عنها؟".

وفيما أكد سماحته أن "المقاومة هي الحل"، قال "هذه المقاومة ستستمر لا على قاعدة الألاعيب السياسية، لسنا مقاومة الدول التي تستثمر مقاومة الشعوب لمصالحها السياسية، نحن مقاومة الشعب المصر على أن يستعيد حقه بالكامل وأن يستعيد أرضه بالكامل، ولن يرد على أي معادلة سياسية لا في المنطقة ولا في العالم"، وأردف القول "لا تخيفونا بالمجتمع الدولي، ولا تضعوا لنا قواعد كما تريدون، المقاومة تأسست وجاهدت وأنجزت وانتصرت لتستمر بقواعدها لا بقواعد الآخرين، من هنا نقول لهم في الوقت الذي نقف فيه في الموقف الدفاعي وليس في الموقع الهجومي، من حقنا وحق الفلسطينيين وكل المقاومين أن يتجهزوا ويبنوا قوتهم ويستخدموا كل الأساليب والوسائل وأسباب القوة لمواجهة "إسرائيل"، وأوضح "لستم أنتم من يحدد لنا نوعية السلاح وكميته وضوابطه، المقاومة ستستخدم كل الإمكانات والوسائل لتكون الأقوى، ولتنتصر في المعركة، ولتواجه "إسرائيل" وكل الداعمين لها من الموقع "الإسرائيلي"، وسنستمر في أسباب قوتنا العسكرية مهما ارتفع الصراخ لأننا أدركنا على المستوى العملي أننا عندما أصبحنا أقوياء حررنا أرضنا في الجنوب، وعندما أصبحنا أقوياء بنينا توازن الردع مع "إسرائيل"، وعندما أصبحنا أقوياء استعدنا الأسرى والمعتقلين، وعندما أصبحنا أقوياء استطعنا أن ننقل هذه التجربة إلى شعوب المنطقة لتقاوم وتواجه الإرهاب التكفيري الذي هو صنيعة "إسرائيل".

وأشار الشيخ قاسم الى أن "المقاومة هي الحل لثلاثي الحق: للحماية والردع والتحرير، الحماية من العدوان "الإسرائيلي" الذي لا يفهم إلاَّ بلغة القوة، والردع لنضع حاجزًا أمام تصرفاته العدوانية بأي وقت يشاء، والتحرير لنستعيد أراضينا المحتلة".

وحول مسار تشكيل الحكومة، قال سماحته "نحن نعبِّر عن ارتياحنا لمسار تشكيل الحكومة في الأيام الأخيرة، خاصة أن مبادرة رئيس الجمهورية فخامة العماد ميشال عون قد فتحت مسارًا للحل والمعالجة، حيث يمكن إطلاق وصف حكومة الوحدة الوطنية عندما يتم الاعتراف باللقاء التشاوري وكل المجريات في الأيام الأخيرة تبيّن أن هذا الاعتراف حصل، وأن المطلوب استكمال بعض التفاصيل، ليكون تمثيل اللقاء التشاوري باختيار من يختارونه جزءًا لا يتجزأ من حكومة الوحدة الوطنية".

وأوضح بالقول "حزب الله ليس له مطالب خاصة في الحكومة، ولا يريد حصة إضافية، وإنما يريد إنصاف اللقاء التشاوري الذي يمثل أفراده رصيدًا شعبيًا ظهر من خلال الانتخابات النيابية، عندما يحصل هذا الأمر ويوافقون عليه، وإن شاء الله تسير الأمور في هذا الاتجاه، فالحكومة تتشكل بشكل طبيعي، عندها ستبصر الحكومة النور في القريب العاجل، ويكون أمامها مهمات كبيرة اجتماعية واقتصادية، لتبدأ معالجة هذا الواقع وتهتم بشؤون المواطنين، وتعمل على مكافحة الفساد كأولوية، وتعدِّل بعض القوانين التي تعبر عن الشفافية، وإجراء المناقصات في التعهدات المختلفة، مصحوبة بالتفتيش والمساءلة، لنصل إلى بعض الإصلاح في هذا الواقع المهترئ"، ولفت الى أن "الحكومة القادمة ستستلم مسؤوليتها ولدينا استقرار أمني وسياسي، وهذا دفعة مهمة لتنطلق الحكومة إلى أعمالها الداخلية في منطقة تعيش القلق والتطور والمشاكل التي استطعنا أن نحيِّد لبنان عن التأثر فيها. كفانا تجاذبات تخسرنا النتائج العملية".

وبما يخصّ الانسحاب الاميركي من سوريا، اعتبر الشيخ قاسم أنها بذلك تعلن فشلها، وأضاف "أمريكا في الواقع فشلت في مواقع عدة في المنطقة، هي لم تنجح في العراق ولا في لبنان ولا في دعم "إسرائيل"، ولم تنجح في دعم الإجرام ضد اليمن، ولم تنجح في سوريا"، وأشار الى "أن سوريا بعد سبع سنوات تحرر قسماً كبيراً منها، هنا يأس الأمريكي من تحقيق شيء على الأرض، ولذا أعلن قراره بالانسحاب".

ولفت الى أنه "عندما حرر الجيش السوري وحلفاؤه منطقة دير الزور وقف الأمريكيون حاجزًا في منطقة شرق الفرات كي لا يمس "داعش" لأن لها وظيفة إضافية، وبالتالي من أعاق انهاء "داعش" في شرق الفرات في منطقة دير الزور لسنة ونصف تقريبًا هو أمريكا لأنها تريد أن تستبدل "داعش" بغيرهم".

وخلص سماحته الى أن "أمريكا حامية داعش والجيش الأمريكي كان يريد "داعش" محطة من أجل أن يسيطر على المنطقة".

إقرأ المزيد في: لبنان