نصر من الله

لبنان

مع حلول شهر رمضان المبارك.. لا هدنة في غزة
11/03/2024

مع حلول شهر رمضان المبارك.. لا هدنة في غزة

حلّ شهر رمضان المبارك دون التوصل إلى هدنة في غزة تحقن دماء الفلسطينيين الذين لم يعودوا يعانون فقط من آلة القتل الصهيونية اليومية المباشرة بالقصف المدفعي والغارات الجوية، وأضيفت إليها الأمراض والجوع والحصار، ورغم ذلك يستمر الشعب بالصمود وتستمر المقاومة بالتصدي لقوات الاحتلال على أكثر من محور.
ولا يبدو أن هناك نيّة لدى قادة الكيان الصهيوني للتراجع عن الأهداف الفاشلة التي رسموها لعدوانهم، حيث أطلق رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو تهديداته مجددًا بالدخول إلى رفح وإعادة المستوطنين في الشمال المحتل، وهذا الأمر لا يثني محور المقاومة عن متابعة إسناد غزة، حيث شهدت عمليات المقاومة في جنوب لبنان تصعيدًا ملحوظًا بالأمس، كما تستمر المقاومة العراقية والقوات المسلحة اليمنية في القيام بواجباتها دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد.
أما محليا، فلا شيء جديد سوى المساعي المستمرة دون إحداث خروقات في الملف الرئاسي، والتي كان آخرها جولة تكتل الاعتدال وزيارته لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، فيما من المتوقع أن تنشط اللجنة الخماسية الدولية العربية مجددًا على هذا الصعيد.

 

"الأخبار": المقاومة تطرح شروطها.. والعدو يُكابر | هدنة غزة: لا خروقات

كشف طرفا الحرب والتفاوض، العدو الإسرائيلي وحركة «حماس»، أمس، موقفهما الفعلي من الحراك التفاوضي الذي كان قائماً، والذي لا تزال بعض إشاراته تتردّد من وقت إلى آخر، من غير أن تكون ثمة فرصة جدّية لحدوث اختراقات حقيقية، تتيح التوصّل إلى صفقة جديدة. وعلى الرغم مما اشتغل الأميركيون على الترويج له خلال الفترة الماضية، وآخره ما أعلنه الرئيس جو بايدن، أمس، من أن الفرصة لا تزال سانحة للوصول إلى اتفاق على هدنة مؤقتة تمتدّ إلى 6 أسابيع، مع تبادل أسرى، وأن «حماس» تريد اتفاقاً يوقف الحرب لأنها تريد أن «تبقى على قيد الحياة»، على حدّ تعبيره، إلا أن رأسَي القيادة في «حماس» ودولة الاحتلال ساقا، أمس، بما يمثّلان، أسبابهما وأهدافهما التفاوضية. وفي هذا السياق، أعلن رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس»، إسماعيل هنية، عن «خمسة مبادئ من أجل تحقيق اتفاق شامل لوقف الحرب وهي: وقف إطلاق النار الشامل، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من كل أراضي القطاع، وعودة النازحين بشكل كامل ومن دون شروط، وتأمين القضايا الإنسانية، بما فيها من إغاثة وإيواء وإعمار وإنهاء الحصار، ثم الوصول إلى صفقة مشرّفة بموجبها يتم تبادل الأسرى».

وأوضح هنية، في كلمة مساء أمس بمناسبة حلول شهر رمضان، أن هذه المبادئ الخمسة ترتكز إلى ثلاثة ضوابط انطلقت من خلالها المفاوضات، وهي: «أن هذا الاتفاق يجب أن يفضي إلى وقف إطلاق النار، وأن نترجم هذا الصمود الأسطوري وهذه البطولة وهذه التضحيات إلى إنجازات حقيقية لشعبنا على صعيد المعركة وعلى الصعيد الوطني والسياسي، وأن نقطع الطريق على كل المخططات المشبوهة التي تستهدف غزة في بعدها الوطني والإداري والسياسي». وأكد أن العدو يتحمّل مسؤولية عدم التوصّل إلى اتفاق، ويتهرّب من إعطاء أي التزامات واضحة، وقال: «أقول لكم بكل وضوح وبكل مسؤولية وتجرّد، إن العدو حتى الآن يتهرّب من إعطاء ضمانات والتزامات واضحة خاصة في وقف الحرب»، مشدداً على أن «الاتفاق لا بد أن يشمل ثلاث مراحل متلازمة، وأن يكون أيضاً بضمانات دولية لإلزام الاحتلال بما يتمّ الاتفاق عليه». وأكد هنية أن حركة «حماس» وقيادتها «منفتحون على استمرار المفاوضات، وأي صيغ تنهي هذا العدوان وهذه الجرائم على شعبنا الفلسطيني».

العدو يتحمّل مسؤولية عدم التوصّل إلى اتفاق، ويتهرّب من إعطاء أي التزامات

كما أكد أن «حماس» تتابع ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي، وأنها «معنية أكثر من أي وقت مضى بوحدة الشعب الفلسطيني»، مبيّناً أن «هذا يترتب على ثلاثة مستويات: الأول المستوى القيادي وإعادة بناء المرجعية الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية عبر الانتخابات لمجلس وطني فلسطيني، والمستوى الثاني هو الاتفاق على تشكيل حكومة توافق وطني بمهمات محدّدة، ولفترة زمنية مؤقتة، إلى حين إجراء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني، والمستوى الثالث أن نتوافق على برنامج سياسي لشعبنا في هذه المرحلة». وأضاف: «نحن قدّمنا مقاربة سياسية على هذا الصعيد تتمثل في أننا مع إنهاء الاحتلال الصهيوني على أرضنا في الضفة الغربية وقطاع غزة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس مع حق العودة وتقرير المصير».

