لبنان
الخلافات الأميركية الإسرائيلية تتعمّق.. ولبنان مرتبط بغزّة
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء 6 شباط/فبراير 2024 تعمُّق الخلافات بين الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني، بالتزامن مع تشرذم الداخل الإسرائيلي على المستوى السياسي، ففي حين تعمل أميركا لوقف الحرب للعديد من الأسباب المتعلقة ببقائها في المنطقة، وتحسبًا من حربٍ شاملةٍ في الشرق الأوسط، يقف رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بين الإطاحة بحكومته من قبل اليمين المتطرّف، أو الإطاحة بحكومة الطوارئ من قبل بني غانتس وغادي إيزنكوت. هذا وتعمل الإدارة الأميركية على إغواء نتنياهو بالعودة إلى مسار التطبيع مع السعودية في حال تحقيق الهدنة تقوم فكرتها الأساسية على عدم وجود خاسر، وتضمن الحفاظ على المصالح الأميركية في المنطقة، خصوصًا وأنَّ الولايات المتحدة باتت تفهم جيدًا أنَّ استمرار العدوان يعني مزيدًا من الغرق في رمال الشرق الأوسط.
وحول الجبهة الشمالية، أشارت الصحف اللبنانية إلى أنَّ الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين واصل اتصالاته في "اسرائيل" لمنع التصعيد على الجبهة مع لبنان، كما يصل اليوم وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى لبنان آتيًا من الأراضي المحتلة، لبحث الموضوع نفسه مع المسؤولين اللبنانيين، غير أنَّ المقاومة قالت كلمتها سابقًا، بأنَّ لا حديث عن تفاهمات قبل وقف العدوان على غزة.
"الأخبار"| تعمّق الخلافات الإسرائيلية | أميركا تلقي بثقلها: هكذا نخرج من المأزق
تتفاقم الخلافات الإسرائيلية الداخلية، وصولاً إلى حدّ تهديد كل الأطراف بترك الائتلاف الحكومي أو «كابينت الحرب»، ما يعني انهيار أحدهما، وبالتالي تلقّي بنيامين نتنياهو ضربة قاتلة. ويهدّد حليفا رئيس الحكومة من اليمين المتطرّف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة، في حال ذهب نتنياهو نحو صفقة تبادل «غير مرضية» لهما، في حين يهدّده شريكاه المستجدّان في «حكومة الطوارئ»، بني غانتس وغادي إيزنكوت، بترك مقعديهما، في حال وجدا أنه يمنع صفقة تبادل جديدة، لحسابات سياسية خاصّة به. وإلى جانب الرجلين، يقف زعيم المعارضة، يائير لابيد، من خارج الحكومة، ليدعو مرّة إلى إسقاطها وسحب الثقة منها في «الكنيست»، وأخرى لعرض «الأمان السياسي» على نتنياهو في حال تخلّي الأخير عن حليفيه، ليحلّ لابيد وحزبه مكانهما، وتكون الحكومة بالتالي مغطّاةً سياسياً في حال أرادت المضي في الصفقة. أما الولايات المتحدة، التي بدأ، وزير خارجيتها، أنتوني بلينكن، جولته في المنطقة من السعودية، فالواضح أن الكباش بين إدارتها ونتنياهو، وصل إلى مستويات متقدّمة، جلّاها حديث صحيفة «بوليتيكو» الأميركية عن أن الرئيس جو بايدن، وصف نتنياهو في محادثات مغلقة بأنه «رجل سيّئ مجنون»، معبّراً عن قلقه من «سعي نتنياهو إلى جرّ الولايات المتحدة إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط». ورغم نفي المتحدث باسم بايدن الحديث الذي ساقته الصحيفة، إلا أن ذلك لا يتعدّى كونه «بروتوكولاً» وآداباً مُلزمة، إذ وإن لم يقل الرئيس الأميركي العبارة، إلا أنه يتصرّف وفقها بشكل واضح.
