لبنان
الشيخ قاسم: لسنا أقرب إلى الحرب الشاملة.. والمقاومة تكثّف عملياتها وتردّ على استهداف المدنيين
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على أنّه وبعد حراك سياسي وإعلامي شمل العديد من الأطراف تحت عنوان وجود فرص لحلحلة في الملف الرئاسي، وبالتوازي رهانات على إحداث اختراق يحققه المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين بترتيبات على جبهة الحدود الجنوبيّة تحت شعار تفادي توسّع الحرب، قالت مصادر سياسية متابعة إنّ لا وجود في الأفق لتحقيق تقدّم في الملفين، فالمواقف من الملف الرئاسي لا تزال عند ما كانت عليه قبل حرب غزّة، وثنائي حركة أمل وحزب الله والحلفاء لا يزالون يرون أن المرشح سليمان فرنجية هو المؤهل لقيادة المرحلة، ولا يزال المخالفون من أصدقاء وخصوم يسعون إلى الالتفاف على ترشيح فرنجية تحت شعار البحث عن مرشح وسطي؛ بينما في الملف الحدودي فقد سلم أموس هوكشتاين بالترابط بين جبهتي جنوب لبنان وغزّة، وربط كلّ حديث عن تهدئة جبهة الجنوب بتحقيق إنجاز في مسار التهدئة على جبهة غزّة. وقالت المصادر إن الحديث عن وجود مساع على المسارين لتحقيق اختراق أقرب للحركة بلا بركة.
ولفتت الصحف إلى غارات شنّتها طائرات الاحتلال على عدد من القرى الجنوبية، أدت إحداها في بلدة حولا الحدودية إلى استشهاد عائلة مكوّنة من أب وأم وابنهما، وكان ردّ المقاومة سريعًا بإطلاق 70 صاروخًا ثقيلًا على مستعمرات الجليل ما أدّى إلى قطع الكهرباء واشتعال النيران في عدد من النقاط.
وما أن بدأت المفاوضات والاتّصالات في شأن هدنة غزّة، حتّى سارع العدوّ الإسرائيلي إلى التصعيد في جنوب لبنان، في محاولة منه لتغيير في قواعد اللعبة، من خلال رفع سقف التهديدات والضربات والتدمير، وسط معلومات تشير إلى أن العدوّ الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان، إلا أنّ المقاومة سارعت في الردّ.
"الأخبار": هوكشتاين أبقى مساعده في بيروت: لبنان يريد "ورقة مقنعة" لما بعد الهدنة
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنّه بعيدًا عن الفولكلور اللبناني الذي يحيط بزيارة أي مسؤول أجنبي لبيروت، ومع رغبة الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين بتقديم نفسه "منقذًا" للبنان من ورطاته، فإن الجولة الأخيرة له بين بيروت وتل أبيب لم تقفل النقاش الذي انتقل إلى مرحلة جديدة.وعلمت "الأخبار" أن الموفد الأميركي الذي غادر ليل أول أمس إلى قبرص، وانتقل منها أمس إلى كيان العدو، أبقى أحد مساعديه البارزين في بيروت لمواصلة الاجتماعات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، ومن خلالهما مع حزب الله. وقالت المصادر إن هوكشتين قال لبعض من التقوه إنه سيضعهم في أجواء اتّصالاته مع القيادة الإسرائيلية، وإنّ لديه ثقة كبيرة بقرب الإعلان عن الهدنة في غزّة، ويريد استغلالها لإطلاق مفاوضات مع لبنان لتثبيت الهدنة التي ستقوم حتمًا بعد وقف إطلاق النار في غزّة. في ما أعلن الرئيس ميقاتي أمس أن المفاوضات لتثبيت التهدئة في لبنان، في حال حصلت الهدنة في غزّة، ستنطلق خلال شهر رمضان المقبل، وأن الاتّصالات ستنتقل إلى مستوى جديد.
