لبنان
أميركا تمهّد لحرب دائمة عبر الجسر البحري.. وبرّي: لا مفرّ من التوافق في الملف الرئاسي
اهتمت الصحف الصادرة اليوم في بيروت بالمقترح الأمريكي الذي أعلن عنه جو بايدن لإنشاء جسر بحري من قبرص إلى غزة بزعم تقديم المساعدات الإنسانية للقطاع، وما يخفيه من نوايا ومخططات تتخطى ذلك بكثير لا سيما الحديث عن حقول الغاز في شاطئ غزة والتي تسعى واشنطن لبسط سيطرتها عليها مستقبلًا.
إلى ذلك تستمر المجازر الصهيونية في قطاع غزة على أبواب شهر رمضان المبارك، على ضوء فشل المفاوضات التي جرت في القاهرة، والموقف الأميركي الذي يؤكد استمرار العدوان الصهيوني، في وقت عادت فيه عمليات المقاومة ضمن المحور لتأخذ وتيرة متصاعدة، خاصة الضربات التي وجهتها المقاومة الإسلامية في العراق خلال الساعات الأخيرة لأهداف داخل الأراضي المحتلة.
محليًا، أكدج رئيس مجلس النواب نبيه برّي أن لا بديل عن الحوار والتشاور والتوافق بخصوص ملف مضووع رئاسة الجمهورية، وهو يلتقي اليوم وفد كتلة الاعتدال النيابية التي جالت خلال الأيام الماضية على مختلف الكتل السياسية لمناقشة مبادرتها بخصوص الخروج من نفق أزمة الرئاسة.
"الأخبار": «كرنفال» الجسر البحري: أميركا تمهّد لحرب دائمة
يحاول الأميركيون إعادة رسم المشهد في قطاع غزة، إعلامياً، بما يُظهر الإدارة الحالية - الديموقراطية - في موقع من يبتدع الحلول لإغاثة المدنيين في القطاع، بعدما قتلت وجرحت إسرائيل، حليفة «الصهيوني الأول»، الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أعاد أمس تأكيد دعمه «الأبدي» لإسرائيل، أكثر من 100 ألف فلسطيني في غزة، فضلاً عن تهجيرها نحو مليونين، وهدمها بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم ودور أيتامهم، واقتلاعها وتدميرها بناهم التحتية، وجعلها مدنهم وبلداتهم أماكن غير صالحة للعيش. وليس هذا فقط، بل محاصرتهم وتجويعهم، ثم قتلهم وهم يحاولون الحصول على بعض الغذاء القليل المتساقط من الجو، حتى قتلتهم إحدى حزمه الهاوية من السماء.وفي حين تتزايد الضغوط الداخلية الأميركية، وداخل «الحزب الديموقراطي» بشكل خاص، على الرئيس الأميركي الذي يخوض السباق الانتخابي في وضع متعثّر أصلاً، لجأ بايدن إلى تصعيد ضغوطه على الكيان، انطلاقاً من المسألة الإنسانية في غزة، «مبتدعاً»، بمعاونة ومشاورة الإسرائيليين طبعاً، فكرة الجسر البحري من سواحل قبرص إلى سواحل غزة، في مشروع قديم - جديد، له ما له من أهداف، غير إنسانية بالكامل. وفي خطاب «حال الاتحاد» السنوي، في مبنى «الكونغرس»، أشار بايدن، أمس، إلى أن «وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع من شأنه إعادة الأسرى وتخفيف الأزمة الإنسانية في قطاع غزة»، معلناً «(أنني) سأوجّه الليلة الجيش الأميركي بقيادة مهمة طارئة لإنشاء رصيف بحري مؤقّت في البحر المتوسط على ساحل غزة، سيكون قادراً على استقبال سفن كبيرة تحمل الغذاء والماء والدواء وملاجئ مؤقتة».
وفي بيان مشترك عقب ذلك، أيّدت الولايات المتحدة و«المفوّضية الأوروبية»، وقبرص والإمارات وبريطانيا، «تفعيل ممرّ بحري لإيصال المساعدات إلى غزة». وأشارت هذه الأطراف إلى أن «الممرّ البحري يجب أن يكون جزءاً من جهد متواصل لزيادة المساعدات، وسنواصل العمل مع إسرائيل لتوسيع تسليم المساعدات براً». بدوره، أعلن الرئيس القبرصي أن «ممرّ قبرص البحري، يستهدف تسريع نقل المساعدات إلى غزة وتخفيف الضغط عن الطرق البرية»، فيما قالت رئيسة «المفوّضية الأوروبية»، «(إننا) نقترب جداً من فتح ممرّ إنساني من قبرص إلى غزة، وسيبدأ العمل التجريبي اليوم (أمس)، ونأمل أن يبدأ تشغيل الممرّ بشكل فعلي السبت أو الأحد». وبحسب قناة «كان» العبرية، فإن «إسرائيل سمحت لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالبدء فوراً في نقل المساعدات إلى غزة عبر قبرص»، لافتةً إلى أن «مهندس عملية نقل المساعدات البحرية من الإمارات إلى غزة، هو القيادي الفلسطيني محمد دحلان».