في المقابل، حدّد رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع مجلة «بوليتيكو»، برنامجه الفعلي للمرحلة المقبلة من الحرب المستمرة على قطاع غزة. وأعلن نتنياهو «(أننا) سندخل إلى رفح، والخطّ الأحمر بالنسبة إلينا هو عدم تكرار هجوم 7 أكتوبر»، مضيفاً «(أننا) نوشك على إنهاء الجزء الأخير من الحرب، والقتال لن يستغرق أكثر من شهرين وربما 6 أو 4 أسابيع». وبالنسبة إلى المفاوضات، قال: «لا أرى أي اختراق في المفاوضات، ولن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون إطلاق سراح الرهائن». أما عن الرؤية الأميركية للحل، فأشار نتنياهو الى أن «الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين بعد 7 أكتوبر لا تريد أن ترى دولة فلسطينية». وفي ما يتعلّق بالجبهة الشمالية، أعاد تكرار الموقف القائل «(إننا) سنعيد مواطنينا إلى بيوتهم في الشمال سواء بالوسائل العسكرية أو الدبلوماسية».

إلا أن ما بدا لافتاً، هو تأكيده أن «إيصال المساعدات بحراً إلى غزة فكرتي، ولا توجد مجاعة في غزة». كما أكّدت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، العبرية، نقلاً عن مسؤول رفيع، أن «نتنياهو طرح على بايدن فكرة إيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر في 22 تشرين الأول»، ثم «طرح ذلك على الرئيس القبرصي في 31 من الشهر نفسه». وفي 19 كانون الثاني، اقترح على بايدن «تشكيل فريق لتفتيش المساعدات في قبرص»، بحسب الصحيفة. وهذا يتساوق مع ما أعلنه وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس، من أن «المساعدات البحرية ستخضع لتفتيش مناسب في قبرص، ولن تصل أي مساعدات من دون أن نفتشها وفق معاييرنا»، مشيراً إلى أن آلية الجسر البحري ستساعد في إنهاء سيطرة «حماس» المدنيّة في شمال قطاع.

 

"البناء": هنية: أبدينا كل المرونة لاتفاق يُنهي الحرب

كالعادة توزّع العالم الإسلامي في رؤية هلال شهر رمضان بين يومين هما اليوم وغداً، لكن فلسطين ومعاناة شعبها في غزة سوف تبقى عامل الوحدة بين الصائمين خلال شهر رمضان على مساحة العواصم والمدن الإسلامية والجاليات المسلمة في المهاجر. وقد دعتها المقاومة في غزة بلسان أبو عبيدة المتحدّث باسم قوات القسام، ثم بكلام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لإحياءات تكون فلسطين وغزة محورها.
هنية الذي توجّه بكلمة متلفزة للحديث عن مسار التفاوض قال “إن حماس وضعت منذ بداية المسار التفاوضي 3 ضوابط من أجل التوصل لاتفاق”. وقال إنّها تتمثل في وقف النار وضمان انسحاب قوات الاحتلال وفك الحصار عن غزة، لأن الهدف هو قطع الطريق على كل المخططات المشبوهة التي تستهدف غزة. وأكد أن الحركة تحلّت بمسؤولية عالية وإيجابية ومرونة واسعة في مسار التفاوض برعاية قطر ومصر، كاشفاً عن أنه تواصل مع الوسطاء – حتى قبل ساعات من إلقاء الكلمة – و”لم يتلقَ التزاماً من الاحتلال الإسرائيلي بوقف الحرب على غزة”.

بالتوازي مع كلام هنية، كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يتحدّث لصحيفة “بوليتيكو” الأميركية مؤكداً التوصل الى استعصاء في مسار التفاوض محمّلاً حماس المسؤولية، مؤكداً أن معركة رفح مقبلة، وأن إعادة مهجري مستوطنات الشمال سوف تتحقق بالطرق السياسيّة وإلا فعن طريق استخدام القوة.
كلام نتنياهو يأتي في توقيت تزداد صدوع الحرب التي تهزّ كيان الاحتلال، بعدما أصبحت قضية الأسرى وقضية مهجّري الشمال، عنوانين حاضرين في المسرح السياسي والإعلامي اليومي داخل الكيان. وجاءت قضية السجال حول التجنيد لتفتح صدعاً آخر أصاب مباشرة وحدة الكيان الاجتماعية، حيث تسبب الحديث عن إلزام الحريديم بالتجنيد باندلاع سجالات انتهت بكلام لحاخام السفارديم يعقوب يوسف هدّد خلاله بالردّ على التجنيد بالهجرة.

تتواصل تحذيرات كيان العدو المتصاعدة الوتيرة وتكثيف جيشه استعداداته لإمكانية تنفيذ عملية برية في لبنان. وأعلن جيش العدو أنه «يتمرّن على الإمداد متعدّد الأذرع تحت النيران في إطار الاستعداد للمناورة البرية في الجبهة الشمالية». والجمعة، كشفت وسائل إعلام العدو أن جيش «إسرائيل» يُعدّ خطة لعملية برية محتملة في لبنان، في خضم التصعيد العسكري مع حزب الله المستمرّ منذ أشهر. وقالت القناة 13 الإسرائيلية إنه «في إطار الاستعدادات لاحتمال نشوب حرب في الشمال، كلف الجيش العميد موشيه تمير بمسؤولية إعداد عدّة خطط محتملة لعملية برية في لبنان بمستويات مختلفة».