وعُلم أن بيروت تنتظر أن يعود هوكشتين لاحقًا (في حال إعلان الهدنة في غزّة) بتفاصيل خطته لتثبيت هدوء مستدام على الجبهة اللبنانية، وأن لبنان ينتظر منه خطوات تلتزم بها "إسرائيل" على أكثر من صعيد ليكون بالإمكان الحديث عن ضمانات لبنانية بالتهدئة. وأفادت المصادر بأن المسؤولين في بيروت أبلغوا الموفد الأميركي بأن لبنان ينتظر "ورقة عملية مقنعة".
ما أحاط بزيارة هوكشتين، هي الثالثة له إلى بيروت منذ اندلاع "طوفان الأقصى"، عكسَ محوريتها في سعيه إلى "احتواء" التطورات التي تتسابق فيها الدبلوماسية مع الوقائع الميدانية على ضفتَي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
ومع أن تفسيرات كثيرة أُعطيت لمضمون البيان المكتوب الذي تلاه بعد اجتماعه مع الرئيس نبيه بري، تمّ التوقف عند إشارته إلى عدم انسحاب هدنة غزّة تلقائيًا على جبهة الجنوب اللبناني، ما فُهم بأنه "تهديد" ضمني لدفع المقاومة إلى وقف عملياتها ضدّ العدوّ الإسرائيلي. لكنّ تفاصيل ما قاله في الكواليس، أكّدت محاولته تأطير مرحلة المفاوضات بخطوط عريضة، طالبًا من لبنان ضمانات بعدم لجوء حزب الله إلى التصعيد في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات حول غزّة. وكان لافتًا أنه أسقط من سلّته هذ المرة بعض الشروط الصِّدامية كتحديد كيلومترات لانسحاب حزب الله بعيدًا من الحدود.
وبحسب معلومات "الأخبار" فإن الاجتماع الأساسي لهوكشتين كان مع الرئيس بري، وقد استمر نحو ساعة ونصف ساعة، بدأه المبعوث الأميركي بتقدير "بدا فيه جازمًا"، يؤكّد أن المفاوضات في شأن غزّة ستؤدي إلى هدنة قريبًا، من دون تحديد موعد لذلك. لكنّ سؤاله الأساسي هدف إلى محاولة استكشاف سلوك حزب الله ولبنان الرسمي في حال لم يتم التوصل إلى هدنة، مشيرًا إلى أنه يعرف أن موقف حزب الله محسوم لجهة بقاء الجبهة الجنوبية مفتوحة للإسناد طالما استمر العدوان على غزّة. وقال هوكشتين إن "إسرائيل لا تريد الحرب، لكنّها تعتبر أنها تعرّضت لاعتداء غير مبرّر من لبنان، كما تعرّضت لاعتداء في 7 تشرين، وهي تعتبر نفسها معنيّة بضمان عدم تكرار ذلك من الجنوب، كما تفعل مع غزّة".
وأكّد أن "الولايات المتحدة تفضّل الخيار السياسي"، زاعمًا أن "المناخ التصعيدي في "إسرائيل" يُمكن احتواؤه من خلال صيغة تؤدي إلى خفض التوتر"، ما يعني ضمنًا طلبًا بأن "يخفّف الحزب عملياته فيؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط بما يتيح للمستوطنين العودة إلى منازلهم في الشمال وللنازحين من الجنوب بالعودة إلى قراهم". وقال هوكشتين لبري إنه سيقرأ بيانًا مكتوبًا، "وما سأقدّمه هو صيغة هدفها الوصول إلى حل يمنع "إسرائيل" من شنّ الحرب"، مكرّرًا أن "إسرائيل معتدى عليها، لكن كما نجحنا في التوصل إلى اتفاق بحري رغم كلّ العقبات والضغوط، نحن حريصون على إيجاد تسوية تجنّبنا الصدام".