تمّ تأجيل اجتماعات الجولة الجديدة، والتي كان متوقّعاً انعقادها اليوم السبت في القاهرة
أما في ما يتعلّق بالمفاوضات التي انتهت جولتها المصرية، أول من أمس، من دون تحقيق أي اتفاق، فبحسب المعلومات الآتية من القاهرة، فقد تمّ تأجيل اجتماعات الجولة الجديدة، والتي كان متوقّعاً انعقادها اليوم السبت، بمشاركة وفد إسرائيلي، ما بدّد «الآمال المصرية» في التوصّل إلى صفقة قبل بداية شهر رمضان، وسط مخاوف من «تحويل الوضع في غزة بصورته الحالية إلى وضع دائم»، وفقاً لما أفاد به مسؤولون مصريون، «الأخبار». وأشار هؤلاء إلى أنهم يترقّبون «مواقف أكثر وضوحاً من الولايات المتحدة» من شأنها الضغط على الاحتلال لإرسال وفد عنه إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات، لكنّ تقارير إسرائيلية أفادت بأن المستوى السياسي يرفض توسيع صلاحيات الوفد المفاوض في الوقت الحالي. أيضاً، يعوّل المسؤولون المعنيّون بالمفاوضات على «الضغوط الميدانية التي تمارسها المقاومة، في إمكانية إحداث خرق، تأثراً بالخسائر التي يتكبّدها الاحتلال، وبفشله في تحقيق أهداف الحرب، فضلاً عن الضغط الداخلي الإسرائيلي». كما يترقّب هؤلاء مخرجات اجتماع وزراء خارجية الدول العربية المعنيّة بالملف في السعودية غداً الأحد. ووفق مصدر دبلوماسي مصري، فإن هذا الاجتماع «يأتي كمحاولة للضغط السياسي للتوصل إلى اتفاق لهدنة يوم أو يومين في بداية رمضان».
وفيما جرى تواصل مباشر بين مسؤولين أمنيين مصريين وآخرين إسرائيليين، أمس، فقد شهدت الاتصالات «تكرار مطالب إسرائيلية بفتح معبر رفح لعبور الآلاف من الفلسطينيين الى الأراضي المصرية، بشكل مؤقّت، ولمدّة محدّدة يجري الاتفاق عليها»، وهو طلب كرّرته تل أبيب في كل الاتصالات التي جرت في الأيام الأخيرة، بحسب معلومات «الأخبار»، لكنه «قوبِل برفض مصري قاطع». وتتخوّف القاهرة من معلومات أمنية، وردت في تقارير رُفعت إلى جهات رسمية رفيعة، تتحدّث عن نشاط إسرائيلي مكثّف بالقرب من الشريط الحدودي، الذي زاره قادة عسكريون مصريون، أمس، لتفقّد بعض المواقع ميدانياً. وحدّدت التقارير مسارين للتحرّكات العسكرية الإسرائيلية على الحدود: الأول، سيؤدي إلى دفع سكان غزة، وبخاصة منطقة رفح، في اتجاه الحدود، بما يرفع احتمالية وقوع حالات اقتحام لها، وهو أمر اعتبره التقرير «غير متوقّع، نسبة إلى سعي إسرائيل لتجنّب زيادة التوتّر مع مصر». أما المسار الثاني، فيرتبط بسيطرة إسرائيلية على الشريط الحدودي بشكل سريع، بما يمنع دخول أيّ مساعدات إلى القطاع عن طريق معبر رفح، ويؤدّي إلى كارثة إنسانية، مع تحرّك عشوائي لمئات الآلاف من المدنيين الموجودين في رفح. لذا نصحت التقارير بـ«الاستعداد لاحتمالية حدوث ظرف قهري على الحدود»، بما يتطلّب «جاهزية واستعداداً»، من أجل «استقبال عدد أكبر من المصابين، والاستعداد للتعامل مع كلّ السيناريوهات».
"البناء": خرائط الرصيف البحري الأميركي في غزة تفضح نية السيطرة على حقول الغاز
كشفت خرائط الرصيف البحري الأميركي على ساحل غزة المستور ما تخطط له واشنطن للحرب. فهي تريد إضافة احتلال أميركي الى الاحتلال الإسرائيلي بدلاً من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وكما هي العادة، حيث تحتل تل أبيب تُكمل واشنطن. كما حدث مع اجتياح لبنان وقدوم المارينز. وكما هي العادة تأتي واشنطن لتجلس فوق آبار النفط والغاز، وها هي في سورية تفعل ذلك كما فعلته في ليبيا والعراق واليمن، حيث إن الرصيف البحري الأميركي هو احتلال لمنطقة غزة مارين التي يتلهف للسطو عليها تجار شركات الغاز الأميركية الذين قيل إنهم قاموا بتمويل جزء من الحرب الإسرائيلية على غزة، وإن معركة رفح ضرورية لأن استكمال السيطرة على غزة مارين يستدعي ذلك.