ما الذي تريده واشنطن؟
لا تريد واشنطن إنهاء الحرب الإسرائيلية بشكل كامل، من دون أن تؤدي إلى إنجازات حقيقية. وهي ترى أن إسرائيل فشلت في تحقيق تلك الإنجازات، في الوقت نفسه الذي تشعر فيه أن المنطقة تقترب أكثر فأكثر من انفجار كبير، قد يطيح بكثير مما «رتّبته» في هذه المنطقة، فضلاً عن كون قواتها المنتشرة هنا، ستكون أهدافاً أكيدة في أي حرب كبرى مُفترضة. كما اختبرت عرضاً نموذجياً من ذلك، عندما قُتل الجنود الثلاثة، وجُرح نحو 40، في القصف على القاعدة الأميركية في شمال الأردن. إزاء ذلك، تبحث الإدارة الأميركية عن «مخارج» للحرب، تتيح لجميع الأطراف القول بأنها «لم تخسر»، على الأقلّ، إن لم تكن «قد ربحت». ولكن، في الوقت عينه، فهي تهدف إلى بلورة عملية المخرج المفترض، بما يخدم تحقيق مصالحها الاستراتيجية الأوسع، وتجنيب إسرائيل مسارات قد ترفع من تكلفة إنهاء الحرب لاحقاً، أو حتى تشكّل مخاطر وجودية على الكيان.
ومن هنا، يُفهم الحديث الأميركي عن أن خطط ما قبل الحرب، كانت تقضي بأن يُنجز التطبيع السعودي - الإسرائيلي، هذا العام، بأثمان مقبولة، من قبيل تعزيز السلطة الفلسطينية نوعاً ما، وكبح جماح الاستيطان في الضفة الغربية، من الجهة الإسرائيلية، إضافة إلى تأمين صفقات تسليح كبرى من الولايات المتحدة للسعودية، وتيسير ما عُرف بـ«المشروع النووي السعودي». لكن بعد عملية «طوفان الأقصى»، بدأت الولايات المتحدة البحث عن التخفيف من آثار الطوفان، وذلك باستكمال خطط ما قبل الحرب، وأهمّها التطبيع. ولكن، ليتمّ هذا الآن، بات على الأميركيين أن يدفعوا ثمناً أكبر له، بسبب الوقائع التي أفرزتها الحرب، ودخول قطاع غزة إلى المشهد من أوسع الأبواب. وبناءً عليه، طرحت الإدارة استعادة مسار «حلّ الدولتين». ومن هنا أيضاً، يأتي استعجال «تبريد» الحرب لعدّة شهور، تمهيداً للانتقال إلى مشروع التطبيع السعودي - الإسرائيلي في صيف العام الجاري، بما يفيد الحملة الانتخابية «المتعثّرة» لبايدن و«الحزب الديمقراطي»، ويرضي نتنياهو الذي شكّل التطبيع مع السعودية، هدفاً أساسياً وكبيراً له.
الوسيلة
على أن لتحقيق ذلك وسائل قد لا يُمسك بها الأميركيون بأسرها، ما يهدّد أصل نجاح الخطة المفترضة. وتكمن الأزمة الحقيقية أمامهم، في الموقف المتشدّد لنتنياهو وحلفائه من مجموعة قضايا أساسية، أبرزها:
- خفض التصعيد وإنهاء الحرب في قطاع غزة.
- الانسجام مع جهود «حلّ الدولتين».
- تجميد الاستيطان في الضفة الغربية.
