لبنان
السيد أمين السيد: هذه الحرب كشفت مدّعي الديمقراطية
رأى رئيس المجلس السياسي لحزب الله السيد إبراهيم أمين السيد أن الحرب على غزة تعيد نفسها كل يوم بدون جدوى، وهذا ما يقوله الإسرائيليون أنها حرب بدون حسم"، مشيرًا إلى أن هذه الحرب كشفت كيف تصرفت الدول التي تدّعي أنها ديمقراطية بشأن حقوق الإنسان التي تنتهك في فلسطين".
وفي كلمة له خلال رعايته احتفالًا لمناسبة عيد المعلم نظمته التعبئة التربوية بالتعاون مع تجمع المعلمين في البقاع في قاعة تموز في مدينة بعلبك، أكد السيد أمين السيد أن "العلم من القيم العالية والرفيعة، والتوجه نحو العلم عظيم، مما جعله قيمة عظيمة، وقد ورد في القرآن الكريم "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون""، وأضاف أن "قيمة العلم تختلف عن الجهل، وهنا قيمة العلم لا تطلب للمنفعة، وإنما تطلب لذاتها.. العلم قيمة رفيعة وعالية، ولكنه في الوقت نفسه هو علاج من أجل الحفاظ على اللوحة الجمالية للإنسان".
وأشار إلى أن "الإسلام ليس سلبيا، بل يدعو إلى الحوار والتعاون والتكامل، لكن الحرب على غزة كشفت أن أميركا والدول الغربية ليس لديهم شيء اسمه حقوق الشعوب في المنطقة، حقهم في الحياة وحقهم في الحرية والاستقلال، وحقهم بأن يمتلكوا قرارهم وثرواتهم"، لافتًا إلى أن "حرب غزة كشفت كيف تصرفت هذه الدول التي تدّعي أنها ديمقراطية بشأن حقوق الإنسان التي تنتهك في فلسطين، وكيف تصرفت مع المجازر التي ترتكب بحق الأطفال والنساء".
وسأل السيد أمين السيد "هل أنتم عاجزون عن ممارسة الضغوط التي تجعل "إسرائيل" تتوقف عن ارتكاب المجازر بحق الأطفال؟"، وأضاف: "تستطيعون ذلك لكنكم لا ترون أن لشعوبنا الحق في الحياة".
واعتبر سماحته أن "مساحة الحوار بين شعوب المنطقة وبين الغرب تقريبًا انتهت، لم يعد هناك مراهنة على هذا الغرب في مساندة شعوب المنطقة لنيل استقلالها، والمراهنة على الخارج هي صفر، بل المراهنة الحقيقية على القوة الذاتية، على الناس أنفسهم، على وحدتهم ووعيهم، وعلى مواجهتهم ومقاومتهم".
ودعا إلى "حماية الجيل من الفساد الأخلاقي الذي يروجون له، فبالمقابل نحن لدينا من الأخلاق ما يجب أن نروج له بكل حرية واعتزاز"، وقال: "يوجد لغة تشكيكية في جدوى المقاومة بمساندتها لغزة ودفاعا عنها، فتأتي إلى لبنان الوفود الكثيرة، للتحدث عن ترتيبات لحل موضوع الجبهة.. لو كانت هذه المقاومة لا تؤذي هذا العدو لما تكلف أحد أن يأتي إلى لبنان".
وتوجه إلى المسؤولين بالدولة والقوى السياسية بالقول: "الموفدين يتحدثون عن المصالح الإسرائيلية، ولم يتحدثوا ولو لمرة واحدة عن استعدادهم للعمل من أجل حماية لبنان وحق لبنان"، مشددًا على أن "الأساس في حركتهم "إسرائيل" وليس لبنان، هم يستفيدون من الإنقسامات والظروف والأزمة الموجودة في لبنان، ويعتبرون بلدنا ضعيفا إلى حد أنه لا يملك أن يقول لا لإملاءات الخارج".
وأضاف السيد أمين السيد أن "الوضع الداخلي ليس جيدًا كفاية، لأن مستوى الوحدة والتماسك والتمسك بحق لبنان الحالي والمستقبلي ليس مدعومًا كثيرًا، أو لا يوجد مناعة، لأنه إذا وجد توافق ما بين مسؤولي الدولة، يحاولون أن يضربوه من خلال القوى السياسية الأخرى".
وشدد سماحته على أن "تماسك الموقف الرسمي اللبناني بالوحدة والقوة هو الذي يسمح للبنان أن يقول نعم ولا بناء على الحقوق اللبنانية، وإذا لم يكن كذلك فإن أعداءنا يتسللون من خلافاتنا وانقساماتنا حتى يحققوا ما تريد "إسرائيل" وليس ما يريد لبنان".
وتابع أن "نتنياهو (رئيس حكومة العدو) يتحدث الآن عن رفح، إذ لا يمكنه إيقاف الحرب قبلها حيث يكون قد خسرها. ويوجد مؤشرات مهمة ولكن ليست نهائية ولا حاسمة، وهي مؤشرات إسرائيلية وميدانية وخارجية لأسباب تتعلق بمصالح الدول الخارجية التي لا تتجاوب "إسرائيل" معها كما تريد، وتقول هذه المؤشرات أنه يمكن أن نشهد تطورات مهمة جدًا في الحرب في لبنان، لها علاقة بالإنقسامات الإسرائيلية الداخلية والموقف الدولي الذي يمكن أنه يحتوي على ضغوطات أكثر على الكيان الإسرائيلي، وبالأحرى على نتنياهو. هذا ممكن أن يحدث في وقت قصير، كما أقول هذه ليس لها علاقة بالحسابات السياسية العادية".
وختم السيد أمين السيد بالقول: "هناك حديث يقول "الظلم آخر مدة القوم" أي السلاطين، وعندما يقول العالم أجمع أن ما حصل في غزة لم يحصل في التاريخ، هذا يعني أنه مؤشر لنهاية هذا الكيان..متى وكيف وعلى يد من، هذا ما يعلمه رب العالمين".