يظهر التوجّه الأميركي لإدامة الحرب في خلفية الإدارة الأميركية لملف التفاوض حول اتفاق مفترض لإنهاء الحرب على غزة. وهو ما كشف عنه الناطق بلسان قوات القسام أبو عبيدة الذي قال إن الأميركي يخادع ولا يريد الوصول الى إنهاء الحرب، وإن المقاومة رغم كل المرونة التي أظهرتها لم تضع يدها على محاولة جدّية للسير بالتفاوض نحو اتفاق مقبول. وقال أبو عبيدة إن الحرب تبدو مستمرّة والمقاومة جاهزة لها ومستعدّة لمواصلتها بالعزم والإرادة وروح التضحية والإنجاز ذاته، وهي تذيق الاحتلال ما يستحق جزاء جرائمه واحتلاله، داعياً الشعب الفلسطيني وسائر الشعوب العربية والإسلامية إلى إحياء شهر رمضان تضامناً مع غزة تحت شعار «لبيك يا أقصى»، مؤكداً أن المقاومة لن تتنازل عن شروطها لقبول أي اتفاق لتبادل الأسرى، وهي شروط تتصل بتضحيات الشعب والمقاومة، وفي مقدّمتها وقف نهائي للعدوان وفك الحصار وخطة لإعادة الإعمار وعودة النازحين وفتح المعابر أمام القوافل الإنسانية الإغاثية.
على جبهات القتال، المقاومة تصعّد عملياتها وتوجّه ضربات نوعيّة في جبهة لبنان حيث استهداف تجمّعات للجنود، ومواقع عسكرية حيوية. وفي جبهة المقاومة العراقية طائرات مسيّرة على قواعد جيش الاحتلال في الجولان السوري المحتل، وفي جبهة اليمن والبحر الأحمر تصعيد نوعي بعمليات مستمرة طوال الليل استدعت تأجيل البيان العسكري حتى صباح اليوم، بينما في غزة مزيد من القتلى والجرحى في جيش الاحتلال وصواريخ على مستعمرات غلاف غزة، وعملية مزدوجة تستهدف موقعاً عسكرياً في مستعمرة حومش في الضفة الغربية وتسقط سبعة جنود جرحى جراح أحدهم خطيرة.
تسود الساحة الداخلية حالة من الترقب والقلق مما ستؤول إليه المفاوضات الدولية حول الوضع في غزة ومدى انعكاساتها على الجبهة الجنوبية في ظل سقوط جولة المفاوضات الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ما يؤشر وفق ما تقول مصادر مطلعة على الميدان لـ»البناء» إننا أمام موجة تصعيد جديدة على جبهتي غزة والجنوب وقد تتوسّع لتشتعل المواجهات في كل الساحات من غزة الى الضفة وسورية ولبنان والعراق واليمن، بحال دخلنا شهر رمضان من دون التوصل إلى تسوية أو هدنة ووقف إطلاق النار. ما يعني توسّع دائرة الحرب إلى مستوى الإقليم ما سيؤدي الى مزيد من الإحراج للأميركيين ومزيد من الإرباك والتشقق داخل حكومة الحرب في «إسرائيل». وكان الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام «أبو عبيدة» دعا أمس، لإشعال المواجهات في مختلف الساحات في شهر رمضان.
وعلى الرغم من نفي مسؤولين إسرائيليين ما ينقل عن حكومة الحرب عن التحضير لشن عدوان كبير على لبنان، إلا أن إعلام العدو ووسائل إعلام محلية، استمرّت بتعميم هذا المناخ والتسويق لحرب كبيرة مقبلة على لبنان. إذ كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم أن «»إسرائيل» تُعدّ خطة لعملية برية محتملة في لبنان، في خضم التصعيد العسكري مع حزب الله المستمر منذ أشهر». وقالت القناة 13 الإسرائيلية، «إن الجيش «يقوم بصياغة خطة للدخول البري إلى لبنان»، موضحة أنه تمّ تكليف العميد موشيه تمير بمسؤولية إعداد عدة خطط محتملة لعملية برية في لبنان بمستويات مختلفة، علماً أن تمير هو من صاغ خطة دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة، إذ طُلب منه «استخلاص الدروس من القتال في القطاع».