وبينما يعتقد الأميركيون بإمكانية «ترويض» نتنياهو، وإقناعه، بالترغيب والترهيب، بإيجاد حلول وسطية، كونه رجل سياسة، وهم أدرى به على مدى عقود، فضلاً عن صعوبة عزله وتنحيته، إلا أنهم يرون في بن غفير وسموتريتش، حجرَي عثرة أساسيّين، يدركون صعوبة تخطّيهما. وبناءً عليه، دشّن الأميركيون، منذ مدّة، مسارات ضغط على الحكومة الإسرائيلية، لترويض المعاندين والمتخوّفين، وإزالة العثرات أو تجاوزها، بحسب ما يظهر إلى الآن، أبرزها:
أولاً؛ الدفع نحو ضمّ غانتس وإيزنكوت إلى «حكومة الطوارئ» منذ الأيام الأولى للحرب، لضبط ميزان اتخاذ القرارات، وكبح نتنياهو في حالات محدّدة... ثمّ دفعهما الى التلويح باستقالتهما أخيراً، في حال تعمّدَ نتنياهو وحلفاؤه إفشال صفقة التبادل المفترضة.
ثانياً؛ تشكيل رأي عام إقليمي ودولي، داعم لمسار «حل الدولتين»، ومتبنٍّ للموقف الأميركي، وتصوير من يعارض هذا الرأي، أي الحكومة الإسرائيلية، «مارقاً» على الإرادة الدولية، وخاصة الغربية، ومُهدَّداً بالعزلة في المستقبل.
ثالثاً؛ إعادة تفعيل الحراك السياسي المعارض لنتنياهو وحكومته في الكيان، عبر العودة التدريجية إلى التظاهر في الشوارع، وخصوصاً إلى جانب عائلات الأسرى في قطاع غزة.
رابعاً؛ فرض عقوبات على عدد من المستوطنين في الضفة الغربية، في رسالة مباشرة إلى بن غفير وسموتريتش، والتهديد بإمكانية إدراجهما شخصياً على لوائح العقوبات ومحاصرة جماعاتهما.
خامساً؛ تشجيع لابيد على إبداء استعداده لتأمين «شبكة أمان» سياسي لنتنياهو، ما يمنح الأخير ورقة باليد، يهدّد بها حليفيه المتطرّفيْن، وقد يستعملها في حال اضطراره لذلك في سيناريوات متطرّفة.
وتتقدّم هذه المسارات، بعضها بموازاة بعض، وهي تلتقي أحياناً، لتصبّ جميعها في الهدف النهائي: مكسب أميركي كبير، يتضمّن مجموعة مكاسب إسرائيلية أصغر.
"الديار": «إسرائيل» تروّج لأجواء إيجابيّة مع لبنان... والمقاومة تتمسّك أكثر بشروطها
على وقع الترويج «الاسرائيلي» لايجابيات حملتها زيارة المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين، لناحية التوصل الى وقف للنار على الجبهة الشمالية، تقف المنطقة ومعها لبنان امام ساعات او ايام حاسمة، ستحدد طبيعة المرحلة المقبلة على المديين القصير والمتوسط، بعدما بات مصيرهما مرتبطا بتطورات غزة. وهنا وهناك، «لعبة عض الاصابع» على اشدها بين مختلف الاطراف لتحسين شروط الهدنة المفترضة التي يحتاجها الجميع، والتي ستنعكس حكما على كافة جبهات المساندة، لكن كل طرف يعمل على تحسين شروطه في الميدان، وعبر تجميع «اوراق» القوة الديبلوماسية المتاحة لديه.
وفيما تقاوم حركة حماس الضغوط الدولية والعربية لثنيها عن تمسكها بشرطها الاساسي بعدم قبول اي مقترح لا يتضمن وقف الحرب بشكل كامل، يجدد حزب الله كلامه في السر والعلن ان ما لم يأخذه العدو في الحرب لن يأخذه في السياسة، ولا تفاهمات الا بعد وقف حرب غزة. وقد اقر العدو بالامس ان المقاومة لم تستخدم حتى الآن الا 5 بالمئة من امكاناتها.