الى ذلك استهدفت الغارة الإسرائيلية بلدة الهبارية جنوبي لبنان وأسفرت عن استشهاد 4 أشخاص من “الجماعة الإسلامية”. وأغار الطيران المسيّر المعادي صباحاً، على الأحراج الشرقية لبلدة الهبارية في منطقة العرقوب، واستهدف الصاروخ سيارة “كرافان” على الطريق بين بلدة الهبارية – ومنطقة “سدانة” ونقل المسعفون جريحاً كان بالقرب منها.
وحلّق الطيران على علو مرتفع فوق مدينة الهرمل، وقرى قضاء جبيل والبترون ومنطقة ساحل المتن.
وتعرّض حرج بلدة كونين في قضاء بنت جبيل لقصف مدفعيّ مركّز مصدره مرابض جيش العدو الإسرائيلي المنصوبة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما استهدف العدو الإسرائيلي بالقصف المدفعي هورا بين ديرميماس وكفركلا وأطراف كفركلا وديرميماس، وتلة العزية.

ورداً على ‏الاعتداءات المعادية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية وآخرها الاعتداء على بلدة خربة ‏سلم واستشهاد عائلة بأكملها، ‏قصف حزب الله مستعمرة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا. كما ‏شنّ هجوماً جوياً بمسيرتين ‏انقضاضيتين على مرابض المدفعية في عرعر. وأصاب أهدافها بدقة. كذلك، ‏استهدف حزب الله تجمّعاً لجنود العدو شرق موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابةً مباشرة، كما استهدف آلية عسكرية صهيونية من نوع “نمير” في موقع المالكية ‏وأصابها إصابةً مباشرة، واستهدف ‏التجهيزات التجسسيّة في موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وثكنة معاليه غولان بالأسلحة الصاروخية وموقعي السماقة والرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية.

سياسياً، يعاود سفراء الخماسية جولاتهم على القيادات السياسية هذا الأسبوع، وأفيد أنهم سيزورون الرئيس نبيه بري مرة جديدة للبحث في مدى إمكانية الدعوة الى جلسات انتخابية متتالية، ربطاً بمبادرة كتلة الاعتدال الوطني التي سيلتقي أعضاؤها سفراء الخماسية لمواكبة المبادرة خارجياً وفق التطورات الإقليمية، على أن تزور بعد ذلك مجدداً الكتل السياسية خاصة وأن هناك أجواء أشيعت من قبل مسؤولين سياسيين أطاحت بالمبادرة. وتلفت مصادر دبلوماسية لـ”البناء” إلى أن سفراء الخماسية يتواصلون مع مختلف القوى السياسية من خلال زيارات يقوم بها السفراء كل على حدة. وهناك رغبة من الجميع في إنهاء الفراغ الرئاسي إلا أن الخلافات لا تزال قائمة حيال شخص الرئيس، ولذلك لا يمكن الإفراط في الإيجابية. مع تشديد المصادر على أن الخماسية لا تتدخل في الأسماء وما تقوم به يأتي في سياق رسم خريطة طريق لتوافق القوى السياسية على انتخاب رئيس.

وكان الرئيس بري تلقى في الساعات الماضية اتصالاً من الموفد الفرنسي جان إيف لودريان عبر عن المناخ داخل الخماسية لجهة أهمية انتخاب رئيس للجمهورية وعدم تضييع الفرص. ويأتي الاتصال بعد زيارة قام بها النائب علي حسن خليل إلى قطر حيث بحث مع المسؤولين القطريين في الملف الرئاسي والوضع في الجنوب وسط معلومات تشير إلى طلب بري من قطر التحرك مجدداً على الخط الرئاسي في لبنان.
وقالت مصادر كتلة الاعتدال لـ”البناء” إن الأجواء التي انتهى اليها اللقاء مع الرئيس نبيه بري كانت إيجابية، مشيرة الى ان الكتلة ستواصل العمل على تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء، لكن في الوقت نفسه وبعد الجولة الثانية التي سنقوم بها والتي سوف تتظهّر خلال المواقف الحقيقية للقوى السياسية سوف نوضح للرأي العام مَن عطّل المبادرة، بخاصة أن هناك مَن تعمّد إطلاق النار على المبادرة من دون أي سبب.

وتنصّ المبادرة على نقاط ثلاث:
– يتداعى النواب الذين يمثلون أكثر من ٨٦ نائباً للتشاور في مجلس النواب ولم يُحكَ عن دعوة توجّه من أي طرف أو ترؤس للتشاور.
– يطلب هؤلاء النواب من رئيس المجلس الدعوة لجلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس تطبيقاً للدستور.
– يلتزم النواب بعدم تطيير النصاب.
وشجب البطريرك الماروني بشارة الراعي بشدّة “حرب الإبادة الجارية في غزّة ونطالب العالم بإيقافها”. ونحن في لبنان نبتغي عدم الانزلاق في هذه الحرب العمياء والحقود، وحماية الجنوب والمواطنين، والذهاب على الفور إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة من أجل انتظام المجلس النيابيّ والحكومة وسائر المؤسّسات الدستوريّة. من هذا المنطلق ننظر بكثير من الإيجابيّة إلى مبادرة “تكتّل الاعتدال الوطني”، وإلى مساعي “لجنة السفراء الخماسيّة.»