وهنا أجابه بري: "كرئيس لمجلس النواب ومسؤول رسمي، أقول إن "إسرائيل" هي المعتدية، وهذا الكيان لم يكن يومًا يحتاج إلى ذريعة أو عذر لشنّ حرب على لبنان، وكابن للجنوب أؤكد أن المقاومة تنفذ عمليات عسكرية ضدّ مواقع وجنود، بينما يردّ العدوّ علينا باستهداف المدنيين وتدمير البيوت من دون سبب وهو من يرغب بالتصعيد". وأضاف: "إما إذا أردت الحديث بوصفي أعرف المقاومة، فأنا أجزم بأن المقاومة ستوقف العمليات بمجرد إعلان الهدنة في غزّة، وأنا أعرف ومسؤول عن القول إن المقاومة كما كلّ لبنان، لم تكن يومًا ضدّ القرار 1701، وبالتالي، فإن النقاش حول القرار وكيفية تنفيذه وكلّ الأمور الأخرى يصبح قابلًا للبحث متى توقّفت الحرب في غزّة". وهنا، حاول هوكشتين "جسّ نبض" بري عما إذا كانت هناك إمكانية للحصول على "ضمانات" من المقاومة لـ"إقناع المسؤولين في تل أبيب"، إلا أنه لم يسمع جوابًا.
حرص هوكشتين في محادثاته على توضيح أن كلامه العلني لم يحمل أي تهديد
وكشفت مصادر بارزة أن "هوكشتين كان في كلّ محادثاته حريصًا على توضيح أن كلامه العلني لم يحمل أي تهديد"، مكرّرًا أنه "سبق أن طرحت أفكارًا للحل، واليوم أعرض خطوات لتنفيذ الآلية في حال حصول هدنة في غزّة". وهذه الخطوات، وفقَ ما تقول المصادر تقوم على: أولًا، التثبّت من وقف إطلاق النار، وثانيًا تفعيل خطة نشر قوات كبيرة للجيش اللبناني في كلّ المنطقة الحدودية (من دون أن يحدد أي عمق)، وثالثًا الالتزام بعدم الظهور المسلّح لغير الجيش (لم يشر إلى انسحاب حزب الله من القرى الحدودية)".
وبحسب خطة أو "أفكار" هوكشتين، بعد إقرار هذه الخطوات، سيبدأ جولات تفاوضية لتسوية النزاعات على الحدود البرية بين لبنان و"إسرائيل"، وسيسعى إلى وجود ضمانات سياسية بعدم تكرار المواجهات على جانبَي الحدود.
وفي لقاءاته الأخرى، ناقش هوكشتين أفكاره مع الرئيس ميقاتي، وقال إنه سمع تصوّرات من رئيس الحكومة تخصّ مرحلة ما بعد توقف إطلاق النار، وإن ذلك سيساعده على وضع خطة تفصيلية في المرحلة اللاحقة. وفي الاجتماعات الأخرى، كان لافتًا عدم تورط هوكشتين في الحديث عن تنفيذ كامل وحرفي للقرار 1701. ونُقل عنه أن "الوقت حاليًّا لا يسمح بالحديث عن التطبيق الحرفي للقرار 1701، خصوصًا أن "إسرائيل" قد لا تلتزم بوقف الخروقات الجوية التي تعتبرها ضرورية لأمنها".