وعبرت أوساط سياسية وعسكرية عن استهزائها من التهديدات الإسرائيلية بمنح مهلة للبنان حتى منتصف الشهر الحالي لشن عملية جوية وبرية عليه بحال لم يلتزم بتطبيق القرار 1701 وإبعاد خطر حزب الله عن الحدود، شددت لـ»البناء» على أن إطلاق التهديدات اليومية للبنان يعكس العجز الإسرائيلي عن شنّ الحرب، لأن من يستطيع شن الحرب ويملك قدرة الانتصار فيها لا يطلق التهديدات التي لم ينفذ أي منها منذ بداية الحرب في 8 تشرين الأول الماضي. ووضعت المصادر هذه التهديدات في إطار إشاعة مناخ تصعيدي للتغطية على العجز عن شنّ الحرب. لكن المقاومة وفق المصادر تستعدّ لكافة الاحتمالات وتتحضر لأسوأ السيناريوات وستلقن العدو درساً لا ينساه.
وحذّر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم من أنه «بحال هاجمت «إسرائيل» لبنان فسنواجهها وستلعن الساعة التي قررت فيها مهاجمة لبنان».
وتوجّه قاسم في كلمة له خلال احتفال لحزب الله، للذين يقومون بالضغط على لبنان والمقاومة بالقول: «أقلعوا عن هذا السلوك لمصلحة أبنائكم وشركائكم والوطن»، وأضاف: «نحن اليوم أمام تحدٍّ مفصليّ، وتأكدوا أن العدو يُصاب بخسائر ضخمة جدًا، وإحدى سياساته أنه يُخفي خسائره، فضلًا عن أنه يضع ثلث جيشه على الحدود الشمالية، وهذا دليل على حجم الخوف والتكلفة والأضرار. ويقول البعض إننا نخسر. صحيح كلانا يخسر، إنما ما نخسره نبني عليه انتصار المستقبل، أما ما يخسرونه فإنهم يبنون عليه هزيمة المستقبل».
وكشف قاسم أنّ «قيادات المقاومة أبلغتنا أنّه لو استمرّ الأمر لأشهر هم قادرون على الصمود، وحينما سألناهم عن مدينة رفح أبلغونا أن العدو يظن أنّها مركز العمليات، علمًا أنّها مدينة كباقي مدن قطاع غزة». ولفت إلى أنّنا «أمام مشهدين في غزة، مشهد المقاومة التي تقاتل بشجاعة متناهية، حيث يقترب المقاتل من الدبابة حتى مسافة صفر، وله أهل صابرون يتحمّلون القتل والتدمير والتشرّد والنزوح والجوع والعطش، ولكنهم ينهجون بمنطق واحد، منطق المقاومة لتحرير أرضنا واستعادة فلسطيننا وقدسنا».
على الصعيد الميدانيّ، استهدفت غارة حربية إسرائيلية منطقة المشاعات بين المنصوري ومجدل زون، كما استهدفت أخرى منزلاً في بلدة برعشيت، وأفيد عن سقوط جريحين. وأطلق جيش الاحتلال قذيفتين على تلة المطران – محيط حمامص في سردا، فيما طاول القصف المدفعي حي كركزان شمال بلدة ميس الجبل وحولا الجهة الجنوبية. وأغار طيران الاحتلال على منزل في مجدل زون، ما أدّى إلى تدميره بالكامل، ووقوع إصابات طفيفة في صفوف الأهالي من جراء تناثر الزجاج والحجارة على المنازل المجاورة وأفاد مراسل «المنار»، ليل أمس بـ «إطلاق رشقات رشاشة غزيرة إسرائيلية من مستوطنة «المطلّة» باتجاه المنطقة الواقعة بين بلدتي كفركلا والعديسة».
من جهتها، واصلت المقاومة الإسلامية، عملياتها مستهدفة مواقع للعدو على الحدود اللبنانية الفلسطينية وتجمعات لجنوده محققة إصابات مباشرة. واستهدف مجاهدو المقاومة انتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الراهب، وتجمعًا لجنود العدو وآلياته شرق موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا اللبنانية، وتجمعًا آخر لجنود العدو في محيط موقع جل العلام بصاروخ «فلق واحد» وأصابوه إصابةً مباشرة. كذلك، استهدفت المقاومة موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة، كما استهدفت مرابض مدفعيّة العدو في ديشون بصواريخ الكاتيوشا.
في المواقف، أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتنراكي السابق وليد جنبلاط، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، بالقول: «لا شيء سيمنع المجاعة والموت لشعب غزة إذا كنت تؤخر وقف إطلاق النار الفوري». وأضاف: «لا جدوى من ارتجال موانئ وهمية أو إسقاط حصص غذائية هزيلة وسط القصف المستمر لغزة».
الى ذلك نفت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ «البناء» ما تم التداول به في بعض وسائل الإعلام عن قيام مسؤول أمني إسباني يعمل في السفارة الإسبانية في لبنان بعمليات تجسس او تصوير اهداف امنية وسكنية في الضاحية الجنوبية لحساب السفارة. مؤكدة أن الموظف الذي اوقف في الضاحية وسلم لمخابرات الجيش ثم الى أمن السفارة ليس من عداد جهاز امن السفارة وليس دبلوماسياً بل يعمل كحارس في السفارة. كما كشفت المصادر أن السفارة اتخذت إجراءات عقابية بحق الموظف الحارس ورحّلته الى إسبانيا. ووضعت المصادر الحملة الإعلامية التي تتعرض لها السفارة الإسبانية في لبنان ودولة إسبانيا في اطار الانتقام الاسرائيلي من موقف إسبانيا المتعاطف مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة، علماً أن إسبانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي اعترفت بالدولة الفلسطينية.