 

"الجمهورية": "الاعتدال" الى جولة لاستنقاذ مبادرته... والخماسية إلى حراك جديد

هَلّ هلال رمضان الكريم غروب أمس، لكنّ هلال الهدنة في غزة وتالياً في الجنوب اللبناني لم يهل بعد حتى يكون إيذاناً بعودة الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين كما وعد رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال زيارته الاخيرة للبنان مطلع الاسبوع الفائت، ليتابع مهمته في شأن تطبيق القرار 1701 وكذلك في شقها السياسي المرتبط بالاستحقاق الرئاسي والسلطة الجديدة المطلوب إقامتها لتتولى المسؤولية عن المنطقة الحدودية والاضطلاع بمهمة إنقاذ البلاد على كل المستويات.

حَسَمها رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال عطلة نهاية الاسبوع بالقول «ما في حلول طالما الهدنة (في غزة) مش ماشية، وليصير في هدنة بيصير لهوكشتاين دور، وحتى اللحظة ما في شي». أضاف: «هوكشتاين قَدّملنا أفكار في مِنها إيجابية ومِنها في إنّ». وتابع: «نحن ملتزمون بتطبيق القرار 1701 بالكامل و«غير الله ما بيجبرني وافِق على بنود فيها إنّ». ولفت الى انّ «القطريين مهتمون بملف غزة وربطاً جبهة الجنوب حيث يدعمون الحل ويشجّعون على البحث في الافكار التي طرحها هوكشتاين».

وعلمت «الجمهورية» انّ بري تلقّى بعد ظهر أمس اتصالاً هاتفياً من الموفد الفرنسي جان إيف لودريان جرى خلاله البحث في ضرورة الحوار والتوافق من اجل انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن لمواجهة التحديات المتراكمة على اكثر من صعيد. وقد وصف الاتصال بأنه في إطار مواكبة المساعي الديبلوماسية لإيجاد حل رئاسي.

تكتل الاعتدال

وفي انتظار التحرك الجديد المُرتقَب لسفراء المحموعة الخماسية العربية ـ الدولية في بيروت، والتحرك المنتظر لتكتل «الاعتدال الوطني» في جولته الثانية لشرح آليات مبادرته الرئاسية وتفاصيلها والمرتقب هذا الاسبوع او الذي يليه، قالت مصادر نيابية مستقلة لـ«الجمهورية» انّ «المبادرة في الشكل الذي طرحت فيه لا تؤدي الى انتخاب رئيس للبلاد، بدليل موقفَي رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الاعلام زياد مكاري منها، وعدم رَد «حزب الله» حتى امس على المبادرة». واضافت المصادر: «لا نتوقّع نجاح المبادرة بل لعلها انتهت عملياً، حتى الذين أعلنوا موافقتهم عليها من حيث المضمون العام اعترضوا على الآلية التنفيذية المطروحة».

لكنّ عضو تكتّل «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني قال امس، خلال استقباله وفوداً شعبية وشخصيات وهيئات عكارية وشمالية في مكتبه في المحمرة، انّ «مبادرة التكتل الرئاسية مستمرة وقد خلقت دينامية كان يحتاجها لبنان، وأعادت الروح إلى الحياة السياسية، وفتحت أبواب أملٍ لدى اللبنانيين بإمكانية الحلّ السياسي الذي يُخرج البلاد من عنق الزجاجة». واضاف: «انّ إطلاق البعض النار على المبادرة أو نَعيها ليس هو الواقع، وهو بطبيعة الحال لا يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين، فالمؤسف أن يكون أصدقاء لبنان في الخارج يسعون إلى إنهاء الشغور وحلّ الأزمة، وهناك في الداخل من يسعى لعرقلة الحل أو يتمنّى أن لا يكون هناك حل يُنهي مأساة لبنان ويضعه على سكّة التعافي». وسأل «ما البديل من الحوار والتّلاقي وكلنا يعلم أنه مهما رفعنا السقوف السياسية في وجه بعضنا البعض، سنجلس في النهاية إلى طاولة ونتحاور؟ فلماذا لا نوفّر كل هذا العناء وكل هذا الوقت على المواطن». وأضاف: «نحن سنتلاقى تحت سقف المؤسسات الدستورية التي تحكم عملنا السياسي، وهي الإطار الأنسَب للوصول إلى نتيجة سياسية ووطنية جامعة، تُراعي وفاقنا الوطني وعيشنا المشترك».

كذلك اكد عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب محمد سليمان لوفود زارَته في وادي خالد، أن «مبادرة التكتل تُحاكي هواجس جميع اللبنانيين لأنها تعمل على التلاقي بين كل المكونات السياسية لإنهاء الشغور، وتسعى لتقريب وجهات النظر بين كل الكتل لإنهاء الفراغ الحاصل في المؤسسات». وقال: «إنّ المسعى الداخلي الذي يقوم به التكتل يُلاقي اليوم المبادرة الخماسية ويذلّل العقبات للوصول الى حل يجمع اللبنانيين ويحمي لبنان».