"البناء": غارة على حولا تسقط 3 شهداء... والمقاومة تقصف الجليل بـ 70 صاروخًا
من جهتها لفتت صحيفة "البناء" إلى أنّه وبعد حراك سياسي وإعلامي شمل العديد من الأطراف تحت عنوان وجود فرص لحلحلة في الملف الرئاسي، وبالتوازي رهانات على إحداث اختراق يحققه المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين بترتيبات على جبهة الحدود الجنوبيّة تحت شعار تفادي توسّع الحرب، قالت مصادر سياسية متابعة إن لا وجود في الأفق لتحقيق تقدّم في الملفين، فالمواقف من الملف الرئاسي لا تزال عند ما كانت عليه قبل حرب غزّة، وثنائي حركة أمل وحزب الله والحلفاء لا يزالون يرون أن المرشح سليمان فرنجية هو المؤهل لقيادة المرحلة، ولا يزال المخالفون من أصدقاء وخصوم يسعون إلى الالتفاف على ترشيح فرنجية تحت شعار البحث عن مرشح وسطي؛ بينما في الملف الحدودي فقد سلم أموس هوكشتاين بالترابط بين جبهتي جنوب لبنان وغزّة، وربط كلّ حديث عن تهدئة جبهة الجنوب بتحقيق إنجاز في مسار التهدئة على جبهة غزّة. وقالت المصادر إن الحديث عن وجود مساع على المسارين لتحقيق اختراق أقرب للحركة بلا بركة.
في جنوب لبنان ميدانيًا شنّ طيران الاحتلال غارات على عدد من القرى الجنوبية، أدت إحداها في بلدة حولا الحدودية إلى استشهاد عائلة مكوّنة من أب وأم وابنهما، وكان رد المقاومة سريعًا بإطلاق 70 صاروخًا ثقيلًا على مستعمرات الجليل ما أدّى إلى قطع الكهرباء واشتعال النيران في عدد من النقاط.
ما أن بدأ المفاوضات والاتّصالات في شأن هدنة غزّة، حتّى سارع العدوّ الإسرائيلي إلى التصعيد في جنوب لبنان، في محاولة منه لتغيير في قواعد اللعبة، من خلال رفع سقف التهديدات والضربات والتدمير، وسط معلومات تشير إلى أن العدوّ الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان.
وهذا ما يخشاه لبنان الرسمي وحزب الله، الذي لن يسمح بتدمير القرى الجنوبية وأنه سيردّ الصاع صاعين ردًا على الاستهدفات الإسرائيلية. وقد تظهّر هذا الأمر في الساعات الماضية حيث استهدف حزب الله مقار عسكرية وتمركزات للعدو في أكثر من مكان وحقق إصابات كبيرة، فضلًا عن تصدّيه لقوة برية إسرائيلية، كانت تحاول التوغل في منطقة الوزاني، وكلّ ذلك يؤشر وفق مصادر مطلعة إلى أن حزب الله لم يستخدم بعد كلّ ما يملك من قدرات عسكرية. هذا فضلًا عن أنه يباغت العدوّ في أكثر من مكان، وهذا ما حصل في الوزاني، فالحزب يعمل على كلّ الجبهات ولا يمكن إشغاله بمنطقة.
وفي ما سلّم المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين رئيس مجلس النواب نبيه بري طرحًا ليسلّمه بدوره إلى حزب الله يتضمن تصورًا عمليًا لمرحلة ما بعد اتفاق الهدنة، وينص على تأمين الاستقرار الأمني والهدوء في "إسرائيل" ولبنان وترسيم الحدود، وحلّ النقاط العالقة والمتنازع عليها وتطبيق القرار 1701، أكد ئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن "الجميع يعمل لتهدئة جبهة جنوب لبنان والمضي نحو استقرار طويل الأمد وطروحات الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين قيد النقاش". وأشار ميقاتي إلى أن "عنوان مرحلة الاستقرار التي نسعى للوصول إليها هو آلية لتطبيق القرار 1701".
وعن المفاوضات الجارية بشأن التهدئة، قال: "تفاهم رمضان" سيكون في غزّة والمعلومات تقول إن وقف إطلاق النار هناك سيحصل قبل رمضان"، مضيفًا: "المفاوضات المرتبطة بجبهة لبنان ستكون خلال شهر رمضان".