وتساءلت المصادر عن توقيت الحملة الإعلامية على سفارة إسبانيا في لبنان بالتزامن مع إعلان إسبانيا بأنها ستعترف بالدولة الفلسطينية. وكانت «إسرائيل هيوم» اعلنت أن إسبانيا ستفرض عقوبات على 12 مستوطناً!
وقال وزير الخارجية خوسيه مانويل ألفاريز إن إسبانيا لديها قائمة تضم عشرات الأسماء، وأنه قد تكون هناك جولة ثانية من العقوبات.
على الخط الرئاسيّ، توقف مراقبون عند الحركة القطرية خلال الأسبوعين الماضيين، فبينما واصل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، زيارته السرية الى قطر لإجراء مشاورات مع القيادة القطرية حول ملفي الحدود الجنوبية ورئاسة الجمهورية، زار سفير قطر سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني رئيس الحزب الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط.
وأفادت مصادر إعلامية بأنّ «اللّقاء المرتقب في عين التينة بين رئيس مجلس النّواب نبيه بري وكتلة «الاعتدال الوطني»، سيحدّد مصير المبادرة الرّئاسيّة للكتلة»، مشيرةً إلى أنّ «اجتماع سفراء اللجنة الخماسية، أعلن صراحةً تأييده لمبادرة «الاعتدال» الرّئاسيّة، ودعمه لها».
وأكّدت مصادر كتلة الاعتدال أنّ «لا صحّة للكلام عن جوّ سلبيّ سيطر على لقاءاتنا مع «حزب الله»، بل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النّائب محمد رعد أكد أنّ الحزب سيدرس المبادرة».
وشدد مصدر سياسي لـ»البناء» على أن ملف رئاسة الجمهورية بات مرتبطاً بتطورات المشهد العسكري والسياسي في غزة، ولن يفتح الاستحقاق الرئاسي بشكل جدي قبل اتضاح مآل الوضع في القطاع، لا سيما بعد الإعلان عن أجواء سلبية سادت مفاوضات القاهرة أدّى الى تجميدها. ولفت المصدر الى أنه على الرغم من كل الحراك الخارجي والداخلي، لكن الملف الرئاسي لم يبارح مربع التعطيل، ولا رئيس ولا رئاسة قبل نهاية الحرب في غزة، لا سيما أن ثنائي حركة أمل وحزب الله متمسكان برئيس تيار المردة سليمان فرنجية. أما المفاوضات القائمة في قطر حول الرئاسة في لبنان مع وجود النائب خليل فيها، فتهدف الى العمل بالتوازي بين الملفين الرئاسي والوضع الأمني في الجنوب للتوصل الى تسوية تضمن الأمن على جانبي الحدود مع ترتيبات أمنية ودولية، قد تفتح الباب أمام اختراق جدّي في جدار الرئاسة لكي تنتج رئيساً للجمهورية وحكومة لتوقيع أي اتفاق حدودي وضمان تطبيقه بحال توصلت الأطراف المفاوضة الى صفقة لإطلاق النار وتبادل أسرى في غزة.
"الجمهورية": مخاوف من تعطيل رئاسي لسنوات.. بري: لا مفرّ من التوافق
لبنان يتخبّط في مأزقين مفتوحين على شتى الاحتمالات، لا يبدو تلوح في أفقهما حلحلة او انفراجات، فالمأزق الأمني يتفاقم على الجبهة الجنوبية، بدأت تتدحرج في الأيام الاخيرة نحو مستويات اكثر تصعيداً وعنفاً، ولم تفلح الوساطة الاميركية في تبريدها او اخراجها من دائرة الاحتمالات الحربية التي تتهدّدها. واما الجبهة الرئاسية فمحكومة بذات العقليات والتوجّهات التي تنتهج منذ ما يقرب من سنة ونصف مساراً معمِّقاً للشرخ الداخلي، وتجترّ يومياً الاسباب المانعة لانتخاب رئيس للجمهورية.
لا رئيس للجمهورية!
الجبهة الرئاسية، وكما تؤشر كل الوقائع والحراكات المرتبطة بها، لا تشي بانفراج وشيك، بل على العكس من ذلك، فإنّ أفقها مسدود بالكامل، على ما يقول مرجع مسؤول معني بالملف الرئاسي، الذي أبدى تخوّفاً جدّياً من أن يبقى لبنان بلا رئيس للجمهورية لمديات طويلة.