وكان بري قد قال السبت عن لقائه بكتلة «الإعتدال»: «اللقاء كان إيجابياً. وأنا اللي بحطّ آلية للمبادرة، وما في رئيس غير رئيس المجلس» (لرئاسة الجلسة التشاورية التي تضمنتها مبادرة الاعتدال) .

وفي هذا السياق، وعلى وقع الاجتماعات المتجددة للخماسية العربية والدولية، أفيد انّ سفير قطر في بيروت الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني يقوم بحركة بعيداً عن الاعلام باتجاه مجموعة من النواب، من ضمن التحرك الفردي للسفراء الخمسة، وسط معلومات عن احتمال زيارتهم لبري قريباً. وقد بدأ آل ثاني حركته بزيارة البترون حيث التقى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل وتناول اللقاء العلاقات اللبنانية - القطرية والأوضاع في لبنان، لا سيما منها الاستحقاق الرئاسي وتحركات المجموعة الخماسية في شأنه، والتطورات الجارية في المنطقة وما ينجم من الحرب الاسرائيلية على غزة.

إنتخاب الرئيس

وفي المواقف، أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي أمس، أننا «ننظر بكثير من الإيجابيّة إلى مبادرة «تكتّل الإعتدال الوطني»، وإلى مساعي «لجنة السفراء الخماسيّة» راجين للإثنين النجاح، وشاكرين لهم الجهود والتضحيات».

ووجّه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة الى اللبنانيين لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، حذّر فيها من انّ «لبنانُ فِي دَائرَةِ الخَطَر، وَالسَّبَبُ الأَوَّل هُوَ الشُّغُور الرِّئَاسِيّ...». وقال: «إنَّ الأولَوِيَّة المُطْلَقَة اليَوْم هي إِجْرَاءُ انتخابِ رَئيسٍ لِلجُمهُورِيَّة، ولا يُمْكِنُ أن نَخْرُجَ مِن أَزَمَاتِنَا إلا بِإِنجَازِ هذا الاسْتِحْقَاق، لِنُحَافِظَ على وَحْدَتِنَا الوَطَنِيَّة، فلُبنان لا يَعِيشُ إلا بِجَنَاحَيْه، المُسْلِمِ وَالمَسِيحِيّ، ولا نَرضَى إلا بِالمُسَاوَاة التي نَصَّ عليها اتِّفَاقُ الطّائف، ولا يُسَاسُ لُبنان بِمَنْطِق الرَّابِح وَالخَاسِر، أوِ القَوِيّ على الضَّعِيف، بل كُلُّنَا أَقوِيَاء بِكَلِمَة الحَقّ، وَمُنْتَصِرُون لِوَطَنِنَا وَلِشَعْبِنا».

إنفراج ولَو مشروط

ومن جهة ثانية، وفي الوقت التي تواصلت مظاهر التوتر وارتفاع منسوب العمليات العسكرية في مختلف مناطق قطاع غزة نتيجة الفشل في ترتيب اي اتفاق لوقف اطلاق النار أو أي هدنة انسانية جديدة، شهدت عطلة نهاية الأسبوع مجموعة من اللقاءات والتحركات التي يمكن ان تؤدي الى انفراج ولو مشروط في وقت قريب.

وتقاطعت مصادر ديبلوماسية عربية ولبنانية على التأكيد لـ«الجمهورية» انّ حراك الساعات الماضية يبحث عن ثغرة يمكن ان تجمع الحد الادنى ممّا هو مطلوب للتوفيق بين مطالب إسرائيل وحركة «حماس»، خصوصاً على مستوى اعادة النظر في البرنامج المقترح لتبادل الاسرى والرهائن لدى «حماس» بالمعتقلين في السجون الاسرائيلية وفق جدول جديد تجري صياغته بين الدوحة وواشنطن وتل أبيب، وهو ما كان موضع بحث في العاصمة القطرية ما بين مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز الذي أنهى جولته على كل من مصر وقطر وتل أبيب بلقاءٍ جَمعه برئيس الموساد الاسرائيلي دافيد برنياع في سياق المساعي الأميركية الهادفة الى وقف النار وتوفير حاجات القطاع من المواد الغذائية والانسانية والمحروقات على انواعها.

وقالت المصادر انّ هذا اللقاء شكّل المناسبة شبه الاخيرة في هذه الساعات الحرجة التي يمكن ان تُفضي الى اي تفاهم يمكن ترتيبه في الأيام الاولى من شهر رمضان الذي بدأ اليوم كما كان متوقعاً. وفيما لم تدخل المصادر في تفاصيل الخلافات التي عبّرت عنها الشروط والشروط المضادة بين اسرائيل وحماس، توقّعت في المقابل ان توفّر واشنطن والقاهرة والدوحة ضمانات محددة للطرفين قد تؤدي الى التوصّل الى هدنة في الأيام القليلة المقبلة.