وشدّد ميقاتي على أن "لبنان لا يعتدي ويجب على "إسرائيل" وقف انتهاكاتها. وفي حال توقفت حرب غزّة فإن جبهة الجنوب ستهدأ إلا إذا استمرت "إسرائيل" في عدوانها"، لافتًا إلى أن "هناك طروحات عديدة على صعيد الترسيم البرّي ولبنان متمسّك بكافة أراضيه المُحتلة".
أضاف: "نعمل على استقرار طويل المدى في الجنوب والأساس لدينا هو وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة كافة الأراضي المحتلة إلى لبنان"، مؤكدًا أننا "نرفض حصول أي قضم للأراضي اللبنانية ونسعى إلى تحديد الحدود بشكل نهائيّ وأخير".
وفي ما يخص زيارة هوكشتاين لبنان، قال ميقاتي: "هوكشتاين وضع طرحًا على الطاولة ورئيس مجلس النواب نبيه بري يدرسه وسيكون هناك ردّ عليه ونحن لدينا أسئلة ننتظر من الموفد الأميركي أجوبة عليها".
وأضاف: "طرح هوكشتاين هو آلية تطبيق القرار 1701 وسنردّ عليه بعد الانتهاء من درسه"، لافتًا إلى أن "هوكشتاين قدّم أفكارًا شفهيّة ولا توجد ورقة مكتوبة بشأن جبهة لبنان".
وتابع ميقاتي: "أتأمل خيرًا إزاء ما نمرّ به ولقد صادفنا تجارب عديدة سابقة لا سيما عندما يتعلق الأمر بالترسيم البحريّ واستطعنا تجاوز الكثير من الأمور والوصول إلى نتائج".
وأكمل: "أعمل مع الرئيس بري للوصول إلى الاستقرار، وأعتقد أن رئيس مجلس النواب يتشاور مع "حزب الله"، مشيرًا إلى أنه "عندما تصبح لدينا ورقة خطية بشأن طرح هوكشتاين سأتشاور مع الحزب"، لافتًا إلى أن "مبادرة هوكشتاين ستحظى مع الوقت بتغطية دولية".
وكشف أنه "سيكون هناك تواصل مع هوكشتاين خلال 48 ساعة من قبل الرئيس برّي أو منّي للوقوف عند آخر مستجدات الطرح المرتبط بجبهة الجنوب"، موضحًا أن "هوكشتاين يضع الجميع في الأفكار التي يتمّ طرحها وما يتمّ وضعه على طاولة البحث يمكن الاتفاق عليه وهناك ثغرات سيتم الحديث بها".
وأفادت مصادر مطلعة ان الحزب لن يدخل في أي بحث أو نقاش في الوقت الراهن، بالنسبة إليه لا مفاوضات قبل وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، وبعد ذلك يمكن البدء بكيفية البحث في القرار الدولي 1701 الذي يفترض أن تلتزم به "إسرائيل" وتثبيت الحدود.
وأكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنّ المقاومة مصمّمة على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وستمنعه من أن يُنفّذ مشروعه العدوانيّ، وشدّد، خلال حفلٍة تأبينية أقيمت في بلدة كفرملكي الجنوبية، على أنّ المقاومة ما زالت تلتزم بالدقة في معادلات الردع، التي فرضناها على العدوّ الإسرائيليّ ويحاول أن يتفلّت منها، لكن ليس بمقدوره أن يُلغيها. وقال "العدوّ يتسلّل من بين النقاط ليبرّر لنفسه أنّه مُنضبط بقواعد الرّدع، لكن حصل تفلّت هنا وهناك وحتّى الآن ينضبط قهرًا وهو يعرف أنه إذا أراد التفلّت من قواعد الردع فسيقع في مصيبةٍ كبرى ونحن نأمل أن يُخطئ الإسرائيليّ ويتورّط في ارتكابها". وأكد رعد عملهم وفق حساباتٍ دقيقة، "لأنّ المصلحة الكبرى هي التي نَنشُدها من خلال أدائنا ونهجنا في المقاومة حتّى الآن". ولفت إلى أنّهم لم يستعملوا أسلحتهم كلها وأسلحة الحرب المفتوحة لم يفتحوا مخازنها بعد.