وقال لـ«الجمهورية»: «سنة ونصف وما زلنا نلف وندور في ذات الحقل الملغّم بالتناقضات، ولم نلحظ اي تراجع من اي طرف عن شروطه، التي أحبطت المساعي الداخلية ومحاولة صياغة التوافق على رئيس، وهزمت الجهود الفرنسية، وكذلك القطرية، وخيّبت جهود اللجنة الخماسية من دون ان تستغل فرصة الحل التي توفّرها لإعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان، وهذا يؤكّد بما لا يقبل ادنى شك بأنّ بعض الاطراف الفاعلة في لبنان، لا تريد رئيساً للجمهورية، بل لا تريد بلداً. وهذا ما يعزز لديّ اليقين بأننا سنبقى على هذا الحال من الفراغ الرئاسي، ليس فقط حتى نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي بل لسنوات طويلة».
بري: التوافق
في هذا الإطار، يؤكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري مجدداً لـ«الجمهورية»، انّ «المسار الطبيعي لحلّ الأزمة الرئاسية، هو الجلوس على طاولة حوار او نقاش او تشاور، او تحت اي عنوان، أقلّه ليوم واحد ولمدة اسبوع على الأكثر، لصياغة توافق على انتخاب رئيس للجمهورية، هذا هو المعبر الإلزامي الذي ينبغي على كل المكونات سلوكه بعيداً من المزايدات والمناكفات، ويلي ذلك نزولنا الى المجلس النيابي في جلسات متتالية لانتخاب الرئيس».
والرئيس بري، الذي رحّب بحراك «اللجنة الخماسية»، وتوافق مع سفراء دولها الخمس على أولويّة الحوار للتوافق على رئيس، ما زال يراهن على اختراق ما تحقّقه هذه اللجنة، وفي جانب آخر، تمنّى لو أنّ الاطراف السياسية تجاوبت فعلاً مع حراك نواب «كتلة الاعتدال»، وهو حراك مشكور، حرصوا من خلاله على محاولة تحقيق الهدف الذي نسعى اليه بالتأسيس لتوافق على انتخاب رئيس للجمهوريّة.
واشار بري الى أنّه سيلتقي اليوم السبت، بنواب الاعتدال، مؤكّداً انّّ الجهد ينبغي الّا يتوقف حتى تحقيق الغاية التي ننشدها، ونُخرج رئاسة الجمهورية من حلقة التعطيل، ولا مفرّ في نهاية المطاف من التوافق على رئيس، وخصوصاً اننا في ظرف تحتّم علينا تحدّياته الشروع فوراً في تحصين داخلنا بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية.
الجنوب ينتظر غزة
واما على المقلب الجنوبي، فإنّ الجبهة الحربية معلّقة على خط التصعيد في انتظار ما ستؤول اليه مفاوضات هدنة غزة التي تتأرجح بين التعثر والشروط والتعقيدات، وهو ما تؤكّده لـ«الجمهورية» مصادر واسعة الاطلاع شاركت في اللقاءات مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، حيث قالت: «كل شيء معلّق على هدنة غزة، فإن تمّ التوصل الى هدنة هناك، تهدأ الجبهة هنا، وهوكشتاين سيأتي الى لبنان مرّة جديدة، لكن زيارته وكما علمنا، محكومة بتطورات هدنة غزة، حيث انّها إنْ تمّ التوصل اليها، فسيحضر لتثبيت الهدنة على الجبهة الجنوبية، وفق مشروع حلّ سياسي مدعوم برغبة قويّة من الإدارة الاميركية بتبريد جبهة الجنوب وعدم توسع دائرة الحرب.
على انّ المصادر عينها لا تقلّل من حجم التعقيدات التي تعترض مشروع الحل الأميركي، نافية ما يُقال من هنا وهناك عن أنّ الطرح الجديد الذي حمله هوكشتاين اكثر ليونة من الطروحات السابقة، وقالت: «بمعزل عن اي اجراءات او ترتيبات لأي حل، فإنّ موقفنا واضح، وكرّرناه بصراحة واضحة امام الوسيط الأميركي، بأنّ لبنان ملتزم بشكل كامل ونهائي بالقرار 1701، وندعو الى تطبيقه كاملاً بكل مندرجاته، وليس تطبيقاً مجزّءاً او مجتزأً. والأهم هو توفير الدعم الكامل للجيش للجيش اللبناني بكل الإمكانات والقدرات التي تمكّنه من القيام بواجباته في منطقة عمل القرار 1701 على اكمل وجه. نحن مع حلّ يضمن أمن لبنان، وليس مع حل يضمن أمن اسرائيل ويتيح لها ان تحقق مكاسب على حساب لبنان وسكان المناطق الجنوبية القريبة من الحدود».