لقاءات الرياض

وفي هذه الاجواء توجّهت الأنظار الى لقاءات الرياض التي جمعت الأحد ممثلين عن 6 دول عربية وخليجية لمواصلة مساعيها لوقف اطلاق النار في غزة، بعدما رفعت المملكة من شروطها لإحياء البحث في تفاصيل مرحلة التطبيع مقابل وقف نار شامل، كذلك رفعت مصر من ضغوطها على الجانب الاميركي ممثّلاً بمدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز الذي لم يتمكن من إحضار نظيره الاسرائيلي الى مفاوضات القاهرة قبل أن يوافيه الى الدوحة. وكلّ ذلك لضرورة إنهاء الحرب على غزة والتوصّل إلى وقفٍ فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، ورفع كل القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

سخونة جبهة الجنوب

وعلى الجبهة الجنوبية ارتكبَ العدو الاسرائيلي مجزرة بكل معنى الكلمة ليل أمس الاول، حيث أغار طيرانه على عدد من المنازل في بلدة خربة سلم، ودمّر مبنى من طبقات عدة ما أدى الى استشهاد عائلة بكاملها نازحة من بلدة بليدا، وتضمّ: الاب جعفر علي مرجي، وزوجته احلام حسن فقيه وولديه علي جعفر مرجي وحسن جعفر مرجي. كذلك اصيب 8 اشخاص بجروح نقلوا إلى مستشفى تبنبن الحكومي، وتضرّر عدد من المنازل في البلدة وفي الصوانة المجاورة.

واغار الطيران الحربي المعادي فجر امس على مرتفعات إقليم التفاح، وكذلك على الاحراج الشرقية لبلدة الهبارية في منطقة العرقوب. واستهدف الصاروخ سيارة «كرافان» على الطريق بين الهبارية و«سدانة» ونقل المسعفون جريحاً كان بالقرب منها.

وبعد الظهر إستهَدف القصف الاسرائيلي كفركلا وأطراف بلدة برغز في قضاء حاصبيا، ومنطقة «هورا» بين أطراف كفركلا وديرميماس، وتلة العزية، وأطراف بلدتي الهبارية والفرديس. وقبَيل السادسة مساء، أغار الطيران الحربي المعادي على اطراف بلدتي الهبارية وراشيا الفخار وعلى الوادي بين كونين وبرعشيت.

في المقابل، نفّذت المقاومة الاسلامية عمليات نوعية مكثفة رداً على هذا القصف باستهداف مستعمرة جبل «ميرون» (الجرمق) بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

وهاجمت بمسيّرتين ‏انقضاضيتين مرابض المدفعية في عرعر (الجولان المحتل)، وموقع رامية وتجمّعاً لجنود العدو شرق موقع بركة ريشا، وآلية عسكرية ‏من نوع «نمير» في موقع المالكية. ‏

واكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي «وقوع أضرار بآلية عسكرية إسرائيلية في موقع المالكية بعد استهدافها بصاروخ عند الحدود مع لبنان». كذلك اعلن عن سقوط طائرة انتحارية تابعة لـ«حزب الله» في منطقة حرمون».

واستهدف المقاومون ‌موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع ‏الراهب وانتشار جنود في محيطه بصواريخ «البركان» وثكنة «‏معاليه غولان» (بالجولان) وموقعي ‏الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا.‌‏

وعاوَدت ‏المقاومة الاسلامية ‏عند الساعة الخامسة عصراً استهداف ثكنة «معاليه ‏غولان» ‏للمرة الثانية بعشرات صواريخ الكاتيوشا. ‏

دقة الصواريخ

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أمس، تعليقاً على ما يجري في جبهة الجنوب مع فلسطين المحتلة: «أدرك الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأربعة الأخيرة أنّ ترسانة أسلحة «حزب الله» تتضمّن أيضاً عدداً من الذخائر الدقيقة، بعضها ذو مسار مسطّح مثل الصواريخ المتقدمة والبعيدة المدى المضادة للدروع، والتي يصل مداها إلى نحو عشرة كيلومترات، كما أنّ بعضها لا يحتاج إلى خط رؤية متواصل بين منصة الإطلاق والهدف، إذ تجاوزت الصواريخ الدقيقة التلال وانفجرت على أهداف في كريات شمونة ومحيطها».

الجيش يتمرّن

لكنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي اعلن أمس أنه «يتمرّن على الإمداد متعدّد الأذرع تحت النيران في إطار الاستعداد للمناورة البرية في الجبهة الشمالية». وقال في بيان: «خلال الأسبوع الماضي أقيم تمرين عملياتي شَملَ تزويد الإمدادات اللوجستية جواً وبراً بقيادة هيئة التكنولوجيات واللوجستيات وبالتعاون مع قيادة المنطقة الشمالية وسلاح الجو وغيرها من الوحدات التابعة لذراع البر. تدرّبت القوات خلال التمرين على نقل المعدات، والمياه، والوقود، وأنواع الذخيرة خلال الطوارئ إلى القوات المناوِرة التي تخوض القتال على الجبهة الشمالية. شَمل التمرين تحميل معدات حملتها طائرات سلاح الجو وإفراغها ونقل المعدات بواسطة مركبات على الأرض.

واشار الى انه منذ نشوب الحرب تمّ إنجاز سبع عمليات تزويد بإمدادات لوجستية جواً من قبل وحدة الإمدادات الجوية التابعة للواء «هماروم»، والتي تمّ خلالها إدخال نحو 110 أطنان من الإمدادات لمصلحة القوات المناوِرة في غزة. أما برّاً فتم إنجاز آلاف العمليات اللوجستية الأخرى بواسطة قوافل لوجستية. الجيش جاهز لتنفيذ عمليات مشابهة على الجبهة الشمالية أيضاً، بكثافة عالية وتحت النيران إذا لزم الأمر».