وكان وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي التقى هوكشتاين ادعى أن "حزب الله" يقودنا نحو حرب".
وأضاف غالانت: "سنُعيد السكان إلى الشمال ولو كان ذلك من خلال عمل عسكريّ". وأفادت وسائل إعلام العدوّ أن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس الموجود في واشنطن، أبلغ مستشار الأمن القوميّ الأميركي أن "إسرائيل" لا تسعى للحرب مع لبنان". وأضافت "غانتس أبلغ سوليفان أن تزويد واشنطن لـ"إسرائيل" بالسلاح سيجعل حزب الله يفكر مرتين قبل أي تصعيد". وختمت "غانتس أبلغ مستشار الأمن القوميّ الأميركي بإصرار "إسرائيل" على استكمال العملية العسكرية في غزّة".
ولفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في تصريح تلفزيوني، إلى أن الحزب لم يعط الجواب النهائي لكتلة الاعتدال اللبناني، ونحن ندرس الجواب لإعطائه، واعتبر بان هناك مقدمات تسمح بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومشكلة المبادرة الفرنسية داخلية قبل أن تكون خارجية، والدستور يضمن الميثاقية وفرنجية لديه قابلية بأن ينفتح على العالم.
على صعيد آخر، أكد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، خلال إطلاق خريطة طريق لتنظيم الوضع القانوني للنازحين السوريين، أننا "لن نقبل بتهجير اللبنانيين وعدم إيجادهم فرص عمل، ونحن مسؤولون عن الحفاظ على صورة لبنان وحقوقه". كما دعا إلى "تطبيق القوانين اللبنانية في ما خصّ السكن وشرعية العمل في المؤسسات"، لافتًا إلى انّهم "مستعدون للتفاوض مع المجتمعين الدولي والعربي وصولًا إلى خطة عودة واضحة للاجئين السوريين خلال فترة زمنية معينة". وأضاف "بيروت التي تجمع العالم لا تُتهم بالعنصريّة ونحن نرفض هذا الاتهام"، مؤكدًا وقوفه "إلى جانب كلّ البلديات لتحصيل حقوقها، ولم نتأخر عن تأمين هذا الموضوع، وننفي كلّ ما تم تداوله أمس، عن إلغاء اللجان المتعلّقة بالبلديات."
وأعلن المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، أن "قافلة من النازحين ستنطلق إلى سورية وعلينا التعامل مع الملف بجدية وبما يخدم المصلحة اللبنانية"، مؤكدًا "أننا منفتحون على مختلف المبادرات التي تخدم الخطط التنفيذية في المستقبل". وأكد البيسري خلال إطلاق خريطة طريق لتنظيم وضع النازحين السوريين القانوني وآلية عودتهم، "أننا لن نوفّر أيّ جهد لتنفيذ القوانين حفاظًا على سيادة الدولة، ونجدّد استئناف إطلاق العودة الطوعية، ولبنان بلد عبور وليس بلد لجوء، ونشدّد على مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر كلّ المعابر الحدودية".