الحل بيد الاميركيين
وسألت «الجمهورية» مسؤولاً كبيراً عمّا اذا كان يأمل حلاً من الحراكات الجارية لتبريد جبهة الجنوب، فقال: «في الوضع كما هو حاصل اليوم لا أرى اي امل، اما عندما نرى انّ الهدنة قد تحققت في غزة وتوقف اطلاق النار، فساعتئذ يمكن القول انّ هناك املاً في ان نبلغ حلاً على جبهة لبنان. والكرة في رأينا هي في يد الاميركيين، فهم يقولون بأنّهم يتهيّبون من الحرب ولا يريدونها كي لا تتمدّد الى حرب واسعة على مستوى المنطقة، والحلّ بيدهم هو لجم اسرائيل ومنعها من تصعيد الموقف، وهم قادرون على ذلك. في اللقاءات والنقاشات نسمع كلاماً، ولكن على الأرض لا نلمس أفعالاً، ولا نصدّق انّ الولايات المتحدة لا تستطيع ان تمارس ضغوطاً على اسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان».
ورداً على سؤال عن احتمالات الحرب، كشف المسؤول عينه انّ غالبية الديبلوماسيين والموفدين الاجانب نقلوا الينا في اوقات سابقة تحذيرات من جدّية التهديدات الاسرائيلية، وقالوا انّ الكلام عن الحرب يجب وضعه في سلة الاحتمالات الممكنة. الاّ انّ الجواب عن هذا السؤال يجب ان يُستخلص من النقاشات الدائرة داخل اسرائيل، التي تحذّرها من هذه الحرب ومن أكلافها الكبرى الآنية والمستقبلية على اسرائيل، والبنتاغون سبق له، في موازاة التهديدات الاسرائيلية للبنان أن اعدّ تقريراً خلص فيه الى استحالة ان تحقّق اسرائيل انتصاراً في حرب تشنّها على لبنان.
وحول ما نشره الاعلام الاسرائيلي عن تحضير خطة اسرائيلية لعملية ضدّ لبنان، قال: «كل لبنان سيكون في هذه الحالة في موقع الدفاع عن بلدنا ومقاومة اي عدوان علينا».
عملية برية؟
وكانت القناة الـ13 الاسرائيلية قد ذكرت امس انّ رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي أوعز بإعداد خطط لعملية برية ممكنة في لبنان واستخلاص الدروس من حرب غزة. ولهذه الغاية كلّف هاليفي معدّ خطط العملية البرية في قطاع غزة الجنرال تشيكو تامير بالتخطيط لعملية برية جديدة في لبنان.
على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، كما ذكرته القناة 13 نفسها بأنّ الجيش الاسرائيلي غير قادر الآن على غزو لبنان وتأسيس حزام حتى نهر الليطاني، أو إبعاد جميع عناصر «حزب الله» عن الحدود»، وقالت: «لقد استيقظنا من هذا الحلم للأسف».
وفي السياق نفسه، اشار الاعلام الإسرائيلي الى أنّ «هناك نفياً قاطعاً في إسرائيل في شأن وجود مواعيد مثل 15 آذار، امام «حزب الله» من أجل الاتفاق السياسي».
وفي جانب آخر، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن صعوبة العودة للعيش في مستوطنات الشمال، وعن الصعوبة التي يجدها «الجيش» الإسرائيلي في حماية المستوطنين. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إنّ المستوطنين الذين تمّ إجلاؤهم من الشمال لا يزالون بعيدين من مستوطناتهم، وينتظرون منذ 5 أشهر استجابة من صنّاع القرار، ومن المتوقع أن يجتمع رؤساء المستوطنات المُخلاة من الشمال في يوم الأحد، بعد 5 أشهر من عدم اليقين والإحباط والخوف على مستقبلهم. ونقلت عن رئيس مجلس شلومي قوله: «يجب أن نذهب إلى القدس ونطالب بإجابات، لأننا نشعر أنّه تمّ التخلّي عنا، وأنّ الحكومة تتجاهلنا».
وقال موشيه دافيدوفيتش، رئيس المجلس الإقليمي لماتيه آشر ورئيس منتدى خط المواجهة، وفقاً للصحيفة: «الوعود التي أُعطيت لنا سُجّلت على لوح ثلج، والدولة تواصل جعل الأمور صعبة على أصحاب الأعمال والمزارعين، وعلى المستوطنين الواقعين تحت الحرب دون أمل ودون أي يقين، بينما تعيش الدولة كما لو أنّه لا توجد حرب».
وذكرت الصحيفة، أنّه في الأشهر الأخيرة، «كان الشمال في حالة حرب لا تتوقف»، مضيفةً أنّه يتمّ إطلاق الصواريخ والقذائف المضادة للدروع وقذائف الهاون ومسيّرات انتحارية من لبنان كل يوم، ولا تزال المنطقة التي أصبحت «حزاماً أمنياً إسرائيلياً» شبه مهجورة.