وتبقى الخشية الاساسية من المزايدات الداخلية «الاسرائيلية» التي قد تدفع كافة الجبهات الى الانفجار الواسع، في ظل ضعف الموقف الاميركي الذي لا يزال يغري رئيس حكومة الحرب بنيامين نتانياهو بترف البقاء في السلطة، وتقدم لـ «اسرائيل» «جزرة» التطبيع مع السعودية بشروط مخففة، لا تشتمل على قيام دولة فلسطينية. وبانتظار ان تتبلور محادثات وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في زيارته الخامسة، يشكك الكثيرون في امكانية ان تثمر الضغوط الاميركية دون استخدام «عصا» وقف الدعم العسكري، والغطاء الديبلوماسي القادر وحده على اجبار دولة الاحتلال على وقف عدوانها ، وسحب فتيل الانفجار الذي يهدد بتفجير المنطقة برمتها.
وفي هذا السياق، عبرت مصادر ديبلوماسية اوروبية عن قلقها من السياسة «المتذبذبة» وغير المتزنة للإدارة الأميركية، التي دخلت قبل اشهر من الانتخابات الرئاسية في حالة انعدام وزن سياسي، ينعكس تخبطا في تعاطيها مع مستجدات وملفات الشرق الأوسط. ولهذا فان الأيام المقبلة ستكون «مرهقة جدا» ، لان هذا الخلل في ادارة وضع معقد، قد يجر المنطقة الى تعقيدات أمنية كبيرة، بدل حل العقد الحالية المسيطر عليها ضمن سقوف مقبولة حتى الآن.
وستكون زيارة بلينكن الحالية مفصلية، لمعرفة اذا كانت واشنطن قد ادركت اخيرا خطورة الاخلال بالتوازنات الحالية عبر استخدام القوة غير العاقلة، والتي لا تجبي اي ثمن حقيقي من اعدائها، بل تهدد مصالح الجميع في المنطقة، او ان قراراتها الأمنية والسياسية وحتى الإستراتيجية ستكون مرتبطة بالحسابات الانتخابية، اي مزيد من محاولة استثمار حملة الرئيس بايدن ، عبر إظهار الالتزام أكثر بمساعدة «إسرائيل» وحمايتها من نفسها؟!
وفي اطار الضغوط المستمرة على لبنان، يصل الى بيروت اليوم وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه قادما من «اسرائيل»، حاملا معه المزيد من التهديدات الاسرائيلية «الجوفاء»، التي باتت مثار تندر مستوطني الشمال وكبار المسؤولين الامنيين السابقين، حيث ابلغه وزير الخارجية «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس أن الوقت ينفد لإيجاد حل ديبلوماسي جنوب لبنان، واكد انه إذا لم يتم التوصل لحل سياسي، فسيكون هناك تحرك عسكري لإعادة «سكان البلدات الإسرائيلية» على حدود لبنان.
في هذا الوقت، واصل الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين اتصالاته في دولة الاحتلال لمنع التصعيد على الجبهة مع لبنان، وحرصت المصادر «الاسرائيلية» على ترويج اجواء ايجابية حول إمكانية الوصول لحلّ سياسي، وكشفت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مقترح أميركي يشمل تراجع حزب الله عن الحدود وعودة المستوطنين، مؤكدةً وجود «بوادر إيجابية» للتهدئة بين «إسرائيل» وحزب الله بعد وساطة أميركية. ونقلت عن مسؤولين «اسرائيليين» تاكيدهم أنّ هناك فرصة حقيقية لنجاح مساعي إنهاء التوتر مع حزب الله.
من جهتها، ذكرت القناة 12 العبرية، أن الإشارات الإيجابية ظهرت خلال اجتماعات هوكشتاين مع مسؤولين «إسرائيليين» على رأسهم وزير الدفاع يوآف غالانت. وقالت «يبدو أنه لأول مرة منذ اندلاع الحرب، ظهرت إشارات إيجابية للقناة الديبلوماسية». ونقلت عن مسؤولين كبار في «إسرائيل»، بان شعورًا أفضل ينشأ من اللقاءات عما كان عليه في بداية الحرب، مع وجود فرصة حقيقية لنجاح الخطوة.