"النهار": تصعيد عنيف للمواجهات... تحت أنظار هوكشتاين
بدورها كتبت صحيفة "النهار": لم تبدل تردّدات زيارة الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين لبيروت، ولا المعلومات المسرّبة بعدها عن زيارته تل ابيب، الصورة الشديدة الغموض والراجحة نحو القتامة لجهة استشراف التطورات الميدانية في قابل الأيام، بل أبرزت الساعات الأخيرة مزيدا من الشحن التصعيدي ان في “الميدان” وان في حملات التهديدات المتبادلة على طرفي جبهة الحدود اللبنانية الإسرائيلية، الأمر الذي لا يحمل ترجمة للتفاؤل المتسرع الذي قابله بعض الجهات اللبنانية عقب زيارة هوكشتاين ولقاءاته في العاصمة اللبنانية. وبات من نافل الاستنتاجات ان ربط أي انطلاقة محتملة لترجمة الاقتراحات التي طرحها هوكشتاين في بيروت، ومن ثمّ في تل ابيب، لوقف التدهور الميداني على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية تمهيدا للشروع في إجراءات تثبيت الاستقرار، بهدنة غزّة، شكل ويشكّل اللغم الأول الذي يتهدّد وساطة هوكشتاين نظرا إلى الطريق الشاق بل حقل الألغام الذي يتهدّد الجهود المضنية والصعبة للتوصل إلى تفاهم الهدنة في غزّة والذي ضاقت إلى حدود بعيدة فرصة إحلاله قبل بداية شهر رمضان بعد أيام قليلة. حتّى ان الأوساط اللبنانية المعنية بدت كأنها ترصد الأمل الواهي والضعيف لإقلاع وساطة هوكشتاين في تبريد الجبهة الجنوبية مع "إسرائيل" من منظار متابعة دقيقة أولا بأول للعقبات المتراكمة امام هدنة غزّة. وتقول هذه الأوساط ان مجمل ما سمعه هوكشتاين في بيروت في شأن وساطته لا يغني ولا يسمن ما دام مفتاح حظوظ هذه الوساطة موجودا في غزّة وليس في بيروت بفعل “وحدة الساحات” من جهة محور المقاومين من جهة والغموض المفخخ الإسرائيلي حيال الربط أو عدمه بين غزّة والجنوب اللبناني من جهة مقابلة. ولذا كان بديهيا ان تهتزّ الانطباعات التي عقدت امالا على التحرك المتجدد لهوكشتاين إذ وقبل ان يغادر المنطقة منهيا جولته بين بيروت وتل ابيب، اشتعلت دورة جديدة من التصعيد الميداني في ما استعرت حرب التهديدات الكلامية بين "إسرائيل" وحزب الله.
لكن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قال في حديث تلفزيوني عن زيارة هوكشتاين للبنان”ما من شيء سري والكل يعمل للتهدئة والآلية هي القرار 1701 “. وعن تفاهم رمضان في غزّة، اجاب: “المعلومات تقول إن وقف إطلاق النار قبل رمضان، وفي لبنان يكون هناك مفاوضات خلال رمضان”. واضاف: “امل ان نصل إلى استقرار طويل المدى ونريد وقف الانتهاكات الإسرائيلية”. وتابع: “هوكشتاين وضع طرحا على الطاولة ونحن لدينا أسئلة ننتظر الأجوبة عليها، والعنوان لطرحه هو ألية تطبيق القرار 1701، لافتا إلى ان المهلة الزمنية غير محدّدة، املا بإنجاح هذا الموضوع. وإذ شدد ميقاتي على “ان خيارنا هو السلم والاستقرار الدائم”، قال: ” أتأمل خيرا كوننا مررنا بتجارب سابقة منها الترسيم البحري”. وكشف “اننا ننتظر اتّصالا من هوكشتاين خلال 48 ساعة فهو غادر لبنان إلى إسرائيل”.
الحرب الكلامية
في هذا السياق أشار وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت في لقاء جمعه امس بهوكشتاين إلى إن "إسرائيل" “ملتزمة بالجهود السياسية للتوصل إلى اتفاق” ينهي المواجهات الحدودية المتصاعدة مع حزب الله، في ما اعتبر أن “عدوانية حزب الله تقربنا من نقطة الحسم بأنشطتنا العسكرية في لبنان”، وفق تعبيره.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الحرب الإسرائيلية بحث غالانت مع هوكشتاين “العدوان المستمر من جانب حزب الله، والجهود السياسية المبذولة للتوصل إلى اتفاق ينهي الصراع ويؤدي إلى عودة سكان الشمال إلى منازلهم، بعد تغيير الوضع الأمني في المنطقة الحدودية وانسحاب قوات حزب الله”. وأثنى على جهود هوكشتاين “المستمر لتعزيز الاستقرار الإقليمي، وللجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية للتعامل مع التحديات الأمنية على الجبهة الشمالية”.