وقد تطرّقت تقارير إسرائيلية عديدة إلى الواقع الحالي للمستوطنات الشمالية، فأشارت إلى أنّها تحولت في الأشهر الأخيرة إلى إحدى أكثر المناطق خطورة في إسرائيل، إذ لحق بها ضرر هائل أصاب نحو 500 منزل، وبنى تحتية مختلفة. ووفق التقارير، لحقت بمستوطنات الشمال أضرار طالت المصالح الاقتصادية التي تعطّلت بشكل شبه تام، فتوقفت نشاطات السكان الزراعية والتجارية هناك.
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ «الإنجاز الأكبر في الشمال هو لـ«حزب الله» بإبعاد نحو 100 ألف إسرائيلي عن منازلهم».
الوضع الميداني
وكانت الجبهة الجنوبية قد حافظت على وتيرة عالية من التصعيد، حيث كثف الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق اللبنانية، وشنّ الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات جوية استهدفت برعشيت ما ادّى الى سقوط جريحين، واللبونة، ومحيط جبل بلاط في القطاع الغربي، وحرج الحدب وخلة وردة في عيتا الشعب، اطراف عيتا الشعب ورامية، وحي المشاع بين مجدل زون والمنصوري. وترافق ذلك مع قصف مدفعي لبلدات منطقة العرقوب وكذلك على تلة المطران في محيط الحمامص، وتلة الرويسة بين حولا وميس الجبل، وحي كركزان شمال بلدة ميس واطراف بلدة كونين واطراف عيترون وبرعشيت. وذلك وسط تحليق كثيف للمسيّرات والطيران الحربي الذي بلغ في طلعاته اجواء العاصمة بيروت.
وفي المقابل، اعلن «حزب الله» انّ «المقاومة الاسلامية» استهدفت تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع جل العلام بصاروخ «فلق 1»، وتجمعاً آخر لجنود العدو وآلياته شرق موقع السماقة في تلال كفر شوبا، وموقع رويسات العلم في تلال كفر شوبا، وانتشاراً لجنود العدو في محيط موقع الراهب. كذلك اعلن الحزب عن استهداف مرابض مدفعية العدو في «ديشون». وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية انّ صواريخ عدة سقطت في منطقة شتولا في الجليل الغربي.
ونعى «حزب الله» الشهيد فضل عباس كعور (جواد) من بلدة بليدا، والشهيد هادي محمود حجازي (حيدر) من بلدة بليدا، والشهيد علي امين مرجي (فلاح) من بلدة بليدا.
تقرير «رويترز»
الى ذلك، خلص تحقيق أجرته وكالة «رويترز» بالتعاون مع منظمة هولندية مختصة، إلى أنّ دبابة إسرائيلية استهدفت بقذيفتين مجموعة من الصحافيين كانوا يصوّرون قصفاً عبر الحدود في جنوب لبنان في 13 تشرين الأول الماضي، وهو ما أسفر عن مقتل مصور «رويترز» وجرح 6 صحفيين آخرين.
وجاء في تقرير نهائي عن حادث الاستهداف «أنّ دبابة إسرائيلية تبعد نحو كيلومتر ونصف عن المكان الذي كان الصحافيون يوجدون فيه، أطلقت قذيفتين من عيار 120 مليمتراً على الصحافيين الذين كانوا يرتدون ما يميزهم بوضوح كصحافيين.. وقتلت القذيفة الأولى مصور «رويترز» عصام عبد الله (37 عاماً) وأصابت مصورة وكالة «فرانس برس» كريستينا عاصي (28 عاماً) بجروح خطيرة وفق التحقيق.
ورجّح تقرير المنظمة، التي تعاقدت معها «رويترز» لتحليل الأدلة المتعلقة بالهجوم، أنّ طاقم الدبابة الإسرائيلية فتح النار على الصحافيين بمدفع رشاش ثقيل في هجوم استمر دقيقة و45 ثانية، وذلك بعد استهدافهم بقذيفتين. وجاء في التقرير: «يعدّ استخدام دبابة «ميركافا» لمدفعها الرشاش ضدّ موقع الصحفيين بعد إطلاق قذيفتي دبابة سيناريو مرجّحاً». واضاف: «لا يمكن التوصّل إلى نتيجة مؤكّدة لأنّه لا يمكن تحديد الإتجاه والمسافة الدقيقة لنيران (المدفع الرشاش).
وحاول الجيش الإسرائيلي تبرير استهداف الصحافيين عندما ادّعى في إطار ردّه على أسئلة تلقّاها من «رويترز» بشأن تقرير المنظمة، أنّه ردّ على هجمات شنّها مقاتلون من جماعة «حزب الله» اللبنانية في 13 تشرين الأول بالقرب من «كيبوتس هانيتا» بنيران المدفعية والدبابات «لإزالة التهديد» وفق تعبيره، وقال إنّه تلقّى بعد ذلك تقريراً يفيد بأنّ صحافيين قد أصيبوا.
إقرأ المزيد في: لبنان
15/11/2024