لبنان
فنيش: لن نقبل أن تكون المقاومة جزءًا من الألاعيب الداخلية
أكد الوزير السابق محمد فنيش أن "مسألة رئاسة الجمهورية لا صلة لها أبدًا بتطورات المواجهة الدائرة بين المقاومة والعدو الصهيوني، فعندما يكون للمقاومة موقفًا من أي استحقاق، تتوخى فيه مصلحة البلد، وتقدّر بحسب رؤيتها المصلحة الوطنية والموقف المطلوب للأولويات، هكذا كنا وسنبقى، وهكذا يكون الوفاء لشهدائنا الأعزاء".
وفي كلمة له خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله والدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية للشهيدين المسعفين على طريق القدس علي حسن سويدان وعباس أحمد حجيج في بلدة الغندورية، شدد فنيش على أننا "لم ولن نقبل أن تكون المقاومة جزءًا من الألاعيب الداخلية، ودورها وسلاحها فقط لحماية لبنان ولدفع الخطر الصهيوني، ولاسترداد حقوقنا وتأمين أمن ومستقبل ومصير بلدنا على ضوء ما يحصل من تطورات، سواء في الداخل من قبل تهديدات العدو أو على المستوى الإقليمي"، مضيفًا أن "المعادلة الداخلية لها شروطها وأساليبها ووسائلها من قبل من يمثل المقاومة في العمل السياسي، ونحن كأي فريق سياسي في لبنان نمارس دورنا السياسي في سياق آليات الدستور والقوانين، وحتى في أي استحقاق سواء موضوع رئاسة الجمهورية أو رئاسة حكومة أو تشكيل حكومة أو انتخابات نيابية أو مناصب إدارية، فإننا نمارس حقنا ودورنا في سياق ما هو مسموح ومتاح لنا من دور في إطار العمل النيابي أو الحكومي أو الشعبي أو السياسي كأي فريق من الفرقاء اللبنانيين".
ورأى أن "من أهم إنجازات عملية طوفان الأقصى، أنها أعادت للقضية الفلسطينية من جديد وهجها، وطرحتها أمام العالم، وكشفت زيف النفاق الغربي وكل أدعياء حقوق الإنسان والمناداة بحرية التعبير أو الديمقراطية أو حق تقرير المصير".
وأشار فنيش إلى أن "المواجهات التي تجري منذ 5 أشهر والحصار المفروض على شعب غزة بالإضافة إلى جرائم القتل وحرب الإبادة، لم تسقط ولم تكشف فقط طبيعة الكيان الصهيوني أداة السياسة الأمريكية في منطقتنا، بل كشفت زيف مزاعم هذه الإدارة، وأصبحت صورتها حطامًا أمام الملأ والعالم، ولا يمكن للسيد الأميركي باستعراض جديد إعلامي تحت عنوان تقديم المساعدات الإنسانية، أن يسقط دوره وإسهامه وشراكته مع هذا العدو في كل الجرائم التي ترتكب وارتكبت في منطقتنا وبحق الشعب الفلسطيني".
وأكد فنيش أننا "ما زلنا ماضون فيما اتخذناه من قرار في اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى، وماضون في التعبير عن تأدية واجبنا الرسالي والإنساني في مساندة شعب مظلوم من أهل فلسطين وغزة، وفي مساندة المقاومة الفلسطينية في غزة، وهذا لا نخجل به ولا نتأثر بأي تهديد أو تهويل أو رسالة من هنا أو هناك، فهذا واجب نؤديه، وعلى الذين يتقاعسون عن تأدية هذا الواجب، عليهم أن يلوموا ويسألوا أنفسهم عن دورهم الإنساني".
واعتبر أن "الذين يعتقدون أن لبنان بمنأى عن تداعيات ما يحصل على أرض فلسطين، هم لا يدركون حقائق الواقع، وهم خارج مجريات الأحداث، وذلك إما عن جهل أو أنهم لا يرتضون نهج المقاومة، بل يريدون إعادتنا إلى مرحلة المساومة مع العدو الإسرائيلي ولو على حساب الأرض والمستقبل والثروات، ولا يمكن لنا أن نعود لمثل هذه الأجواء".
وختم فنيش بالقول: "من يحاول أن يقارن عمل المقاومة من خلال سلوكه السياسي أو نهجه السياسي أو مدرسته الفكرية أو السياسية، لن يدرك حقيقة هذه المقاومة، على الرغم من أن سيرة ومسار هذه المقاومة وتجربتها، كانت دائمًا في خدمة كل اللبنانيين"، وتساءل: "هل تحرير الأرض هو فقط لجزء من اللبنانيين، وهل استرداد حقنا في ثرواتنا النفطية هو فقط لمصلحة جزء من اللبنانيين، وهل إجبار العدو على الإنسحاب مما تبقّى من أرضنا هو فقط خدمة لجزء من اللبنانيين أم لكل لبنان؟"، ولفت إلى أن "هناك خلل في مفهوم السيادة والانتماء الوطني وفي كيفية الدفاع عن الوطن".
إقرأ المزيد في: لبنان
25/11/2024