وفي وقت لاحق كرّر غالانت القول “إنّ حزب الله يقودنا نحو حرب”. وأضاف:”سنُعيد السكان إلى الشمال ولو كان ذلك من خلال عمل عسكريّ”، بحسب مزاعمه.
وفي المقابل شدد رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد على “أنّ المقاومة ما زالت تلتزم بالدقة في معادلات الردع، التي فرضناها على العدوّ الإسرائيليّ ويحاول أن يتفلّت منها لكن ليس بمقدوره أن يُلغيها”. وقال “العدوّ يعرف أنه إذا أراد التفلّت من قواعد الردع فسيقع في مصيبةٍ كبرى ونحن نأمل أن يُخطئ الإسرائيليّ ويتورط في ارتكابها”. ولفت إلى أنّ “المقاومة لم تستعمل أسلحتها كلها وأسلحة الحرب المفتوحة لم تفتح مخازنها بعد”.
غارات وشهداء
على الأرض صعّد الطيران الحربي الإسرائيلي بعد ظهر امس موجات غاراته على بلدات حدودية فاستهدف أولا بالصواريخ الأطراف الشمالية في بلدة حولا. وأفادت المعلومات بان الغارة ادت إلى تدمير أحد المنازل المأهولة حيث سقطت ثلاث ضحايا من عائلة واحد. وأفاد مراسل “النهار” ان فرق الدفاع المدني انتشلت جثث كلّ من صاحب المنزل المستهدف حسن حسين وزوجته رويدة مصطفى وابنهما علي (25 عاما) من تحت ركام المنزل وعمل المسعفون على استكمال البحث عن مصابين محتملين اخرين.
كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على منزل في بلدة كفرا ومن بعدها غارة أخرى على بلدة الضهيرة وتوجهت سيارات الإسعاف إلى المنزل المستهدف خشية وقوع إصابات فيه. ثمّ شنت غارة على طير حرفا وصفت بانها عنيفة وسمع صداها في صور.
في المقابل، اعلن حزب الله انه استهدف بالصواريخ قوة إسرائيلية في موقع بركة ريشا ودمر تجهيزاتها واندلعت النيران فيها، كما اعلن استهداف دبابة ميركافا في مستعمرة نطوعا أثناء اعتدائها على القرى والمدنيين بصاروخ موجه وايقاع طاقمها بين قتيل وجريح. واعلن أيضًا انه “ردًا على اعتداءات العدوّ الإسرائيلي على القرى الجنوبية وخاصة الاعتداء على مدينة بنت جبيل، استهدفنا مستعمرة "كريات شمونة" بالأسلحة المناسبة”.
واعلن لاحقا انه استهدف مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة "كريات شمونة". وقالت وسائل إعلام إسرائيلية انه عقب تقييم الجيش الإسرائيلي للوضع تم قطع حركة المرور إلى المنارة و"مسكاف عام" ومرغليوت. كما تحدثت عن إصابة منزل في "كريات شمونة" بصاروخ أطلق من لبنان من دون وقوع إصابات.
وليلًا اطلق حزب الله عشرات الصواريخ في اتّجاه الجليل وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تعرض "كريات شمونة" لهجوم بنحو 70 صاروخا. واعلن حزب الله انه “ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية واستهداف منزل مدني واستشهاد امرأة وزوجها وابنها في بلدة حولا قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مستوطنة كفربلوم بعشرات صواريخ الكاتيوشا “. كما اعلن استهداف مبنى في "كريات شمونة" وإيقاع إصابات فيه.