 


"اللواء":  برّي يستجمع «الخيوط الرئاسية».. و لودريان يسأل عن «إمكان حدوث خرق»

اليوم أول أيام شهر رمضان المبارك، يمضي اللبنانيون إلى يومهم، عين على الجنوب، وعين على الجهود الجارية لإنهاء الشغور الرئاسي، من دون إغفال الجهود الجارية لوقف العدوان المجرم والحرب الاسرائيلية الآثمة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، الذي يسجل صموداً تاريخياً، ومقاومة باسلة في مواجهة الاجرام الاسرائيلي غير المسبوق.
ولم يحجب الاهتمام بالشأن العام، الفرحة اللبنانية العارمة في نجاح ياسمينا زيتون، ابنة كفرشوبا الرابضة على خط النار في الجنوب، من أن تحتل مرتبة الوصيفة الاولى لملكة جمال الكون.
وإذا كانت الاسئلة مشروعة حول متى تنتهي الحرب الاهلية، والحروب المتصلة بها، فإن مسار ما يجري يتحكم بالحصيلة، بعد ان يتزايد الضغط على دولة الاحتلال، وتستمر المقاومة بصمودها، وقتالها، وإلحاق الأذى والإحباط بالمشروع الانتحاري لبنيامين نتنياهو وأركان حربه.
بري والاعتدال
رئاسياً، فالرئيس نبيه بري الذي التقى وفد تكتل الاعتدال، الذي ضم النواب: وليدالبعريني، سجيع عطية، احمد الخير، محمد سليمان، احمد نسيم، عبد العزيز الصمد والنائب السابق هادي حبيش، و وصف البعريني ما دار باللقاء بأنه اعطى دفعا قويا للمبادرة، وسنكمل بالمبادرة.. معلنا عن انتظار التكتل جواب حزب الله، وان الرئيس بري ابلغهم كل الخير، وان المبادرة ستنجح..
وقالت  مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الوقت لا يزال متاحا من أجل معرفة مصير مسعى تكتل «الاعتدال الوطني» الذي لم يصبح في دائرة الخطر لكنه ينتظر اكتمال التوافق على طرح التشاور ثم جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بدورات متتالية.
واعتبرت أن  الطرح متواصل وقد لا ينتقل إلى المرحلة التالية ما لم ينل الأجوبة بشأنه، ومعلوم أنه يفترض أن تسمي كل كتلة نائبا أو اثنين للمشاركة في  التشاور، معربة عن اعتقادها أن « التكتل» يشيع اجواء إيجابية وإنما ترجمتها لم تتم بعد، على أن اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يخرج  بجو أوحى بالتراجع عن المسعى ولذلك فإن هناك اتصالات قد تشق طريقها قبل بلورة الخطوة الثانية.
ولفتت المصادر إلى أن لا موعد محددا لجلسة التشاور بعد وما من تفاصيل عن شكله، لأن  المهم هو المضمون والخروج بما يمكن أن يسهل الانتقال إلى جلسة الانتخاب بالنصاب الدستوري اللازم.
إلى ذلك قالت الأوساط أن أي موقف من الكتل التي سبق وايدت المسعى ينمّ عن التراجع عن ذلك يعني وقوع الطرح في المحظور.
وحسب نائب في التكتل، فإن النواب خرجوا بانطباع بايجابية استمرار المبادرة.
والجديد، هو تلقي الرئيس بري اتصالا هاتفيا من الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان، جرى خلاله البحث في تطور الحراك الرئاسي والوضع في جنوب لبنان.
ومن المتوقع ان يبلّغ حزب الله تكتل الاعتدال جوابه على المبادرة التي نقلها اليها نواب الاعتدال الوطني، من زاوية التمسك بالحوار وفقا للمنهجية التي اقترحها الرئيس نبيه بري.
وليلاً، عاد السفير السعودي وليد بخاري من الرياض، وسط اهتمام اللجنة الخماسية، وسعيها الى تفعيل الدور الذي من شأنه ان يخلق أجواء ملائمة لانتخاب رئيس للجمهورية.
وفي الملومات ان قطر، من جانبها، تسعى الى تفعيل النشاط لانهاء الشغور الرئاسي، عبر لقاءات مع القيادات اللبنانية، من الدرجة الاولى.
وفي هذا الاطار، زار المعاون السياسي للرئيس بري الدوحة، موفدا من رئيس المجلس، حيث اجرى لقاءات بقيت في الكتمان.
وتردد ان الدعوة كانت موجهة بالاساس الى الرئيس بري على ان تليها دعوات لرؤساء الكتل والاحزاب.
واوضح السفير المصري في لبنان علاء موسى ان الخماسية تعمل على إحداث خرق في ملف الرئاسية، وأن خطواتها مستمرة ومدروسة.
وكشف موسى عن اشارات نيابية مشجعة، وتشير الى ان الخماسية لمست ذلك، وقررت المضي في خطواتها، وخاصة من الرئيس نبيه بري، وان رئيس المجلس عبّر عن الذهاب الى أبعد مدى لانتخاب رئيس الجمهورية، والتوجه نفسه، سمعه اعضاء اللجنة من كل الاطراف.
وهذا من شأنه ان يشجع اللجنة على المضي في مساعيها.
وكشف موسى عن جولة اخرى من اللقاءات مع الاطراف اللبنانية.