ولفتت القناة «الإسرائيلية» الى ان الاقتراح الأميركي يتضمن صيغة من خطوتين: في المرحلة الأولى، سيقوم الطرفان بإعداد اتفاق تفاهم مؤقت، يتضمن انسحاب قوات حزب الله من حدود الجنوب اللبناني، وزيادة انتشار قوات اليونيفيل والجيش اللبناني في المنطقة، وأخيراً عودة السكان «الإسرائيليين» إلى البلدات التي تم إخلاؤها شمالا مع بداية الحرب. واعتبرت القناة أنه إذا أثمرت الجهود بالفعل، فإن المفاوضات ستتم في المرحلة الثانية، والتي ستكون «إسرائيل» في إطارها مستعدة أيضًا لتسويات معينة. في إشارة الى مفاوضات ترسيم الحدود البرية التي تضغط واشنطن لاتمامها. ووفقا للقناة 12 العبرية، فإن «إسرائيل» تتعامل بايجابية مع الاقتراح الأميركي، لكنها تؤكد أن التقدم سيعتمد بالضرورة على وقف إطلاق النار في غزة.
ولفتت القناة الى ان هوكشتاين بات مدركا أن «إسرائيل» لا تسمح بفترة زمنية غير محدودة، فهي تكرر أنه إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في الجنوب، فإنها لن توقف الحرب في الشمال دون التسوية، وهو الموقف الذي عبّر عنه أيضًا وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي أبلغ هوكشتاين أن «تل أبيب» مستعدة لحل الصراع مع جنوب لبنان، من خلال التفاهمات الديبلوماسية، لكن «اسرائيل» مستعدة أيضًا لأي سيناريو آخر؟!
في المقابل ووفقا لمصادر مطلعة، يبدو ان الاميركيين يميلون الى تبني مقترحا بريطانيا، يقوم على «اعلان من الجانبين اللبناني و»الاسرائيلي» عن وقف النار، تزامنا مع هدنة غزة وسحب المظاهر العسكرية على جانبي الحدود، وترسيم الحدود من الناقورة حتى شبعا ضمنا في مرحلة ثانية، على ان يتم نصب ابراج ونقاط مراقبة مجهزة بأجهزة رصد تحت اشراف اليونيفيل تعمل على جانبي الحدود، وان تكون الاجراءات ملزمة للجانبين، اي على لبنان عدم خرق القرار 1701 ، وعلى «اسرائيل» ضمان عدم القيام بأي خرق بري او بحري او جوي للقرار الدولي. هذه المقترحات تنتظر لبنانيا اولا وقف العدوان على غزة، وبعدها يمكن الحديث عن الترتيبات المفترضة، لكن حزب الله ابلغ من يعنيهم الامر، انه غير معني «بانزال العدو عن الشجرة»، ولن يمنحه بالديبلوماسية ما لم يستطع ان يأخذه بالعدوان والحرب، وهو امر يتماهى مع الموقف الرسمي اللبناني الرافض للحلول المجتزأة.
في هذا الوقت، وفيما فقد المستوطنون في الشمال ثقتهم بالجيش «الاسرائيلي»، نقلت وسائل اعلام «اسرائيلية» عن مصادر بالمؤسسة الأمنيّة قولها إنّ حزب الله لم يستخدم حتى اللحظة سوى خمسة بالمائة من قوّته، وأنّه ما زال يحمل الأوراق التي بحوزته قريبًا لصدره. وفي هذا السياق، قال غابي نعمان، رئيس بلدة شلومي، التي تمّ إخلاء سُكّانها بسبب صواريخ حزب الله: «شعوري هو أنّ جميع المؤتمرات التي جرت، سواء من قبل وزير الأمن أوْ المتحدّث باسم «الجيش الإسرائيلي»، ليست موجهةً لسُكّان الشمال، بل للمبعوث الأميركيّ عاموس هوكشتاين، أنا حقا أعتذر، لكنّني لا أثِق بالجيش الإسرائيلي، لقد فشل في الجنوب، وأنا خائف جدًا من أنّه سيفشل مرّة أخرى في الشمال، خاصّة مع وجود منظمّة كبيرة على الحدود الشماليّة».
إقرأ المزيد في: لبنان
15/11/2024