وقال ان الاتفاق على خارطة طريق سيؤدي الى انتخاب رئيس، مؤكداً ان التواصل وثيق مع كتلة الاعتدال وهذا من شأنه ان يزخم الحركة باتجاه انتخاب رئيس الجمهورية، مؤكدا ان الخماسية لا تتناول الاسماء، والتوصل الى اسم يكون بالتوافق بين الكتل النيابية.
المفتي لتدراك الخطر بالانتخاب
وفي اطار المواقف، وفي مستهل شهر الصيام، وفي رسالة حلول الشهر الفضيل، اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ان لبنان في دائرة الخطر، والسبب الأول هو الشغور الرئاسي، فانتخاب رئيس للجمهورية، هو الخطوة الأولى نحو بناء الدولة، والطريق الصحيح القويم، في تفعيل عمل مؤسسات الدولة المترهلة».
وختم: «مهما اختلفت الرؤى السياسية. علينا بالتوافق والتعاون للاستقرار والاستمرار في وطننا، الذي هو بحاجة إلينا جميعا لحسن إدارة البلد بهمة أبنائه، إن الأولوية المطلقة اليوم، هي إجراء انتخاب رئيس للجمهورية، ولا يمكن أن نخرج من أزماتنا إلا بإنجاز هذا الاستحقاق، لنحافظ على وحدتنا الوطنية، فلبنان لا يعيش إلا بجناحيه، المسلم والمسيحي، ولا نرضى إلا بالمساواة التي نص عليها اتفاق الطائف، ولا يُساس لبنان بمنطق الرابح والخاسر، أو القوي على الضعيف، بل كلنا أقوياء بكلمة الحق، ومنتصرين لوطننا ولشعبنا».
ولاحظ ان تحديات العيش والنظام في لبنان بدأت بحرب غزة، لكنها تعاظمت بعشرات القتلى وبتهجير الناس من الجنوب اللبناني، لقد ظننا أن القرار الدولي رقم 1701 سيحمي لبنان، لكن ذلك لم يكن صحيحا لأن الكيان الاسرائيلي لا يلتزمه، ويخالف كل القرارات الدولية بعدوانه على لبنان، ويقتل أبناءنا، ويدمر بيوتنا، فالاعتداء على أي منطقة في لبنان، هو اعتداء على كل لبنان، لا نفرق ولا نميز بين منطقة وأخرى، وما يحصل من عدوان على الجنوب، هو برسم صنّاع القرار في المجتمع الدولي، ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الحرة، وعاصمتها القدس الشريف».
واكد المفتي في رسالته: منذ سنوات ما يزال السياسيون يمضغون الكلام بشأن جريمة المرفأ، واحتجاز أموال الناس في المصارف، والمؤسسات متهالكة، والهجرات متوالية، كأنما الوطن ينتهي، وتنتهي عهوده بالعزة والرفعة والمنعة والتقدم. إن أول الأمراض التي أصابتنا مرض فقدان المحاسبة. يستطيع كل أحد أن يفعل ما يشاء، ويظل آمنا وماضيا في عبثه، كأنما هو غير مسؤول أمام الله وأمام الناس».
الراعي: الذهاب فوراً للانتخاب
وبعد ان أدان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حرب الابادة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، مطالباً بإيقافها، ومعلناً ان لبنان يبتغي عدم الانزلاق بهدف الحرب الحقود، وحماية الجنوب، والذهاب على الفور الى انتخاب رئيس للجمهورية، من اجل انتظام المجلس النيابي والحكومة وسائر المؤسسات الدستورية، معلنا ان بكركي تنظر بكثير من الايجابية الى مبادرة الاعتدال الوطني ومساعي لجنة السفراء الخماسية، راجين للاثنين النجاح..
واكتملت الاستعدادات لبدء الصيام في شهر رمضان المبارك، سواء على مستوى توفير الحاجات الضرورية او زيارة الاماكن المتعلقة بالمناسبة، حيث تقاطر المواطنون الى اسواق بيروت، لتلمس معالم الزينة والروح الرمضانية، وسط بيروت.
ودعت الهيئات البيروتية، والجمعيات المعنية بمواجهة الغلاء الى الحد من التلاعب بالاسعار وزيادتها من دون اسباب موجبة لتمكين المواطنين والصائمين من الصيام بتوفير الامكانات الكفيلة بصيام الشهر الفضيل.
الوضع الميداني
على الارض، اعلنت المقاومة الاسلامية انها استهدفت ثكنة معاليه غولان للمرة الثانية بعشرات صواريخ الكاتيوشا، كما استهدفت المقاومة الاسلامية موقع الراهب وانتشار جنود العدو في محيطه بصاروخ بركان.
واستفاق الجنوب على مجزرة اسرائيلية مسائية بحق عائلة نزحت من قرية بليدا الى بلدة مجدل سلم المجاورة، فيما كانت  مسيرة تابعة لاسرائيل هاجمت المنزل الذي لجأت اليه العائلة، ودمرته وسقط الاب والام ووالدان من آل مرجي، نعاهم حزب الله، والذي يشيعهم اليوم في بلدتهم بليدا بمهرجان حاشد، يتحدى فيه جيش الاحتلال.
وعلى الفور، رد حزب الله باستهداف مستعمرة ميرون بعشرات الصواريخ، ودخلت المسيرات الانقضاضية المعركة، مع صواريخ البركان حيث قضت مضاجع المستوطنين في الشمال.
وفي اولى الامسيات الرمضانية، يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء بعد غد الاربعاء، حول بدء الصيام، والتطورات المتعلقة بمسار المواجهة في الجنوب.

 

شهر رمضان

إقرأ المزيد في: لبنان